عز الدين الأمير أيقونة الغناء العربي الإنساني والطرب الأصيل
} نبيل مصيلحي*
هناك بعض الشخصيّات الفنيّة والأدبيّة، قد تجعلك وتدفعك أن تتابعها عن كثب، ليس لكونها علامة في مكانها وزمانها فقط، أو لأنها تُرضي الذائقة الفنيّة أو الأدبية لديك، أو لأنك قد تنحاز إليها لسبب ما، ولكن من المؤكد لديّ، أن تلك الشخصية التي تروي عطشك، وعطش المحبين للقيمة، وهي ذات رؤية إنسانية واعية ومتجددة ومواكبة لكل ما يدور حولها في الحياة.
وأنا من أشدّ المهتمين والمعجبين بمثل هذا النوع الأخير، والساعي إلى الرؤى الإنسانية، في شتى مجالات الحياة، والذي يحمل في وجدانه هموم الإنسان.
وإذا كنت أستهلّ مقالي بهذا التصدير الموجز، فهو يرشق في صلب الموضوع الذي أنا بصدد الحديث عنه. هو الرائع الفنان عز الدين الأمير أيقونة الغناء الإنساني والطرب العربي الأصيل.
وما دفعني حقيقة للكتابة عن هذا الفنان للمرّة الثانية، هو عزيمته القوية اَلصُّلْبَة، وإرادته الفولاذية في استكمال مشروعه الفني الإنساني، في ظل تحديات الواقع. هذا الواقع الخارج بغفلة إلى اللاوعي الفني، والبعيد عن أصول الغناء العربي. الواقع الذي ينحدر نحو اللاقيمة، بحجة سرعة الزمن، وعدم توافر الوقت لسماع منجز الأغنية المبدعة في زمانه.
والذي أثارني ودفعني للكتابة من جديد، هو نجاحه المتواصل، وصبره على المضي قدماً نحو تحقيق هدفه الفني السامي، الذي يسعى إليه.
والمتأمل في أغاني الفنان عز الدين الأمير، يجدها متعددة ومتنوّعة الموضوعات الحياتية والكلمات والألحان. مواكبة لأحداث الزمن، مسايرة لمتطلباته الوجدانية في حالَي السلام والحرب.
وأنا يُسعدني أن أداوم على الكتابة عن هذا النجم الحقيقي بعد الفينة والأخرى، لاستحقاقه هذا عن جدارة.
*عضو اتحاد كتاب مصر.