موسكو: لقاء بين لافروف وبيدرسون لبحث الوضع في سورية
ميليشيا (قسد) تهدّد بحرمان آلاف الطلاب من التعلّم.. واختناق عدد من الأطفال قبيل تهريبهم بصهاريج من مخيم الهول في الحسكة
أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي في موسكو اليوم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون لبحث الوضع في سورية.
وأكدت زاخاروفا في تصريح صحافي أن «هذا اللقاء يندرج ضمن أطر جدول أعمال الوزير لافروف».
إلى ذلك أعلنت الخارجية الروسية في بيان لها أمس، أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين بحثا أول أمس، ضمن وفد روسي مشترك مع وفد تركي مشترك برئاسة نائب وزير خارجية النظام التركي سيدات أونال الوضع في سورية «مع التركيز على مهمات صيانة الاستقرار على الأرض ودفع العمليّة السياسيّة».
وقال بيان للخارجية نشر على موقعها الالكتروني إنه «تم تبادل الآراء حول الوضع الراهن في إدلب والخطوات اللاحقة ضمن أطر تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية»، فيما شدّد الجانبان على «عدم وجود بديل للعملية السياسية التي يقوم بها السوريون انفسهم في ظل دعم من الأمم المتحدة كما ينص على ذلك قرار مجلس الأمن 2254» وتمّ بهذا الصدد التنويه باستئناف الحوار السوري السوري ضمن أطر اللجنة الدستورية في جنيف.
إلى ذلك، تستمر ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي بانتهاكاتها واتباعها سياسة التضييق على الأهالي في محافظة الحسكة لفرض ما تريده بالقوة ضمن المناطق التي تستولي عليها وكان لقطاع التعليم والتربية نصيب من هذه الممارسات عبر قيام تلك الميليشا بدعم أميركيّ بالاستيلاء على أبنية ومقار المدارس الثانوية وإغلاقها بشكل كامل في تلك المناطق لتحرم آلاف الطلاب والتلاميذ من مدارسهم.
وكانت ميليشيا «قسد» استولت سابقاً على مقار مدارس التعليم الأساسي في عموم أرجاء المحافظة التي تسيطر عليها ومنعت التدريس ضمنها وفرضت مناهج مغايرة لمناهج وزارة التربية السورية وسط رفض شعبي من الأهالي تمثل بالمظاهرات والاحتجاجات.
وفي تصريح قالت مديرة تربية الحسكة الهام صورخان إن هذه التصرفات ستنعكس سلباً على واقع سير العملية التعليمية في عموم محافظة الحسكة وتؤدي إلى تراجع المستوى التعليمي وتشكل عامل ضغط كبيراً على المدارس الحكوميّة المتبقية ولا سيما أن الأهالي يرفضون التعامل والتدريس بمناهج غير معترف بها أساساً ويصرّون على التعلم وفق المناهج المعتمدة من وزارة التربية السورية.
ومع استيلاء ميليشيا «قسد» على مقار الثانويات العامة في مناطق وجودها تتفاقم مشكلة التعليم في ظل وجود أعداد كبيرة من الناجحين إلى الصف العاشر «الأول الثانوي» ما يشكل ضغطاً وعبئاً كبيراً على كاهل القائمين على العملية التربوية في المحافظة.
وبيّنت صورخان أن العدد الإجمالي للناجحين إلى الصف العاشر بلغ 9400 طالب وطالبة 70 في المئة منهم في التعليم العام و30 في المئة في التعليم المهني.. واستيلاء الميليشيات على الثانويات يعني حرمان الطلاب من التعلم ولا سيما أن إجمالي عدد الثانويات التي تديرها مديرية تربية الحسكة حالياً 25 في ما بلغ عدد المدارس التي أغلقتها ميليشيا «قسد» 118 ثانوية.
وأشارت مديرة تربية الحسكة إلى أن ميليشيا «قسد» أبلغت الكوادر الإدارية في المدارس الثانوية بعدم العودة إلى المدارس خلال العام الدراسي الحالي وهددتهم بالخطف والاعتقال واستولت على كل محتويات المدارس من أثاث ووسائل تعليمية تخص العملية التدريسية.
ودعت مديرة تربية الحسكة إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة بغية وضع حدّ لهذه الممارسات وإبعاد ميليشيا «قسد» عن التعليم بشكل نهائي، مشيرة إلى وجود رفض شعبي واستياء من تصرّفاتها ومحاولتها فرض كل شيء بقوة السلاح.
أحد أولياء الأمور في المدينة يقول إن حالة إرباك وقلق عامة تسود بين أهالي المحافظة مع اقتراب افتتاح المدارس ومع تمادي ميليشيا «قسد» في انتهاكاتها وتنفيذ مخططاتها غير المسؤولة بات من الضروري أن يكون هناك تدخل فاعل لإيجاد حل خاص في ملف التعليم.
على الصعيد الميداني، ذكرت وكالة «سانا» السورية، أن قافلة جديدة من الشاحنات والعربات العسكرية الأميركية دخلت الأراضي السورية من العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي بأقصى ريف الحسكة الشرقي.
ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية محلية أن رتلاً من 60 شاحنة ترافقها عربات عسكريّة لحمايتها وجميعها تابعة للقوات الأميركية دخل المنطقة بعد ظهر اليوم، تحمل تعزيزات عسكرية ومواد لوجستية إلى القواعد الأميركية غير الشرعية في ريف الحسكة.
يأتي ذلك بعد أن أدخلت القوات الأميركية الأحد الماضي رتل آليات من 7 ناقلات و4 سيارات شاحنة مبردة محملة بمواد وتعزيزات لوجستية من العراق عبر معبر الوليد إلى الأراضي السورية وتوجّهت إلى القاعدة الأميركية في مطار خراب الجير في ريف المالكية أقصى ريف الحسكة الشمالي الشرقي.
وكانت القوات الأميركيّة قد أدخلت خلال الأشهر القليلة الماضية آلاف الشاحنات المحمّلة بأسلحة ومعدّات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة لتعزيز وجودها في منطقة الجزيرة السورية ولسرقة النفط والثروات الباطنية السورية، «بمساعدة ميليشيا قسد والمجموعات المسلحة التي تدعمها في منطقة الجزيرة السورية».
إلى ذلك، ذكرت وكالة «سانا» أن عدداً من الأطفال أصيبوا بحالات اختناق في مخيم الهول الذي يضمّ أسر أفراد من «داعش» وتسيطر عليه «قسد».
ونقلت الوكالة عن مصادر من داخل المخيم أن أكثر من 25 طفلاً أصيبوا بحالات اختناق وتسمم «بعد تناولهم جرعات زائدة من المواد المنوّمة خلال عمليات تجهيزهم تمهيداً لتهريبهم عبر صهاريج مياه أو صناديق خشبية إلى خارج المخيم» الذي يقع في ريف الحسكة الشرقي.
وقالت الوكالة إن المخيم «يشهد حالة من التدهور المستمرّ لأوضاع القاطنين فيه ونقصاً حاداً في المياه والمواد الغذائيّة وظروفاً غير صحية أدت إلى انتشار الأمراض بينهم وخاصة الأطفال»، وأشارت إلى أن المخيم شهد في الأيام الأخيرة «حالات إسهال عديدة جراء تلوّث المياه».
وتم إنشاء مخيم الهول عام 1991 إبان حرب الخليج الأولى لإيواء اللاجئين العراقيين الذين فرّوا إلى الحدود السورية خلال الحرب، قبل أن يتحوّل إلى أكبر تجمع لعوائل أفراد «داعش» الذي كان يسيطر على المنطقة قبل اندحاره عام 2014.