دمشق: حرائق الغابات وقبلها المحاصيل.. أسباب متعددة والنتيجة واحدة
تركيا تصعّد في ريف الحسكة وموجات نزوح جديدة من أبو رأسين وريفها.. وتقصف محيط مدينة تل أبيض شمالي الرقة بالمدافع الثقيلة
تتعدّد أسباب الحرائق بريف محافظة حماة والنتيجة واحدة، أضرار مادية جسيمة يتحملها في المقام الأول المواطن والمزارع البسيط بشكل خاص واقتصاد البلاد بشكل عام والتقصير في معرفة الضرر قبل وقوعه سيبقى مجهولاً، وتأتي هذه الحرائق مكملة لسلسلة حرائق المحاصيل الزراعية التي استهدفت الاقتصاد السوري، وأن هذه الحرائق تتكرر في فترة الصيف من كل عام.
وليست المرة الأولى التي تشهد فيها سورية حرائق مع ارتفاع درجات الحرارة. لكن هذا العام يبدو مختلفاً، مع وصول الحرائق إلى مساحات واسعة من الغابات، خصوصاً أن سورية تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة يصل إلى 11 درجة أعلى من المعدل، الأمر الذي ساهم بحدوث الحريق الكبير في ريف محافظة حماة وقبلها في اللاذقية وحمص.
وفي هذا السياق، تمكّنت فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري من إخماد الحريق الضخم الذي نشب قبل أربعة أيام في حراج منطقة بيرة الجرد بريف مصياف بمحافظة حماة.
وقال مدير مركز حماية الغابات في المحافظة: «إن فرق الإطفاء والدفاع المدني أخمدت الحريق الضخم الذي نشب قبل أربعة أيام في حراج بيرة الجرد وامتدّ إلى أحراج النهضة والمجوي المشرفة وعين البيضة والفندارة بريف مصياف»، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وأضاف مدير المركز أن الحريق أتى على مساحات واسعة من الحراج وما تزال بؤرة حريق في محور بلدة قصية تعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني على إخمادها.
من جهة أخرى، ما تزال فرق الإطفاء تكافح للسيطرة على حريق غابات صلنفة بعدما امتد واتسعت رقعته باتجاه غابات الريف الغربي لمحافظة حماة وتحديداً قرى الفريكة الفوقانيّة وعين بدرية مخلفاً أضراراً فادحة بالثروة الحراجيّة وبعض منازل وممتلكات الأهالي.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أفادت صباح أمس باستمرار اشتعال النيران في محمية الشوح في منطقة بريف اللاذقية.
ونقلت وكالة «سانا» عن مراسلها قوله: «ما زالت النيران تلتهم غابة محمية الشوح بمنطقة صلنفة في ريف اللاذقية الشمالي بسبب تقلب اتجاه الرياح بالرغم من الجهود الكبيرة لفرق الإطفاء».
في السياق نفسه، قالت الوكالة إن عناصر الإطفاء وآليات مديرية الزراعة باللاذقية تمكنوا من إخماد الحريق الذي اندلع اليوم في الأحراج الشرقية لمنطقة صلنفة وتجري عمليات تبريد للموقع منعاً لتجدد الحريق».
ونقلت «سانا» عن قائد فوج إطفاء اللاذقية قوله إن الحريق الذي لم تُعرف أسبابه حتى الآن اندلع في الأحراج الشرقيّة لمنطقة صلنفة، حيث بذل عناصر الإطفاء جهوداً كبيرة للسيطرة عليه والحيلولة دون اتساعه وتم إخماده».
وفي السياق، أرسلت وزارة الصحة دعماً للنقطة الإسعافيّة في الفريكة بريف حماة لتعزيز استجابتها للحرائق المندلعة في المنطقة والتي وصلت إلى منازل الأهالي.
وذكرت الوزارة في بيان لها أمس، أنها رفدت النقطة بثلاث سيارات إسعاف مع كادر تمريضي ليصبح العدد الإجماليّ أربع سيارات مع 15 أسطوانة اوكسيجن وفريق يضمّ طبيباً و 3 ممرضين سيوجدون على مدار الساعة.
