الحسكة: 100 ألف طالب وتلميذ تحرمهم ميليشيا الأمر الواقع من حقهم في التعليم
تظاهرة مناهضة لقوات «قسد» ومقتل 5 من عناصره في أرياف شرقي الفرات.. الاحتلال التركيّ ومرتزقته يعتدون بالقذائف على ريف الرقة الشمالي
عشرات المدارس في مدن وأرياف محافظة الحسكة حوّلتها ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي إلى سجون ومقار عسكرية وقواعد غير شرعية لقوات الاحتلال الأميركي لتحرم آلاف الطلاب والتلاميذ من التعليم بهدف تعويم الجهل بين جيل الشباب في ظل صمت مطبق من المنظمات الدولية الكافلة لحق التعليم.
طلاب وتلاميذ محافظة الحسكة لم تكتمل فرحتهم بقدوم العام الدراسي ليلتحقوا بمدارسهم ليكتفوا بالوقوف على أسوارها معتصمين ومحتجين مع تعرضهم للاعتداء من ميليشيا «قسد» التي تريد فرض وجودها بالقوة وبالاستيلاء على المؤسسات الخدمية والتعليمية.
واستولت الميليشيا بقوة السلاح وفق إحصاءات مديرية التربية في الحسكة على 2285 مدرسة لكل المراحل التعليمية في المحافظة كان آخرها قبل بدء العام الدراسي الجديد بمدة قصيرة الاستيلاء على 118 مدرسة ثانوية لتبقى فقط 179 مدرسة تديرها مديرية تربية الحسكة لكل المراحل التعليمية.
مديرة تربية الحسكة إلهام صورخان بينت في تصريح أن ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي «تتعمد الاستيلاء على المدارس بشكل ممنهج بعد رفض الأهالي للمناهج التي تريد الميليشيا فرضها على الطلاب بالقوة»، مؤكدة تضرّر نحو 100 ألف طالب وتلميذ وحرمانهم من التعليم جراء التصرفات غير المسؤولة لميليشيا «قسد».
وتضيف صورخان: استيلاء ميليشيا «قسد» على المدارس تسبب بحدوث ضغط كبير على المدارس الحكومية التي تديرها مديرية التربية ونعمل حالياً وفق الإمكانات لاستيعاب أكبر عدد ممكن ولكن الأعداد كبيرة جداً.
الأهالي يؤكدون في كل يوم رفضهم لممارسات ميليشات «قسد» عبر المظاهرات والاعتصامات أمام المدارس ورفض المناهج التي تريد الميليشيا فرضها؛ ووصل الأمر بأن قامت بالاعتداء على الكوادر الإدارية والتعليمية والتهديدات في حال واصلوا مواقفهم الرافضة.
وبنبرة فيها الكثير من الحسرة يقول الحاج عبيد أبو دحام من أبناء الحسكة: «أي مستقبل ينتظر هذا الجيل أمام هذه التصرفات وإلى أين يذهب آلاف الطلاب والتلاميذ بعد تحويل مدارسهم لمقار عسكرية ودوائر لفرض الأتاوات على المواطنين؟».
ويؤكد أبو دحام أن استيلاء ميليشيا «قسد» على المدارس يهدف إلى فرض الأمر الواقع بالقوة بعد رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى المدارس التي استولوا عليها في محاولة لمعاقبة الأهالي على مواقفهم الوطنية داعياً إلى وقف هذه التصرفات وتسليم تلك المدارس لمديرية التربية لما لملف التعليم من أهمية كبيرة لأبناء الجزيرة السورية.
ويتساءل الأهالي عن سبب صمت المنظمات الأممية والدولية التي تكفل حق التعليم عن حرمان ميليشيا «قسد» آلاف الأطفال من حقهم في التعليم.. وعن محاولات ترهيب الطلاب والكوادر التعليمية والاستيلاء على المدارس وتحويلها مقار عسكرية.
واعتبر الأهالي أن حرمان التلاميذ والطلاب من حقهم في التعلم يعد جريمة إنسانية بحق الآلاف من أبناء الجزيرة السورية الذين عانوا ويلات جرائم المجموعات الإرهابية ومحاولاتها المتكررة لتجهيل أبناء المنطقة ونشر الأمية والجهل بين الأطفال وجيل الشباب ليسهل معه تجنيدهم لصالح مخططات خارجية استعمارية.
