شكوك وافتراضات حول أسباب حريق المرفأ
} عمر عبد القادر غندور*
شكل حريق مرفأ بيروت الذي استمر حتى أمس بعد ستة أسابيع على انفجار المرفأ المرعب، الضربة القاضية على ما تبقى من ثقة بقدرة الدولة على الإمساك بمفاصل المرافق والإدارات الرسمية في البلاد…
وفي حشرة لملمة تداعيات انفجار المرفأ، وترقيع ما يمكن ترقيعه بقدرات محلية شبه معدومة ومساعدات خارجية نرجو ان تحط في أماكنها، جاء حريق المرفأ أول أمس ليحرق ايّ أمل متبقّ، وليجعل من بيروت وضواحيها فضاء بيئياً ملوثاً ما جعل القادرين على المغادرة يتوجّهون الى أماكن بعيدة تقيهم سموم الدخان الذي غطى العاصمة وضواحيها، أما غير القادرين على المغادرة فحسبهم الصبر واتقاء التلوّث بما تيسّر من احتياطات متوفرة.
هذا في الشكل، أما في المضمون الذي يتعلق بأسباب هذا الحريق في عدة عنابر تحتوي على الزيوت وإطارات الكاوتشوك، فثمة عدة افتراضات تتحدث عن وجود إثباتات لها علاقة بانفجار المرفأ، فجرى إحراقها وإزالتها وإخفاء معالمها والتستر على من يقف خلفها.
وفي ذلك بلاء لا تصلح معه المراهم والمسكنات ولا اللفلفة، بل الاستئصال والاستئصال وحده لهذه الطبقة السياسية الدهرية الممجوجة العفنة.
والغريب ان يُقال عن أسباب حريق الامس أنه حصل خلال عملية تلحيم بالشاليمون! ولم يخطر في بال المسؤولين عن حرم المرفأ انّ مثل هذا التلحيم قد ينتج عنه شرارة تؤدّي الى ما أدّت إليه!
نحن لا نجزم بحتمية الاحتمالات والافتراضات الممكنة، بل نجزم بفعل فاعل إما لطيش وبله، وإما لسوء نية، والتحقيق وحده هو الذي يحدّد المسؤوليات.
وفي كلتا الحالتين، فالدولة تدفع أثماناً باهظة من سمعتها وسوء إدارتها، والشعب لم يعد باستطاعته تحمّل كلّ هذه الكوارث والمحن وهو لا يعيش بقوة صموده، بل بما تبقى له من عمر يحدّده الله تعالى.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي