باسيل: نحن مسهّلون لتأليف الحكومة وحريصون على نجاح المبادرة الفرنسية
أعلن رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل «أننا في التيّار حريصون كثيراً على نجاح المبادرة الفرنسية وفي الوقت نفسه لدينا خوف كبير من عدم نجاحها»، مؤكداً أن «حرصنا على المبادرة الفرنسية ليس عائداً فقط لأن فرنسا دولة صديقة ولا لأن الرئيس إيمانويل ماكرون أظهر كل محبّة وتعاطف واندفاع، بل الحرص لأن هذه المبادرة، بما تتضمنه من التزامات، هي الحلّ المنطقي والعملي المتوفّر اليوم لخلاص لبنان. ونحن مع هذا الحل بخطوطه العريضة لأنه يمثّل قناعاتنا ومطالبنا».
وقال في كلمة متلفزة أمس “من منطلق السيّادة الفعليّة وخياراتنا الوطنية قبلنا بالمسعى الفرنسي، أولاً لأنّه يتمحور حول برنامج إصلاحي محدّد، وثانياً لأنّ الأولويّة فيه للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية من دون إدخال عناصر سياسية مثل السلاح والانتخابات التي يمكن للخلافات حولها أن تؤدي إلى تطيير الإصلاح”، مشيراً إلى أن “المبادرة الفرنسية بمرحلتها الأولى تمّ الاتفاق حولها من كل المشاركين، وتتضمّن 3 أمور هي: برنامج إصلاحي محدّد بفترة 3 أشهر، وحكومةُ مهمّة من وزراء قادرين على تنفيذ هذا البرنامج، ومؤتمر دولي في باريس لتأمين الدعم للبنان إذا وفى بإصلاحاته”، مضيفاً “أفهم أن هناك جهات خارجية تريد خربطة المبادرة الفرنسية لأن عندها أجندة سياسية تتمحور حول زرع الفوضى أو التوسع بالمنطقة، ولكن لا أفهم جهات داخلية تريد أن تخربط بحجج مختلفة مشروعاً إصلاحياً، اللبنانيون يريدونه ويطالبون فيه، وهو لمصلحة وطنهم واقتصادهم”.
ورأى أن “هناك خطراً على المبادرة الفرنسية من الذين يرفضونها بحجّة السيادة، أو من الذين يريدون أن يستقووا ويفرضوا على كل اللبنانيين، باسم فرنسا، حكومة ومشروعاً كاملاً من بعدها. يريدون أن يكسروا دستوراً وتوازنات، ويقومون بالتذاكي والنكايات والمصالح الصغيرة بحجّة إنجاح المبادرة الفرنسية”. واعتبر أن “ المبادرة الفرنسية هي وليدة حاجة لبنان للإنقاذ وللإستقرار، وهي لبّت مطالب اللبنانيين بالإصلاح، ونحن من الذين قدّموا أفكاراً لهذه المبادرة وقبلنا فيها لأنّها توافقت مع أفكارنا، التي تضمّنتها أساساً مبادرتنا الخلاصيّة”.
وشدد على أن “مبادرة التيار الخلاصيّة هي نتيجة قناعة بأن من غير الممكن الخروج من الأزمة إلاّ بإصلاح سياسي للنظام وإصلاح مالي اقتصادي للنموذج الموجود، ما يعني عملية تغيير كبيرة، متدرّجة على مراحل أولوّيتها المال والإقتصاد لمنع انزلاق البلد للفوضى”، موضحاً أن “المبادرة التي قدّمناها أوّلاً لرئيس الجمهورية وللرئيس الفرنسي يهمّنا أن نتحاور فيها مع كلّ الأطراف”.
وأضاف “نحن مسهلون لتأليف الحكومة بكل ما يتطلّبه الأمر. لكن بدافع الحرص على حسن التأليف ونجاح المهمّة، ننبّه للمخاطر ونطرح الأسئلة المفيدة لتجنّب الوقوع بالأخطاء القاتلة للمهمّة”، متسائلاً “لماذا الإصرار على إسناد أكثر من حقيبة للوزير في وقت هذه وصفة فشل للوزير، وحمل كبير وليست رشاقة، لأنّه بالكاد يقدر أن “يلحّق” على وزارة، فكيف بوزارتين؟ والتجارب السابقة والمحاولة الأخيرة في حكومة حسان دياب هي أكبر برهان”.
وسأل “لماذا رفض اعتماد المداورة في هذا الظرف بالذات، عندما تقدر أن تكون عاملاً مسهّلاً ولا تمنع حصول أي طائفة أو فريق على أي وزارة؟ نحن مع المداورة، لكننا لسنا مع الإستقواء بالخارج لفرض أي شيء على بعضنا، ولسنا مع استغلال وضع معيّن لكسر بعضنا”، لافتاً لو حصلت طائفة على وزارة عدّة مرّات، بما فيها هذه المرّة، فهذا لا يخلق عرفاً. العرف يكون بقبول الجميع، والدستور واضح بعدم تكريس وزارة لطائفة. أمّا إذا كان الهدف هو تكريس التوقيع الثالث فهذه مثالثة ونحن نرفضها حتماً”.
وأشار إلى أن “الحياد، في مفهومنا، موضوع إيجابي للبنان ولكنّه بحاجة الى حوار وتفاهم داخلي ولاحتضان إقليمي ورعاية دولية والأسهل سريعاً هو الاتفاق على التحييد”، كاشفاً أن “بعض اللبنانيين مثلاً تفهّموا فكرة وجود الحزب في سورية، والحزب أكيد بدأ يفكّر بالعودة من سورية وتأمين ظروفها، ونحن كلبنانيين علينا احتضان ودعم هكذا قرار”.
وأكد أنه “في موضوع الترسيم نتحدث عن أمرين: حقوق لبنان ومصلحته، حقوق لبنان لا نقاش بالحفاظ عليها، سيادة وموارد. أمّا مصلحته، فهي موضوع نقاش بين بعضنا، وأنا من الذين يرون مصلحة كاملة للبنان بإنهاء ملف الحدود على أساس ترسيم عادل لها”.
وأوضح أن موقفه من اعتبار مصلحة لبنان الكاملة بإنهاء ملف الحدود على أساس ترسيم عادل لها يستند إلى أنه “أولاً يحلّ أحد المشاكل العالقة ويعيد للبنان بعض حقوقه من دون أي تنازل. ثانياً يعزّز الإستقرار في الجنوب، براً وبحراً، وهو أمر لبنان بحاجة له ويتمسّك بيونيفيل والـ 1701 على هذا الأساس. ثالثاً يشجّع ويسرّع بعملية استكشاف واستخراج الغاز والنفط في البحر اللبناني، ومن ضمن المسار التفاوضي الاتفاق على كيفية سير الأمور بالمناطق المتنازع عليها”. اضاف “قالوا أنهم كتشفوا ضغط غاز هائلاً يبشّر بكميّات كبيرة، وقالوا لنا أنه يجب اعتماد طريقة حفر هادئة لمنع أي انفجارغازي، لنتفاجأ في اليوم التالي أنّ الكميّات قليلة و«ما بتحرز” للتجارة”.