أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن ارتياحه لنتائج زيارة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، معتبراً أن “ما أعلنه الرئيس الفرنسي من مواقف، يدل على الإهتمام الذي يوليه للوضع في بلدنا، ويؤكد التزامه المساعدة من أجل إيجاد الحلول المناسبة للأزمات المتتالية التي يرزح لبنان تحت عبئها”.
وأبلغ عون زواره أمس، أنه لمس من الرئيس ماكرون “استعداداً لتذليل العقبات التي يمكن أن تواجه العمل من أجل تطبيق الإصلاحات الضرورية في لبنان، ومتابعة مسيرة مكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وغيرها من الإجراءات التي تضع لبنان على سكة الحلول الفعلية للوضع الاقتصادي، والتي من شأنها استعادته ثقة المجتمع الدولي به وبإرادة التغيير في الأداء والممارسة داخل مؤسسات الدولة وإداراتها”.
واعتبر أن “إعلان الرئيس ماكرون عن انعقاد مؤتمر دولي خاص بلبنان في منتصف شهر تشرين الأول المقبل، يعكس الإرادة الفرنسية خصوصاً والأوروبية عموماً، في توفير الدعم اللازم للبنان للخروج من أزماته الراهنة”، لافتاً إلى أن الرئيس ماكرون “تصرّف كصديق حقيقي للبنانيين، والمواقف التي أطلقها لا يمكن اعتبارها تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، بل تعكس إرادة حقيقية لمساعدة بلد تربطه بفرنسا علاقات قديمة متجذّرة عبر التاريخ”.
وأكد أن “اندفاعة الرئيس ماكرون تجاه لبنان، يجب أن يقابلها عزم لبناني صريح على مساعدة أنفسنا، وتشكيل حكومة قادرة وشفافة في أسرع وقت ممكن، للبدء في اتخاذ خطوات إصلاحية فورية تسهم في إطلاق عملية إنقاذ لبنان وتقديم الدعم الدولي له”، مشدداً على أن “مسؤولية جميع الأطراف السياسية في لبنان، الالتزام بدعم هذه الفرصة المتاحة لهم اليوم، للاستفادة من رغبة أصدقاء لبنان في العالم بمساعدته، إذا برهن اللبنانيون أنهم راغبون بمساعدة أنفسهم، واسقاط التناحر السياسي، والحسابات الشخصية الضيقة جانباً، وذلك لا يكون إلاّ من خلال التوحد خلف برنامج يحظى بدعم دولي ويكون بداية الطريق المؤدية إلى الخروج من هذه المراوحة التي نعيشها».
وكان عون استقبل في قصر بعبدا، في حضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، سفير ألمانيا أدرياس كيندل مع وفد من شركة «سيمنز» الألمانية، أطلع رئيس الجمهورية على التطورات التي طرأت على المساعدة التي كانت شركة «سيمنز» قررت تقديمها للدولة اللبنانية بعد الانفجار في المرفأ خلال زيارة وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس ورئيس مجلس إدارة الشركة جو كيزر للتعبير عن الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في محنته، ويقضي التعديل في المساعدة باستبدال المولدين اللذين كانا قد أُعلن عن تقديمهما، بقطع غيار وتحديث معملي الكهرباء في الزهراني ودير عمار من دون أي تكلفة على الدولة اللبنانية، ما يعني تحسين قدرة المعملين وزيادة إنتاج الطاقة.
وأوضح الوفد أن هذه المساعدة تحقق تحسيناً ملحوظاً في انتاج الطاقة في كل لبنان، بدلاً من حصره في منطقة محددة، وقد تم الاتفاق مع وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان من أجل وضع هذه المساعدة موضع التنفيذ، ولفت إلى أن شركة “سيمنز” قدمت أيضاً مساعدات طبية لعدد من المستشفيات في بيروت.
وردّ عون مرحبا بالوفد، شاكراً الحكومة الألمانية على المساعدات التي قدمتها للبنان ولشركة “سيمنز” “الدعم الذي ستوفره لمعملي الزهراني ودير عمار في زيادة انتاج الطاقة بنسبة 10 ميغاوات، الأمر الذي يحسّن التغذية الكهربائية في البلاد».