خطاب جعجع «التجديدي» وتقدّمه الى الخلف
} عمر عبد القادر غندور*
في خطاب إعادة تجديد الذات، ولا جديد، قال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع إنه يعرف من قام بتفجير مرفأ بيروت وقدّم بياناً تفصيلياً بأشكالهم وصفاتهم ولم يسمّهم، ولا ندري إذا كان سيسلم الأسماء الى المراجع المختصة في الآتي الأيام؟
وقدّم السيد جعجع بالمناسبة خارطة طريق وغازل كلّ من تيار المستقبل والحزب الاشتراكي ولم يتوسّع، داعياً الى أفضل العلاقات مع بعض العرب والاعتراف بجميلهم، وحيّا غبطة البطريرك الراعي مشيداً بمبادرته الحيادية.
وتناول أيضاً المقاومة وكال سلسلة من الادّعاءات بكثير من اللغو، ولم نستغرب عداءه لسلاح المقاومة، والذي يصبّ في خدمة «إسرائيل» بحسن نية أو سوء نية.
ثم تحوّل إلى مهاجمة اتفاق مار مخايل التاريخي بين الجنرال ميشال عون وسماحة السيد حسن نصر الله ووصفه باتفاق المصالح، بينما وصف اتفاق معراب بينه وبين الجنرال عون بالمصالحة الوجدانية التي لم تعمّر طويلاً بسبب رفض الجنرال عون تحويل المصالحة الى عقد شراكة ومحاصصة واستثمار حتى الاستحقاق الرئاسي المقبل، وكانت إشارته الى هذا الموضوع كفعل ماضي ناقص.
ولعلّ أوضح ما قاله جعجع تحذيره من الدعوة إلى ديمقراطية العددية والتأكيد على رفض اللامركزية الموسعة، ونستغرب كيف تكون الديمقراطية من غير عددية.
أما باقي خطابه «التجديدي» وحملته على الفساد المستشري في مفاصل الدولة فنحن نقرّه على ذلك ولا نقرّ بعدم مشاركته في تبعات الفساد عبر مشاركة حزبه في العديد من الوزارات الغارقة في الفساد، ولا يعفيه من المسؤولية عندما انسحب من حكومة الرئيس الحريري الأخيرة، ولا نتحدث عن «مآثره» كواحد من المشاركين الفعليين في الحرب اللبنانية…
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي