التبغ والزيتون
سعيد معلاوي
من المسلّم به أن منطقة حاصبيا تتقدّم أية منطقة لبنانية أخرى لجهة شجرة الزيتون منذ العهد الرومانيّ الذي مرّ من هنا، إذ يزيد عدد هذه الأشجار في المنطقة عن ستة ملايين شجرة منها المعمّر ومنها المنتج والمثمر ومنها ما هو بين العشر والعشرين سنة من عمره.
وفي كل موسم يجني المزارعون والملاكون أكثر من مئة ألف صفيحة زيت بلدي. وهذا يشكل رافعة اقتصادية لآلاف العائلات.
معاناة أصحاب كل هذه الصفائح هي باستيراد الزيت من الخارج مما يؤدي الى كساد المواسم في كل سنة وهبوط أسعارها حتى حدود التكلفة في الكثير من المواسم. وكل الحكومات السابقة عجزت او ادّعت العجز عن حل هذه المعضلة بسبب سيطرة التجار على استيراد هذه السلعة. وهذا ما يحط من قيمة الإنتاج الوطني وكساده، وبالتالي انعكاسه على الوضع المعيشي.
ويأمل المزارعون من رئيسي الحكومة اللبنانية، رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب والرئيس المكلف الدكتور مصطفى أديب، اللذين تميزا بالأخلاق والمناقبية أن يوليا هذا الشأن الاهتمام اللازم من خلال خريطة طريق لتسويق هذه السلعة الأساسية على امتداد ساحة الوطن ومن دون الذهاب الى الاستيراد من الخارج؛ فقبل أن يدهمنا الموسم في تشرين المقبل فإن المزارع في هذه المنطقة يدرك حجم المصاعب الاقتصادية التي تواجهها الحكومة في هذه المرحلة الانتقالية وهو يطالب بالحد الأدنى من الاهتمام فقط.
أما في المقلب الآخر من الجنوب فهناك اهتمام شبه كامل بشتلة التبغ شعبياً ورسمياً، وهذا حق للمزارع بالتأكيد والتي تغطي مساحات شاسعة وواسعة من أرض جبل عامل العامر وإنتاجها يغطي معظم حاجة أهل هذا الجبل المعيشية الى حد بعيد.
وفي جولة لـ»البناء» في منطقة مرجيعون التقينا أحد المزارعين السيد سعيد فرح من بلدة برج الملوك الذي اختصر المشهد بأن سعر كيلو غرام شتلة التبغ بعد تأهيلها تتسلمه إدارة التبغ والتنباك باثني عشر ألف ليرة والتي كانت تشكل في الماضي القريب ثمانية دولارات، أما اليوم فأصبحت تشكل دولاراً واحداً تقريباً، فمطلبنا الوحيد ليس مستحيلاً لأننا ندرك الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه لبنان حالياً بأن يرفعوا التسعيرة الى دولارين فقط وليس الى ثمانية. وأمل فرح أن يلقى اقتراحه آذاناً صاغية.