جديد سلسلة ثمرات العقول: «المقتطف من أزاهر الطرف»
} شذى حمود
يصنّف كتاب «المقتطف من أزاهر الطرف» للأديب الأندلسي ابن سعيد المغربي بين أحد مؤلفات الجوامع في الأدب بما يضمّه من مختارات في الحكم والنوادر والطرف والحكايات وروائع الأشعار والأزجال والموشّحات والمقارنة بين إبداعات المشارقة والمغاربة ما دفع الدكتور محمود الحسن لإعداد كتيب عنه ضم مختارات من الكتاب الأصلي.
الكتيّب الذي صدر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة ثمرات العقول ذكر في مقدمته الدكتور الحسن أنه يحوي مختارات جمعها ابن سعيد من كتب طالعها ومن شفاه أدباء التقاهم في رحلاته الكثيرة، مشيراً الى ان القارئ يجد فيه ما يحلو له وما يستمتع به من المواقف الطريفة والحكايات.
كما يطالعنا الحسن على أجمل ما احتواه الكتاب من الحكمة ولطائف المعاني وعجائب المواقف وعصارة التجارب ورقيق العواطف، مبيناً أن الكتاب صنفه القدماء ضمن ما يُسمّى أدب السمر ولا سيما أن ابن سعيد تجمّع لديه الكثير من الدرر الأدبية خلال أسفاره.
ولفت الحسن إلى أن مطالعة مثل هذه المختارات تساعد الإنسان على اكتساب اللغة وصقل اللسان وتزويد العقل بالمنطق والتجارب وأصول المحاكمات وتنمية الحس الجماليّ وتقويم السلوك الفردي والجماعي إضافة إلى امتلاك ذخيرة ثقافية لمجالس الأدب كما يستفيد منها المعلم في تحلية دروسه ومحاضراته بمادة ممتعة تجذب انتباه الطلاب وتدفع الملل عن نفوسهم.
يُذكر أن المؤلف الدكتور محمود الحسن من مواليد عام 1974 يحمل شهادة دكتوراه في علوم اللغة العربية يعمل باحثاً في مجمع اللغة العربيّة بدمشق وله العديد من المؤلفات منها قضايا اللزوم والتعدّي في النحو والصرف والدلالة ومقامات الحريري وغيرها.
أما إبن سعيد المغربي فهو نحويّ ومؤرخ ورحالة من الشعراء والإخباريين ولد بغرناطة عام 1214، حيث نشأ ودرس ونبغ وبعد أن تلقى دروس اللغة والأدب على يد كبار علماء عصره في الأندلس قام برحلة علمية طويلة بين المغرب العربي وأنحاء المشرق مرتاداً مراكز الحضارة والثقافة والفكر والأدب الكبرى له نحو ثلاثة عشر مؤلفاً في الشعر والأدب والجغرافية توفي بتونس وقيل بدمشق سنة 1286.