سقوط «صفقة سد بسري».. البنك الدوليّ يُلغي صرف 244 مليون دولار للمشروع
قاد الثوار حملة طويلة ضد مشروع سد بسري المموّل من البنك الدولي، والذي من شأنه أن يلحق أضراراً جمة بوادي بسري والغابات الكثيفة والأراضي الزراعية، فضلاً عن عدد كبير من المواقع التراثية.
وبعد ذلك احتشد الثوار في 26 تموز أمام مكاتب البنك الدولي وسط بيروت للتعبير عن رفضهم للمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي بشأن موقع بناء سد بسري. وحملوا لافتات تتضمن رسائل مثل: «أوقفوا تدمير مواقع التراث»، و»البنك الدولي يدمر أرضنا، أنقذوا بسري».
وعطفاً على ما تقدم، أخطر البنك الدولي الحكومة اللبنانية بإلغاء صرف 244 مليون دولار لمشروع سد «بسري»، مشيراً إلى أن قرار إلغاء القرض اللبناني سيسري على الفور نتيجة عدم استكمال المهام اللازمة لبناء السد.
وأعلنت حملة «أنقذوا سد بسري» سقوط صفقة السد بإرادة الشعب اللبناني. مبروك!».
واعتبر «حزب الخضر اللبناني» في بيان أن «الجهود التي بذلها والدراسات التي أعدّها مع مجموعة من الأساتذة الجامعيّين حول المشاكل المانعة لاعتماد السدود في لبنان وعدم جدوى إنشاء سدّ بسري، والمشاركة بالتحرّكات مع الأهالي والجمعيات والناشطين البيئيين على مدى أعوام، والاجتماعات مع البنك الدولي والاتصالات مع أحزاب الخضر في العالم، لممارسة الضغوط على حكوماتهم، لوقف تمويل مشروع السدّ، ونضال الأهالي والناشطين البيئيين والبلديات وكل المؤمنين بالقضايا المحقة، انتصرت إرادتهم بالرغم من كل الضغوط والمضايقات بقرار البنك الدولي إلغاء تمويل مشروع سد بسري الذي أصبح نافذاً وأبلغت به الحكومة اللبنانية». وتوالت المواقف السياسيّة المهللة للقرار او المندّدة.
وفي السياق، غرّد النائب جبران باسيل عبر «تويتر»: سيأتي يوم تطالب فيه الدولة اللبنانية ومعها كل أهالي بيروت وجزين وصيدا والشوف وبعبدا وعاليه بتمويل سدّ بسري سيسقط النكد السياسيّ وستظهر الحاجة للمياه عندها لن ينفع البكاء».
كذلك علّق الوزير السابق غسان عطالله بالقول: «بعد حرمان منطقة الشوف وغيرها من سدّ بسري الذي كان يجلب منافع جمّة على أكثر من صعيد وكان سيروي أكثر من مليون ونصف شخص وجب علينا تذكير العالم للتاريخ بأن القوات والاشتراكي هما وراء إلغاء هذا المشروع الحيويّ المدعوم تمويلياً من البنك الدولي فقط من أجل النكد السياسي…»
عازار: وغرّد النائب روجيه عازار على حسابه على «تويتر»: «يهللون لوقف معامل الكهرباء ويتباكون على عدم تأمين الكهرباء. يهللون لوقف تمويل سد بسري ويقفون في وجه السدود وسيتباكون على حرمان أهالي بيروت الكبرى من المياه. الاحتفال بالعطش غير مفهوم، وتجب إعادة التفاوض لعودة التمويل من أجل مليون ونصف مليون لبناني! لم ينته شيء بعد».
وفي المقابل سأل عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور، في بيان اليوم، أن «اتصال الوزير الحالي للطاقة بمدير مؤسسة عامة للضغط عليه من أجل الموافقة على اتفاق عن سد بسري أمر مفهوم في إطار السياسة والمصالح، لكن ما علاقة وزيري طاقة سابقين من التيار السياسي عينه بالتدخل في هذا الأمر والضغط على المدير المعني من أجل توقيع الاتفاق إنقاذاً للسد». وشدّد على أن «الروائح غير الصحيّة لا يمكن إخفاؤها، وبكل الحالات، إرادة المواطنين وأبناء المنطقة أسقطت السد». ودعا الى «تحويل الأموال إلى برنامج دعم الأسر الأكثر فقراً، الذي يجب توسيع قاعدة المستفيدين منه وإعادة التدقيق فيها بعد الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعية».
وعلّق الياس حنكش على قرار رفض البنك الدولي لأي تمديد إضافي لمشروع سد بسري، فكتب عبر تويتر: ارادة الشعب أقوى منكم ومن فسادكم ومحاصصتكم وجرّافاتكم.
وعلّق النائب عماد واكيم على تغريدة النائب جبران باسيل قائلاً عبر «تويتر»: «سيد جبران بغض النظر عن مشروع سدّ بسري، فالنقاش التقني البيئي يطول، من المهم أن تعلم حتى لو أنك لا تهتم: مَن يعربد في الكهرباء وأثبت سوء إدارة وفساد وزبائنية في التوظيف والتلزيم، من انفجرت عاصمته ولم يرف له جفن… يفقد ثقة المجتمعين المحلي والدولي. عند فقدان الثقة لا تسأل عن الماء!».
وهنأ الدكتور عبد الرحمن البزري في بيان، المجتمع المدني على «الإنجاز الكبير الذي تحقق من خلال تراجع البنك الدولي عن تمويل سد بسري»، معتبراً أن ذلك من «الإنجازات التي جاءت نتيجة نضال دؤوب ومستمرّ، وحركة اعتراضيّة لم تستكن ولم تلن». وقال: «يجب العمل على تحويل الأراضي التي استملكتها الدولة إلى محمية طبيعيّة، للحفاظ على جمال البيئة وسلامة طبيعتها».