تعبت من كل شيء حتى دمي
التفاصيل باتت متعبة، وها أنا أستحيل إلى امرأة التفاصيل…
أمعن النظر في لوحتي البيضاء طويلاً، وأراقب تنهدات الأوراق بجانب سريري، ثم أنظر إلى أعلى وإلى أسفل.. افتش عن اللاشيء في الشيء… وأدور أدور أدور حول نفسي، اصرخ فأسمعني وحدي، أبكي وأضحك أهجر وأصل، دقيقة حتى في اختيار لون دمعي.
من قال إن الدمع لا لون له، ومن قال إن لا لون للضحكة، ازداد شوقاً، وأهيم بحب قاتل، احلل جرائمه التي ارتكبها امامي، فأتذكر ما فعل خطوة بخطوة، وأنا مسحوبة اللسان، يُطبق على فمي بيد ويرتكب جريمته بيد أخرى، وكأن أصابعه مُعدّة للاهتمام بكل شيء بالوقت ذاته.
حتي أني في لحظتها، أتذكر شاله الاسود وجرابه الذي ثقبه كمنظار، وكؤوس الفودكا التي انفجرت بكاء في وحدتي.
ودمي الذي سال من دون أن يراه.. دمي الذي أصبح مرهماً شافياً لجروحه العقيمة. كيف أشرح له أنني متعبةٌ من الطريق والناس والأحلام، وحذري وترددي.. وقلة الحيلة، ومتعبةٌ من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن الأمسِ وهو قد انتهى، والأيام والوعود.. وصبري وطول بالي، ومن التعقّل والتأنّي، والغضب ونوبات الجنون.. من دون أن يشعر أنّي دراما؟
ميساء الحافظ