التطبيع الإماراتيّ الإسرائيليّ مجدّداً
– من علامات الانهيار الأخلاقيّ على المستوى العربي انعدام ردود الفعل على مشروع التطبيع الجاري بين الإمارات وكيان الاحتلال. تكفي المقارنة بين اتفاقيات كامب ديفيد وما أثارته عربياً على مستوى الحكومات والنخب والشارع وما جرى منذ ذلك اليوم حتى صار قرار بحجم أشد خطورة يمر كخبر عاديّ.
– مصر التي وقعت اتفاقيات كامب ديفيد كانت تسترجع أرضاً محتلة بعد خوضها حرباً، فماذا عساها تفعل الإمارات، وهي تحشر أنفها في صراع بعيد عنها مئات الكيلومترات وليس مطلوباً منها إن عجزت عن مساندة الشعب الفلسطيني إلا تركه لحاله؟ ومصر رغم الاتفاقيات بقيت عصية على التطبيع بينما الإمارات تهرول إلى التطبيع الذي لا يفيد الإمارات بشيء بينما كل فوائده إسرائيلية.
– المؤمنون بأن القضيّة الفلسطينيّة والمواجهة مع كيان الاحتلال بوصلة لا تعادلها بوصلة أخرى في النظر لقضايا المنطقة مطالبون برفع الصوت دائماً وعدم السماح بترك التطبيع يمر ويصير أمراً واقعاً ويكتفون بمواقف رفع العتب أو يذهبون للبحث عن أعذار لموقف الإمارات بتسليط الضوء على جوانب سوداء أخرى في مشهد المنطقة، كالموقف التركي العدواني في سورية وليبيا وموقعه الحليف لكيان الاحتلال والداعم للإرهاب بذريعة الحديث عن صراع عربي تركي يتقدّم على الصراع مع كيان الاحتلال.
– زيارة قادة أمن كيان الاحتلال ضمن الوفد التطبيعي الذي قاده صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تكشف جانباً من الاتفاق الذي يضع الأمن “الإسرائيلي” على مياه الخليج ويجعل الصراع اليمنيّ الإسرائيلي الذي يخوضه كيان ألإحتلال عن بعد صراعاً عن قرب، إضافة لما سيحققه ذلك للكيان من تمدد استخباري على مساحة الخليج ودوله وعواصمه.
– الساكتون اليوم من مساندي القضية الفلسطينية من جمعيات وشخصيات ومؤسسات إعلامية داخل فلسطين وخارجها بداعي عدم خسارة مصادر الدعم المالي سيندمون غداً، لأن التراخي الإماراتيّ المدعوم بسخاء مالي لبعض المواقع سيطبق عليه لاحقاً بروتوكول التطبيع بمنع أي تحريض على الكيان وأي دعم لخيار المقاومة وقواها وسيصبح الجمع مستحيلاً وسيكتشف هؤلاء أنهم أنهوا تاريخهم كمجرد عملاء لدولة التطبيع بلا ماء للوجه يحفظونه.