حماس في ذكرى أوسلو: لن تنجح المحاولات في طمس حق العودة
العدو الصهيونيّ اعتقل 125 ألف فلسطينيّ و111 أسيرًا استشهدوا منذ اتفاق الشؤم قبل 27 عاماً
قالت حركة «حماس» إن كل المحاولات لن تنجح في طمس حق العودة، كما لم ينجح في ذلك اتفاق أوسلو، مؤكدة أن المقاومة المسلّحة السبيل الوحيد لهزيمة الاحتلال وإفشال مخططاته وتحرير أرضنا.
وفي بيان وصل وكالة «شهاب» في ذكرى مرور 27 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم، أضافت حماس أن حق العودة سيظل مكفولًا لكل فلسطيني هُجّر عن أرضه مهما تعاقبت الأجيال.
وأكدت حماس أن مسار التطبيع الذي باتت تسارع إليه بعض الدول العربية، هو طعنة في ظهر القضية والشعب الفلسطيني، ولن يجني منه من مضى فيه إلا الخيبة والخذلان.
كما أكدت أن «مواجهة مشروع التطبيع المتنامي لن يتأتى إلا بما كانت تنادي به حركة حماس منذ زمن، وكانت مستعدّة له في كل وقت، ألا وهو القرار والعمل الفلسطيني الموحّد».
وجدّدت تمسكها بمخرجات لقاء الأمناء العامين وما تمخض عنه من قرارات لتوحيد الجهود في مواجهة صفقة القرن، ورفع الصوت عالياً رفضاً للتطبيع ولموقف جامعة الدول العربية في اجتماعها الأخير.
وقالت: ستظل القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ولا يملك كائناً من كان تحويلها إلى عاصمة للاحتلال، وستظل هي بوصلة النضال والكفاح الفلسطيني الموحد.
وقالت حماس في بيانها: «27 عاماً على اتفاق أوسلو، هذا الاتفاق الذي أدخل قضيتنا وشعبنا في متاهة العبثية السياسية، وجرّ عليه ويلات ملاحق اتفاقيات لم يجن من ورائها شعبنا إلا مزيداً من التكبيل والتنازل، فبات حال قضيتنا في تراجع أمام تقدّم وانتفاخ للمشروع الصهيوني على أرضنا، وذلك من خلال التوسّع السرطاني الاستيطاني، والقيود الاقتصادية التي استغلها الاحتلال سيفاً مسلطاً على رقابنا ليمرّر من خلالها صوراً مختلفة من اتفاقيات أمنية وغيرها اقتصادية».
وأشارت إلى أنه ليس التنسيق الأمنيّ ونجاحه في تكبيل يد المقاومة هو آخر المطاف، بل أصبحت البوابة الاقتصادية مدخلاً كبيراً للابتزاز، ولم يكن ليتأتى للاحتلال هذا المسار لو لم يكن اتفاق أوسلو الموقع في سبتمبر 1993، وفق البيان.
وتابعت: «تمر ذكرى الاتفاقية هذه الأيام وقد تبدّلت الصورة القاتمة، وشعاع فجر جديد يلوح في أفق العلاقات الوطنية يبشر بإمكانية العودة إلى الصف الفلسطيني الواحد الملتحم والمتراص خلف موقف واحد وسليم في مواجهة هذا المحتل، إنه نهج المقاومة بأشكالها كافة، وعلى رأسها المقاومة المسلّحة، والتي أثبتت لنا الأيام يقيناً وتحقيقاً أنها الأنجع والأجدى في مواجهة هذا المحتل، وفي سبيل الوصول إلى تحقيق التحرير للأرض والإنسان».
ومضت تقول: «تمر ذكرى اتفاقية أوسلو البغيضة ونحن نحيي ذكرى انتصار تاريخي تحقق بفعل المقاومة الباسلة في انتفاصة الأقصى المباركة، فلم يكن الاحتلال ليفكر بالانسحاب من قطاع غزة تحت طائلة اتفاقية هنا أو مؤتمر هناك، ولكنه انكفأ وجرّ أذيال الخيبة والهزيمة تحت ضربات المقاومة التي أذاقته الأمرّين في شوارع مدنه الكبيرة بالعمليات الاستشهادية، وعمليات الاقتحام لمستوطنات الضفة الغربية وغزة.
وفي سياق متصل، قال المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن سلطات الاحتلال الصهيوني نفّذت أكثر من 125 ألف حالة اعتقال لفلسطينيين منذ توقيع اتفاق أوسلو في 13 أيلول/ سبتمبر 1993
وأوضح فروانة أن الاعتقالات الصهيونيّة للفلسطينيين لم تتوقف يومًا بالرغم من توقيع الاتفاق، حيث طالت تلك الاعتقالات كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، بمن فيهم نواب ووزراء.
وأشار إلى أنه خلال هذه الفترة الزمنية افتتحت سلطات الاحتلال العديد من السجون والمعتقلات لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة من المعتقلين.
وذكر أن 111 أسيرًا استشهدوا منذ توقيع الاتفاق، وذلك نتيجة التعذيب والقتل المتعمد والإهمال الطبي، وكان آخرهم الأسير داود طلعت الخطيب الذي استشهد في الثاني من الشهر الحالي.
ولفت فروانة إلى أن العشرات من الأسرى توفوا بعد خروجهم من السجن بفترات وجيزة متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.