عربيات ودوليات

للصين تأثير إيجابيّ في التعاون الدوليّ والتصدّي للمعركة العالميّة ضدّ كوفيد- 19..

في وقت تستمرّ فيه المعركة العالميّة الشاقة ضدّ جائحة كوفيد– 19 والركود الاقتصاديّ الناجم عنها، تمكّنت الصين من وضع الوباء تحت السيطرة الكاملة محلياً وواصلت دعمها للعالم بانتعاشها القويّ ومساعداتها الخارجية المتسقة والتعاون الدولي.

وجاء معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات للعام 2020 ليسلط الضوء على نجاح الصين في مكافحة كوفيد– 19، وفق ما أكده نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية يي شياو تشون في كلمته على الإنترنت بمناسبة افتتاح الحدث يوم الجمعة.

وقال تشون: إن «الصين تمثل قوة دافعة للاقتصاد العالمي وتلعب دوراً مهماً بشكل متزايد كمركز للعرض والطلب في تجارة الخدمات»، مضيفاً أن «الصين يمكنها التأثير بشكل إيجابي والمساهمة بشكل كبير في التعاون الدولي من خلال دعم أجندة الخدمات لمنظمة التجارة العالمية والنهوض بها».

وسمح نجاح الصين في السيطرة على كوفيد– 19 لاقتصادها بالانتعاش بشكل مطرد، كما اتضح جلياً من مجموعة كبيرة من البيانات المثيرة للتفاؤل مؤخراً.

على سبيل المثال، في الأشهر السبعة الأولى من العام، جذبت مناطق التجارة الحرة التجريبية في الصين استثمارات وتداولات تجارية أجنبية قوية على الرغم من المعنويات السيئة للسوق العالمية، حسبما أظهرت بيانات وزارة التجارة.

واجتذبت مناطق التجارة الحرة الست التجريبية في شاندونغ وجيانغسو وقوانغشي وخبي ويوننان وهيلونغجيانغ، وكذلك منطقة لينقانغ بشانغهاي، وهي جزء تمّ إطلاقه حديثاً في منطقة شنغهاي للتجارة الحرة، استثمارات أجنبيّة بقيمة 13.11 مليار يوان (حوالي 1.9 مليار دولار أميركي) خلال الفترة من يناير إلى يوليو.

وبلغ حجم التجارة الخارجية في تلك المناطق الحرة 660.76 مليار يوان (حوالي 90.5 مليار دولار) في فترة الأشهر السبعة، ما يمثل 10.8 بالمئة من إجمالي التجارة الخارجيّة في المناطق.

من ناحية أخرى، لعبت مبادرة الحزام والطريق، باعتباره منصة دولية للتعاون، دوراً حيوياً في المساعدة على مكافحة الجائحة العالميّة وتحقيق الاستقرار في سلاسل التوريد العالمية والصناعية.

وأشار ليو هوا تشين، المدير والباحث بالمعهد الأوراسي التابع لمعهد أبحاث التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي بوزارة التجارة، إلى أن «تجارة الخدمات الصينية مع دول أوراسيا تطورت بشكل سريع في السنوات الأخيرة بفضل البناء المشترك للحزام والطريق».

وفي النصف الأول من عام 2020، ارتفعت رحلات الشحن بين الصين وأوروبا بنسبة 36 بالمئة على أساس سنوي إلى 5122 وتم نقل 3.67 مليون قطعة و27 ألف طن من المواد المضادة للوباء إلى الدول الأوروبيّة، بما في ذلك إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبولندا والمجر.

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى «بذل جهود مشتركة لدفع التعافي الاقتصادي العالمي في خطابه في معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات»، وهو ما ضخ زخماً في الاقتصاد العالمي وسط كوفيد-19، حسبما قال المحللون.

وقال بينغ إن «المعرض يظهر رغبة الصين في التعاون معكم جميعاً في هذا الوقت العصيب والعمل معاً لتمكين التجارة العالمية في الخدمات من الازدهار والاقتصاد العالمي من التعافي في وقت مبكر».

ووصف بينغ التعاون المفتوح في قطاع الخدمات بأنه «محرّك تتزايد أهميته بالنسبة للتنمية»، مقدماً ثلاثة اقتراحات في هذا الشأن:

أولاً، يتعين على جميع البلدان خلق بيئة تعاون مفتوحة وشاملة.

وفي هذا الشأن، أوضح بينغ أن «الصين تعتزم الإبقاء على التزامها بتعزيز الانفتاح، مع اتخاذ إجراءات تشمل إقامة نظام قوي لإدارة القائمة السلبية في تجارة الخدمات عبر الحدود، والمضي قدماً في بناء منصات مفتوحة لخوض التجارب الرائدة في التنمية الابتكارية للتجارة في الخدمات».

ثانياً، يتعين على جميع البلدان العمل معاً من أجل تنشيط القوة الدافعة للتعاون المدفوع بالابتكار.