إلى ذلك، خرج العشرات من أبناء بلدة الحصان في ريف دير الزور الغربيّ في تظاهرةٍ مناهضةٍ لما يسمّى بـ»قوات سورية الديمقراطية».
وفي التفاصيل، الاحتجاجات نشبت على خلفيّة قيام ما يسمّى «شرطة المرور» التابعة لـ «قسد» باحتجاز عددٍ من آليات الأهالي في المنطقة.
كما طالب المحتجّون بفكّ حجز آليّاتهم وإعادتها إلى أصحابها وهتفوا بعباراتٍ تندّد بفساد «قسد» وبالانفلات الأمنيّ الذي تعاني منه مناطق سيطرتها.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه الشيخ إبراهيم خليل جدعان الهفل، شيخ عام قبيلة «العكيدات» العربية، بإن أبناء القبائل العربية في منطقة شرقي الفرات جاهزون لأي سيناريوهات وتداعيات وتطورات، مع انتهاء (مهلة الشهر) التي أعطوها لما يُسمّى «التحالف الدولي»، الذي يحتل أراضي في سورية، ويقوده الجيش الأميركي.
وأوضح الشيخ الهفل أن السيناريوات المحتملة تنطوي على خيارات عدة، أولها الخروج بالتظاهرات والاعتصامات السلمية في جميع أنحاء ريف دير الزور الشرقي، وإجبار جميع الشبان من أبناء القبائل على رمي السلاح والانشقاق عن صفوف «قسد» الموالي للجيش الأميركي.
وتسود مناطق سيطرة الجيش الأميركي ومسلحي تنظيم «قسد» في ريف دير الزور الشرقي منذ أكثر من شهر تظاهرات شعبية واشتباكات متبادلة مع أبناء قبيلتي العكيدات والبكارة للمطالبة بطرد الجيش الأميركي ومسلحي «قسد» من منطقتهم نتيجة ممارسات الطرفين التي أمعنت في التنكيل بالأهالي وحصار عدد من القرى والبلدات واعتقال عشرات الشباب واستهدافها وجهاء وشيوخ العشائر وسرقة مقدرات وثروات منطقة الجزيرة من نفط وغاز وقمح.
وفي سياق متصل، قتل أربعة عناصر من مسلحي ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي وأصيب عدد آخر في هجمات على محاور تحركهم ومقارهم في أرياف الحسكة والرقة ودير الزور.
وذكرت مصادر أهلية أن هجوماً نفذه مجهولون بأسلحة متنوعة على مقر لمسلحي ميليشيا «قسد» في قرية الفج بريف ناحية الهول شرق مدينة الحسكة تسبب بمقتل اثنين منهم على الأقل وإصابة آخرين بجروح.
وفي الرقة هاجم مجهولون بالأسلحة الرشاشة أحد مقار ميليشيا قسد قرب منطقة السكن الشبابي بالمدينة ما أسفر عن إصابة أحد مسلحيها.
وانفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون أثناء مرور سيارة عسكرية تابعة لميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي قرب بلدة الكشكية شرق دير الزور ما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين من عناصر هذه الميليشيات.
وقتل أول من أمس مسلح من ميليشيا «قسد» خلال هجوم على إحدى نقاطها في قرية الكبر التي تقع على ضفاف نهر الفرات بريف دير الزور الغربي عند الحدود الإدارية للرقة.
وتتخذ الهجمات على مقار ومحاور تحرك مرتزقة الاحتلالين الأميركي والتركي في منطقة الجزيرة منحى تصاعدياً في الآونة الأخيرة وأسفرت عن سقوط العديد من القتلى والمصابين في صفوفهم وتدمير العديد من آلياتهم.
على صعيد متصل آخر، جددت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين عدوانهم بالقذائف على المنازل السكنية والممتلكات في القرى الواقعة إلى الغرب من تل أبيض في ريف الرقة.
وذكرت مصادر محلية أن «قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية استهدفت بعدد من قذائف المدفعية المنازل السكنية وممتلكات المواطنين في قرية كوبرلك غرب تل أبيض ما أدّى إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات».
واعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين في الـ 5 من الشهر الحالي بعدد من قذائف المدفعية على منازل المواطنين في قرى قزعلي وقرنفل وبئر عرب غرب مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي ما تسبّب بوقوع أضرار مادية بعدد من المنازل والممتلكات العامة.