أخيرة
نزاريات (1)
} يكتبها الياس عشي
قبل خمسةَ عشرَ ربيعاً، وتحديداً في الثلاثين من نيسان عام 1998، رحل الشاعر الدمشقيّ الشاميّ السوريّ نزار قباني، تاركاً لنا، في حدائق شعره، بحيرة من الياسَمين، وربيعاً أخضر الكلمات، ممشوقَ القدّ، بهيّ الطُّلعة، متدفّق الحضور، ناصع البياض.. ربيعاً جميلاً حتّى البساطة.
لم يتعوّد نزار، يوم كان يغادر بيته الدمشقي وحارته، أن يغادرهما وحيداً؛ ألم يخبّئ في حقيبته الديبلوماسية، يوم توجّه إلى اسبانيا:
«صباحَ بلادِه الأخضرْ
وأنهرَها
وأنجمَها
وكلَّ شقيقِها الأحمرْ»؟
ثمّ ألم يخبّئ في ملابسه:
« طرابيناً من النعناع
والزعتر
وليلكةً دمشقيّةْ»؟
بلى.. لقد فعل ذلك يوم كتب، من مدريد، رسائله الخمس إلى أمّه.