إيران: نثق في روسيا ولدينا شكوك في أميركا ولن نساوم على أمننا.. والإمارات ارتكبت أخطاء استراتيجيّة
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أمس، إن «الإمارات ارتكبت أخطاء استراتيجية باتفاق التطبيع مع إسرائيل»، مؤكداً أن «طهران لن تساوم على أمنها».
وتابع زاده أن «الخطآن الاستراتيجيان اللذان ارتكبتهما الإمارات بقرار التطبيع هما أولاً حسابي، وثانياً معرفيّ»، مضيفاً أنها «مخطئة إن اعتقدت أنها تستطيع شراء أمنها باعتمادها على قوة من خارج المنطقة».
وأضاف «ندعو الإمارات إلى تصحيح خطأ التطبيع مع إسرائيل، ونأمل بشكل جدّي أن تعود الإمارات عن قرارها وطهران لا تمازح أحداً فيما يخص أمنها في الخليج».
ولفت زاده إلى أن «إسرائيل غير قادرة على ضمان أمنها ولن تستطيع ضمان أمن الإمارات»، متابعاً «أبلغنا دولة الإمارات بشفافية وعبر القنوات الممكنة كافة، أن طهران لا تساوم على أمنها القومي».
تصريحات الخارجية الإيرانية حول الإمارات جاءت رداً على سؤال حول تصريحات بومبيو حول تحالف إماراتي «إسرائيلي» ضد إيران.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال أول أمس الأحد، إن «الإمارات وإسرائيل تعترفان بأن إيران تمثل تهديداً كبيراً، وقد وجدتا طريقة لبناء تحالف، للتأكد من أن هذا التهديد لا يصل أبداً إلى أميركا أو يضرّ بأي شخص في الشرق الأوسط».
وفيما يخص الشأن العراقي أكد زاده على أن «وحدة أراضي العراق خط أحمر ويجب على الأتراك عدم خرق السيادة العراقية».
من جهة أخرى، لفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أنه «لا علاقة لزيارة وزير الخارجية السويسري لطهران بالعلاقات الإيرانية الأميركية».
يأتي ذلك بعدما استقبل وزیر الخارجیة الإيرانية محمد جواد ظریف نظیره السویسري ایغناسیو كاسیس صباح أمس، في طهران.
كما كان قد التقى وزیر الخارجیة السویسري أول أمس الأحد، برئیس مجلس الشوری الإسلامي محمد باقر قالیباف وحضر الاحتفال بالذكری المئویة للعلاقات الإیرانیة السویسریة.
وتركزت محادثات وزیر الخارجیة السویسري فی طهران حول العلاقات الثنائیة والقضایا الدولیة، فضلاً عن قضیة القناة المالیة السویسریة.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الايرانية أن «أميركا تحاول بوقاحة إعاقة عمل القناة المالية السويسرية، لكن حكومة بيرن تتعامل بحسن نية معنا».
وعن الدور الروسي، أشار زاده إلى أنه «لا نشك في نيات موسكو بشأن الوساطة مع أميركا لكن المشكوك فيه هو نيات واشنطن وأفعالها».
وقال زاده، في مؤتمره الصحافي، حول الوساطة التي اقترحها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لإجراء مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن: «لا نشك في نيات أصدقائنا الروس، لكن المشكوك فيه هو نيات وأفعال وسلوك الولايات المتحدة، ونحكم من خلال تصرفات الدول فقط».
وأضاف «لا تزال الولايات المتحدة متغطرسة وتقوم بالإرهاب الاقتصادي ضدّ الشعب الإيراني، وحتى يتغيّر هذا، لن تتغير سياسة إيران أبدا»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة مازالت تمارس إرهابها الاقتصادي على الشعب الإيراني من دون حياء أو خجل».
وتابع خطيب زادة «أظهر نظام ترامب أنه يستغل كل فرصة للضغط على إيران، وقبل زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مارس ضغوطاً وممارسة واشنطن هذه الضغوط قبل هذه الزيارة»، مضيفاً «نشجب ازدواجية المعايير التي يتبعها ترامب لتحقيق مكاسب في الانتخابات الداخلية في بلاده».
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد يوم الثلاثاء الماضي استعداد موسكو لتسهيل وتهيئة الظروف المواتية لبدء حوار مباشر بين واشنطن وطهران في حال اهتمام الجانبين بإطلاقه.
وفي تطرّقه إلى تصرفات الولايات المتحدة إزاء إيران وملفها النووي، شبّهها لافروف بـ»تصرفات الفيل في متجر خزف»، قائلاً: «لقد خرجت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، وها هي تريد الآن استخدام الآلية القانونية المعقدة المنصوص عليها في الاتفاق والتي تسمح بإعادة العقوبات المفروضة على إيران من قبل الأمم المتحدة والتي تم رفعها إثر إبرام خطة العمل، إنه أمر لا يتصوره العقل، أولاً: لأنه لا يوجد أي أساس لإعادة العقوبات، نظراً لالتزام إيران بتعهداتها».. وثانياً: «لأن الولايات المتحدة فقدت صلاحياتها بموجب خطة العمل بعد مغادرتها الاتفاق (النووي)».
وشهدت العلاقات الأميركية الإيرانية توتراً وتصعيداً عسكرياً، وذلك بعد انسحاب الرئيس ترامب، من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 مع طهران، وفرضه عقوبات مشدّدة على الجمهورية الإسلاميّة شمُلت جميع القطاعات، كما تشدد واشنطن الضغوط السياسية على إيران وتكثف وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحاول إعادة فرض العقوبات الدوليّة على الجمهورية الإسلامية.