الراعي للرئيس المكلّف: التزم بالدستور وشكّل حكومة على مستوى المرحلة
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أنّ من الواجب تأليف حكومة تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخية»، معتبراً «أنّ الرئيس المكلّف يستطيع ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطية الحقة».
وقال الراعي خلال قداس الأحد في الصرح البطريركي في الديمان «شهر مضى على كارثة انفجار مرفأ بيروت، بل جريمة تفجير هذا المرفأ. نعم، ما جرى هو جريمة أكان ناتجاً عن إهمال، أو عن تواطؤ، أو عن عمل إرهابي، أو اعتداء. شهر مضى والأحزان مفتوحة والعذابات تتوالى والضحايا تتزايد».
واعتبر أنه «لا يمكن للجماعة السياسية أن تستمرّ في نهجها القديم بعد زلزال انفجار مرفأ بيروت وما خلف من ضحايا ونكبة ودمار، وبعد وصول الحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية إلى الحضيض، وبعد أحد عشر شهراً من حراك الثورة الرافضة لاستمرارية الوجوه إياها القابضة على ناصية الدولة منذ عقود، والفساد والمحاصصة والإهمال العام، وبعد الشلل الذي ما زالت تسببه وبكثرة جائحة كورونا منذ حوالى ثمانية أشهر».
ورأى أنه «بعد كلّ هذه الأمور، من الواجب تأليف حكومة تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخية. يستطيع الرئيس المكلّف ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطية الحقة. فإلى الآن كان الخروج عنها نهجاً توافق أهل السلطة فيه على المحاصصة والزبائنية والفساد والإنحياز، فكان بالتالي إنهيار البلاد».
ودعا الرئيس المكلف إلى «تأليف حكومة طوارئ، مصغرة، مؤهّلة، قوية، توحي بالجدية والكفاية والأمل، تثق بنفسها، وبها يثق الشعب، ولا تسأل ضمانة أخرى. فلا ضمانة تعلو على ضمانة الشعب. ونحن معه». وقال «الزمن المصيري يستلزم حكومة من الشعب وللشعب، وليس من السياسيين وللسياسيين. الزمن المصيري يستلزم حكومة لا احتكار فيها لحقائب، ولا محاصصة فيها لمنافع، ولا هيمنة فيها لفئة، ولا ألغام فيها تعطل عملها وقراراتها. الزمن المصيري يستلزم حكومة تتفاوض بمسؤولية مع صندوق النقد الدولي، وتطلق ورشة الإصلاح الفعلية، وتحيد لبنان عن الصراعات وتحيد اللبنانيين عنها. تعيد للناس ودائعهم المصرِفية، تنقذ العملة الوطنية، تستقطب المساعدات الدولية، تعيد بناء العاصمة والمرفأ، توقف هجرة العائلات والجيل الصاعد، تسرع في ترميم المنازل ليبيت الناس فيها قبل الشتاء، تؤمن عودة الجامعات والمدارس وتوفر لها المساعدات اللازمة. إن لم تكنِ الحكومة بهذه المواصفات ستموت في مهدها».