وفي هذا الشأن، أوضح بينغ أن «الصين تعتزم العمل مع جميع البلدان في تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، وتبني نهج نشط في تعزيز تنمية الاقتصاد الرقمي والاقتصاد التشاركي».

ثالثاً، حث بينغ على «بذل جهود مشتركة لاستكشاف آفاق جديدة في التعاون المربح للجميع وتعميق مجالات التعاون والسعي نحو تحقيق الحد الأقصى من المصالح المشتركة في التنمية».

كما تعهّد بينغ في كلمته بـ»توفير دعم أكبر لتعزيز الاستفادة من دور بكين الريادي في قيادة عملية الانفتاح التي تشهدها الصين في قطاع الخدمات». وأضاف أن» بكين ستشهد إقامة منطقة تجارة حرة تجريبية تقوم على الابتكار العلمي والتكنولوجي والانفتاح في قطاع الخدمات، والاقتصاد الرقمي»، لافتاً إلى أن «تلك المنطقة ستقوم بدور منصة للانفتاح رفيع المستوى، من أجل التنمية المنسقة لمنطقة بكينتيانجينخبي».

فيما قال بيوتر جادزينوفسكي، رئيس تحرير صحيفة «تريبونا» البولندية، «أعتقد أن الصين ستفي بوعودها، وستساهم في جهود إعادة العالم إلى طبيعته سريعاً»، في إشارة إلى تأكيد بينغ «التزام الصين مجدداً بمزيد من الانفتاح». وأضاف جادزينوفسكي «إنه (المعرض) يخدم مصلحة الناس في جميع أنحاء العالم».

وبعد اندلاع كوفيد– 19، أطلقت الصين أكبر عملية مساعدة طبية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية لدعم مكافحة الوباء في مقاطعة هوبي التي ضربها الفيروس، لتطلق بذلك أجراس الإنذار المبكر وتتيح أمام العالم نافذة مهمة ومطلوبة للوقاية من المرض.

وفي الفترة من 24 كانون الثاني إلى 8 آذار، حشدت الصين 346 فريقاً طبياً وطنياً من 42600 عامل طبي وأكثر من 900 متخصص في مجال الصحة العامة لتقديم المساعدة الفورية لهوبي، وفقاً لما ذكر كتاب أبيض رسمي بشأن معركة الصين ضدّ كوفيد-19.

وفي بداية مرحلة انتشار المرض ومبكراً، شارك الباحثون الصينيون التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد وملاحظاتهم الثاقبة حوله عالمياً.

ومن 3 كانون الثاني، بدأت الصين على أساس منتظم في إطلاع منظمة الصحة العالمية والدول المعنية والمنظمات الإقليمية على تطور المرض.

أما خارجياً، فقدّمت الصين مساعدات إلى 150 دولة بما في ذلك إرسال 29 فريقاً من الخبراء الطبيين إلى 27 دولة و4 منظمات دولية حتى 31 أيار لمحاربة كوفيد-19.

كما قدمت دفعتين من الدعم النقدي بلغت قيمتهما 50 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، وقامت بتصدير مواد وقائية إلى 200 دولة ومنطقة في الفترة من 1 آذار إلى 31 أيار.

وقد أشاد مسؤولون وخبراء من جميع أنحاء العالم بجهود الصين وتجربتها الغنية في احتواء كوفيد-19.

وقال وزير الصحة والخدمات الاجتماعية الناميبي كالومبي شالونجا لوكالة أنباء «شينخوا»، في مقابلة خاصة أجرتها معه الأخيرة مؤخراً، «لقد أظهر الصينيّون بالأساس كيفية يمكن التعامل مع الوباء».

وتلقت بلاده العديد من مجموعات الاختبار وأقنعة الوجه والمعدات من الحكومة الصينية، بالإضافة إلى تبرعات من الشركات والمنظمات الصينية.

وقال إن «استجابة الصين حظيت بالإشادة لأنها تمكنت خلال فترة زمنية معقولة من السيطرة على الوباء، وقد استفادت العديد من الدول من تجربتها أيضاً».

كما أشادت وزيرة الإعلام والدعاية والإذاعة في زيمبابوي مونيكا موتسفانغوا بـ»الدور المهم الذي لعبته الصين في تعزيز مكافحة بلادها لكوفيد– 19».

وقالت «لقد تسبّب كوفيد– 19 في إحداث الفوضى بين شعبنا، وخاصة في الاقتصاد، ونحن نعلم أن اقتصادنا في الغالب عبارة عن شركات صغيرة ومتوسطة الحجم. وقد تسبّب الإغلاق بالكثير من المشاكل، لكن يجب أن أقول إننا كدولة بمساعدة أعز أصدقائنا مثل الصين والعديد الآخرين تمكنا من احتواء هذا الفيروس».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى