أنقرة تنتقد تصريحات ماكرون وتؤكد استعدادها لاستضافة اجتماع للناتو وتسحب سفينة تنقيب من شرق المتوسط
اعتبر وزير الدفاع التركي، خلوص أكار، في كلمة أدلى بها أمس، أن «تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هدفها إثارة الفتنة» داعياً اليونان لـ»عدم الانجرار خلفها».
ودعا أكار اليونان إلى «عدم الانجرار خلف مبادرات الرئيس الفرنسي الذي يسعى للتغطية على إفلاسه السياسي وإنقاذ نفسه»، وأن الشعب التركي لا يقيم وزناً لها»، على حد تعبيره.
وجدّد أكار تأكيده على «أحقية» بلاده، وأن «أنقرة لا تتردد في الحوار أو المفاوضات»، مؤكداً «استعداد بلاده استضافة اجتماع رابع للناتو حول منطقة حوض المتوسط (التوتر الأخير بسبب عمليات التنقيب عن النفط والحدود البحرية)».
ودعا أكار اليونان إلى «التخلي عن التصرفات المستفزة التي من شأنها تصعيد التوتر»، مبيناً أنّ «اليونان قد سلحت 18 جزيرة بشكل مخالف للاتفاقيات، كما أن التوتر والحركات الاستفزازية لن يفيد أياً كان وخصوصاً اليونان»، بحسب زعمه.
وبيّن أكار أن «السفينة التركية المتخصصة بالتنقيب (أوروتش رئيس) سيكون لها تحركات أخرى مختلفة في المنطقة وفق الخطط المرسومة»، مؤكداً أن «انسحاب سفينة التنقيب أوروتش رئيس من منطقة متنازع عليها بين بلاده واليونان في شرق المتوسط لا تعني تراجع أنقرة عن حقوقها هناك».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجّه أمس، رسائل عدة في كلمته التي ألقاها، بمناسبة ذكرى الانقلاب العسكري في تركيا والذي حدث بتاريخ 12 أيلول من العام 1980 في بحر مرمرة.
واستغل الرئيس أردوغان كلمته ليوجه رسالتين، واحدة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأخرى إلى اليونان، على خلفية الأحداث والتوترات الأخيرة التي تشهدها مياه البحر الأبيض المتوسط.
واعتبر أردوغان في حديثه أن الرئيس الفرنسي سيواجه «المزيد من المشاكل» معه شخصياً، مشيراً إلى أنه «لا يملك معلومات تاريخية ويجهل تاريخ فرنسا»، على حد تعبيره.
ومن جهة أخرى، دعا أردوغان اليونان لـ»منح علاقات الجوار حقها، وعدم سلك طرق خاطئة»، منوّهاً إلى أنها «تخاطب (تركيا) بالجارة وقتما تشاء».
وقال أردوغان، موجهاً حديثه إلى السلطات اليونانية: «تقومون بأعمال خاطئة فلا تسلكوا هذه الطرق وإلا ستواجهون عزلة شديدة».
في سياق متصل، سحبت السلطات التركية سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» من منطقة شرق المتوسط، وأعادتها إلى ميناء أنطاليا، بعد مباحثات عقدت بين أنقرة وأثينا برعاية حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وعلّقت سفينة أوروتش رئيس أعمالها في المنطقة التي كان من المخطط أن يستمر العمل بها حتى 25 آيلول الحالي، بعد المباحثات مع الجانب اليوناني.
وأضافت «تم سحب السفينة إلى ميناء أنطاليا بعد انتهاء مدة الإخطار الملاحي المعلن سابقاً».
وتأتي الخطوة وسط توترات قائمة بين تركيا واليونان وقبرص، حول الحدود البحرية لكل منها وحقوق التنقيب عن الغاز.
وتنقب أنقرة عن الغاز في مياه تعتبرها اليونان وقبرص تابعة لهما. فيما تؤكد تركيا على أنها تجري عمليات الحفر والتنقيب عن مصادر للطاقة داخل جرفها القاري، وترفض ادعاءات اليونان بحقوق بحرية في المنطقة.