الأسد خلال لقائه الوفد الروسيّ: مهتمون بنجاح الاستثمارات وحلول مقبولة للعديد من القضايا
في مؤتمر صحافي مشترك للمعلم وبوريسوف ولافروف… تأكيد على علاقات الشراكة وتعزيزها في مختلف المجالات
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، في لقاء مع نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، الذي يزور العاصمة دمشق، أن سورية مهتمّة بنجاح الاستثمارات الروسيّة في البلاد.
وقال الأسد في بداية الاجتماع يتقدّمهم وزير الخارجية سيرغي لافروف: «أعلم أنه كان لديكم لقاء مع وزير شؤون رئاسة الجمهورية وأنكم تمكنتم من إحراز تقدم نحو التوصل إلى حلّ مقبول للطرفين للعديد من القضايا»، مشدداً «مهتمون بجدية في إنجاح الاستثمارات».
من جانبه، أشار بوريسوف إلى أن روسيا «تقدر تقديراً عالياً علاقات الشراكة القائمة بين بلدينا».
وأشار الأسد إلى أهمية الزيارة في ضوء التعاون الثنائي، مركّزاً على أن «الزيارة تتم بعد أيام قليلة من تجديد مجلس الوزراء».
وعبر الرئيس السوري عن امتنانه لقيادة الحكومة الروسية «على المساعدات الإنسانية التي تم نقلها إلينا في مكافحة الوضع الوبائي الصعب».
كما شكر روسيا على مساعدتها «طوال فترة الحرب ضد الإرهاب». وقال الأسد: «هذا ينطبق على دعم مكافحة الإرهاب، والدعم السياسيّ أيضًا».
ويجري الوفد الروسي مباحثات ثنائية واقتصادية مع المسؤولين في سورية بهدف استكمال مباحثات اللجنة السورية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني والعلمي، التي عقدت اجتماعها الـ12 في موسكو خلال كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي برئاسة كل من المعلم وبوريسوف.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، التقى رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس، في دمشق، وأعرب عن أمله في علاقات «أوثق وبنّاءة أكثر» بين روسيا وسورية، حسبما صرّح المكتب الصحافي لبوريسوف للصحافيين.
هذا هو الاجتماع الأول بين الرئيس المشترك للجنة الحكومية الروسية السورية ورئيس الحكومة السورية بعد الانتخابات البرلمانية.
وقال بوريسوف: «كان هذا الاجتماع مهمًا للغاية من أجل التفاهم المتبادل حول كيفية تطور العلاقات الروسية السورية في المستقبل القريب. وكان السيد عرنوس، قبل تعيينه رئيساً للحكومة السوريّة، وزيراً للموارد المائيّة في الجمهورية العربية السورية، والعديد من المشاريع المهمة للعلاقات التجارية والاقتصادية الروسية السورية تمّ تنفيذها بمساعدته النشطة، ونأمل مع وصوله إلى هذا المنصب الرفيع أن تصبح العلاقات بين بلدينا أوثق وبناءة أكثر».
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي لعرنوس أن روسيا ستواصل دعم سورية ليس فقط في محاربة الإرهاب وفي المجال السياسيّ، ولكن أيضًا في استعادة اقتصادها.
وفي السياق، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن الوفد الروسي أجرى لقاء مثمراً مع الرئيس بشار الأسد شمل مختلف جوانب التعاون الثنائي والوضع السياسيّ في سورية والمنطقة.
وخلال مؤتمر صحافيّ جمعه مع نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال المعلم: «الدستور القادم هو شأن ما يتوصل إليه أعضاء لجنة مناقشة الدستور وسواء أكان دستوراً جديداً أم تعديلاً سيُطرح للاستفتاء الشعبي ليحظى بأوسع تمثيل ممكن»، لافتاً إلى أنه سيستمر النقاش بشأن الدستور حتى يتم التوصل إلى تفاهم فيما بين أعضاء لجنة مناقشة الدستور ولا علاقة له بالانتخابات الرئاسية التي ستجري في موعدها العام المقبل.
بوريسوف شدّد على أنه تربط بين روسيا وسورية علاقات شراكة في مختلف المجالات ويتم بذل قصارى الجهد لتعزيزها.
وأضاف: إن «سورية تتعرض للحصار الاقتصادي والعقوبات بما فيها ما يُسمى قانون قيصر بسبب المواقف غير البناءة للإدارة الأميركية وحلفائها في أوروبا ونعمل على خرق هذا الحصار».
وتابع بوريسوف أن مشروع الاتفاقية الجديدة بين سورية وروسيا يضم أكثر من 40 مشروعاً جديداً في مجال إعادة إعمار قطاع الطاقة وعدد من محطات الطاقة الكهرومائية واستخراج النفط من البحر.
بدوره أشار لافروف إلى أنه «بالدعم الحاسم من روسيا انتصرت سورية على الإرهاب الدولي وعلى القوى الخارجية الداعمة له والتي سعت لتدميرها»، مبيناً أن «بعض الدول والقوى الخارجية تحاول تمرير مخططاتها الخاصة وخنق الشعب السوري باستخدام العقوبات الاقتصاديّة».
وأعرب لافروف عن ثقته بأن الأوكار الأخيرة للإرهاب في سورية سيتمّ دحرها.
وتابع لافروف أن الجانب الروسي جدد في دمشق تمسك موسكو بسيادة سورية وسلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي»، مشيراً إلى أن روسيا ستواصل جهودها لضمان تحقيق حق الشعب السوري في تقرير مصيره، سواء أكان ذلك على المستوى القومي أو ضمن إطار ثلاثية الدول الضامنة لـ «مسار أستانا» (روسيا، تركيا، إيران)، وكذلك في سياق اللجنة الدستورية السورية التي بدأت أعمالها في جنيف.
وفي ما يتعلق بمحادثات أستانا ذكر لافروف أن«كل الوثائق الصادرة عن مسار أستانا والاتفاقات الثنائية تنص على التزام روسيا وتركيا بوحدة وسلامة الأراضي السورية».