ورد وشوك
بالأمس القريب في وطن كليم… بدأ العام الدراسي بوضع مختلف استثنائي وبأسلوب شيّق جديد…
إذ كان أوائل الدارسين زعماءه المتسلطين باجتهاد منقطع النظير حرصوا على حضور الدرس التمهيدي وبشكل مباشر غير آبهين بوباء خطير…
أتوا صاغرين لحضور مجريات شرح الدرس الأول ومفاده كيفية احترام الوطن والمواطنين…
ومن ثم تمّ عليهم توزيع كراسة مقتضبة فيها تبويب وتفصيل للمنهاج المطلوب وبيان كيفية إعمال مبدأ الثواب والعقاب لتمييز الطلاب الشطار عن الكسولين…
علماً أن المقرّر من تأليف وتوزيع أستاذ جاء من خارج الحدود بالدماثة موصوف وبالحنية معهود وبالبراءة لا الخبث وجهه ممسوح…
إلا أنه ونظراً لحراجة الظروف أتى ممسكاً بعصا يهش بها على الحضور متوعّداً للمتمرد من المجتمعين بالتأنيب والتأديب بنزع ورقة التوت عنه كاشفآ عورته للناظرين بإعلانه عن رصيده المهرب للبنوك الخارجية في أنحاء الدول الغربية مع إمكانية إيقاع الحجز عليه… وبعد جمع ما تيسّر من أرصدة مهربة محجوزة ستعاد لأرض الوطن الكليم لتخليصه من أزمته المفتعلة بفعلهم والمسماة بالأزمة الاقتصادية…
وهكذا امتثل الطلاب لكل المعطيات وفي صباح اليوم التالي تدافعوا للانخراط في ورشة عمل وطنية معلنين الانضباط الكلي واستعدادهم التام للمساعدة في إنجاز الوظيفة الموكلة لهم بعد تفهمهم للدرس الأول ومعرفة مساوئ ما فيه من تلميحات وخطورتها فيما إذا أصبحت تصريحات…
وعليه استبشر أبناء الوطن الجريح الطلاب الحقيقيون بعام دراسي جديد آملين بالتغيير وبتخطي الصعوبات وقطف الثمار الموعود بها بتشارين وذلك إعمالاً للمثل الشعبي: (لاحق العيّار لباب الدار).
والعيّار في التعريف هو اللص الذي يبتز أموال الناس بالقوة والحيلة ويكون كاذباً منافقاً يعد بالقيام بعمل شيء أو بقضاء دين عليه في تاريخ، لكنه يماطل في أداء الحق لأصحابه ولا يفي بوعوده…
ويبقى السؤال هل يصدق في النهاية أم لا؟
بانتظار تشرين وما يحمله لعله من دون إنذار على غفلة بشتي خير فلا يضيع جنى العمر وتعب السنين.
رشا المارديني