وبينت الوزارة أن النقطة تبعد 40 كم عن مشفى السقيلبية الذي أرسل أيضاً سيارتي مؤازرة، مشيرة إلى أن النقطة تقدم حالياً خدمات الاوكسجين في المكان لحالات استنشاق أبخرة ودخان فيما لم تحتج أي حالة الى نقل للمشفى حتى الآن.
ميدانياً، سجل عدد من القرى والبلدات الحدودية السورية مع تركيا بريف محافظة الحسكة الشمالي، حركة نزوح باتجاه مدينتي الحسكة والقامشلي تخوفاً من هجوم محتمل للجيش التركي والميليشيات «التركمانية» الموالية له، على مواقع ميليشيا «قسد» المتعاونة مع الاحتلال الأميركي.
وأفاد مصدر في محافظة الحسكة بأن عوائل والسكان المحليين في ريف مدينة الدرباسية ومركز المدينة، نزحوا السبت، بعد تصاعد المخاوف من نية للجيش التركي والميليشيات (التركمانية) الموالية له، البدء بعملية عسكرية ضد مواقع تنظيم «قسد» الموالي للاحتلال الأميركي بمحيط مدينتي الدرباسية وعامودا اللتين تعتبران مركزين مهمين لما يسمى «الإدارة الذاتية»، وهي الذراع المدني لميليشيا (قسد).
ونقلاً عن مصادر أهليّة فإن عدداً من العوائل وصلت إلى منازل أقربائهم في مدينتي الحسكة والقامشلي بعد ازدياد حركة الحشود العسكرية التركية على الحدود السورية – التركية.
وأوضحت بأن نقاط التماس مع قوات تنظيم «قسد» في قرى بلدة أبو راسين (جنوب شرق رأس العين) شمالي غربي الحسكة، الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي تشهد تحركات مكثفة وتحشدات عسكرية من قبل الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة «التركمانية».
وتابعت المصادر الأهلية في المنطقة بأن حشود الجيش التركي وصلت إلى قرى التماس التابعة لناحية أبو راسين (باب الفرج وباب الخير والداوودية)، مع تجوال غير اعتيادي لعناصر مخابرات الجيش التركي في سياراتهم الخاصة في القرى المذكورة خلال الساعات الماضية.
وذكرت المصادر أن الجيش التركي أدخل رتل آليات عسكرية وشاحنات محمّلة بأسلحة وذخيرة إلى مدينة رأس العين المحتلة، وصلت إلى قواعده غير الشرعية في قريتي باب الخير والداوودية، ما يعني بأن هناك نية لإجراء عمليّة عسكرية جديدة في المنطقة.
وأوضحت مصادر أهلية من داخل مدينة رأس العين بأن مسلحي فصائل المعارضة «التركمانية» التابعة للجيش التركي تتحدّث عن نية الأخير التقدم باتجاه الشرق وذلك رداً على الأحاديث والتصريحات التي أطلقها مسؤولو تنظيم «قسد» خلال الأيام الماضية عن نيتهم التقدم باتجاه الغرب (أي باتجاه القرى الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي).
ونفت المصادر جميع المعلومات والأخبار التي تحدثت عن نزوح للسكان المحليين من بلدة أبو راسين ومحيط بلدة تل تمر الواقعتين تحت سيطرة الجيش العربي السوري شمالي غربي الحسكة عارية عن الصحة، مؤكدة بأن الحياة في هذه المناطق طبيعية وتسير بشكل اعتيادي.
في حين شهدت القرى الواقعة تحت سيطرة تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي، بمحيط مدينة تل أبيض شمالي الرقة، قصفاً من قبل الجيش التركي والفصائل «التركمانية» بالمدافع الثقيلة، خصوصاً في قرى «عفدكو» و»كوبرلك»، و»بير عرب» و»قزعلي» و»قورفلي»، فيما لم ترد معلومات حول الأضرار التي خلفها القصف.