لوكاشينكو يعتبر أنّ على بلاده أن تكون أقرب من روسيا.. والمعارضة تدعوها لدعم الحوار السياسيّ الحقيقيّ
اعتبر الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أن على بلاده أن «تكون أقرب من روسيا» التي وصفها بـ»الأخ الكبير»، معرباً عن شكره للرئيس للروسي، فلاديمير بوتين، على دعمه لبيلاروس.
وقال لوكاشينكو، خلال محادثات مع بوتين في مدينة سوتشي الروسية، أمس، إنه «يجب على بيلاروس أن تكون أقرب من الأخ الكبير والتعاون معه في إطار كل القضايا».
وشدّد لوكاشينكو على أن «الأحداث الأخيرة في بيلاروس مثلت امتحاناً بالغ الجدية، لكن موسكو ومينسك تجاوزتاه».
واعتبر الرئيس البيلاروسي أن بلاده وروسيا يجب عليهما «وضع خطط للتدريبات العسكرية المشتركة لسنوات مقبلة عدة».
وأعرب لوكاشينكو عن شكره لبوتين وكل المواطنين الروس الذين أيّدوا بيلاروس في مرحلة ما بعد الانتخابات على «نزاهتهم»، وكذلك على توريد دفعات من اللقاح الذي صمّمته روسيا ضدّ فيروس كورونا المستجد إلى بلاده.
فيما أعلن مجلس التنسيق للمعارضة البيلاروسية عن اهتمامه بـ»نقل موقفه إلى روسيا»، داعياً موسكو إلى «دعم الحوار السياسي الحقيقي في بيلاروس». وتزامن صدور بيان المجلس مع وصول لوكاشينكو، إلى سوتشي.
وجاء في بيان أصدره مجلس التنسيق على موقعه الإلكتروني: «من الأهمية بالنسبة لنا أن يكون رأي الجزء الجسيم من المجتمع البيلاروسي مسموعاً ومأخوذاً بعين الاعتبار في روسيا. لا شك في أن موقف شركائنا وحلفائنا على صعيد السياسة الخارجية مهم بالنسبة للشعب البيلاروسي ومستقبل بيلاروس ومستقبل العلاقات البيلاروسية الروسية».
وتابع البيان أن «الدعم المخلص (من قبل روسيا) للحوار الحقيقي – وليس الزائف – بين مختلف القوى السياسية داخل البلاد سيساعد في إعادة الوضع في بيلاروس إلى طبيعته في أسرع وقت ممكن وتطوير العلاقات بين بيلاروس وروسيا».
وشدّد مجلس التنسيق على أنه «لم يتطلع أبداً إلى الإضرار بالعلاقات بين مينسك وموسكو»، مؤكداً دعمه لـ «تطوير العلاقات البيلاروسية الروسية في المجالات كافة».
وجرى تشكيل مجلس التنسيق في 14 آب الماضي، بمبادرة من المرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية البيلاروسية، سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي رفضت الاعتراف بنتائج الاقتراع الذي فاز به، وفقاً للجنة الانتخابات المركزية، الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو بعد حصوله على 80% من الأصوات.
وفتحت النيابة العامة البيلاروسيّة ملفاً جنائياً ضدّ المجلس، الذي أعلن أن هدفه هو «ضمان انتقال السلطة في البلاد»، وذلك بتهمة نشر دعوات علنيّة إلى اغتصاب السلطة. ويدعو مجلس التنسيق أنصار المعارضة إلى مواصلة الاحتجاجات (التي بدأت في العاصمة مينسك ومدن بيلاروسيّة أخرى فور إعلان نتائج الانتخابات في 9 آب)، إلى أن توافق السلطة على إجراء انتخابات جديدة.
في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانيّة ماريا أديبار أمس، أن «الحكومة تتوقع أن يتم الاتفاق على عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد بيلاروس الأسبوع المقبل».
وقالت أديبار خلال مؤتمر صحافي: «نعمل بجد في الاتحاد الأوروبي للاتفاق على حزمة من العقوبات الموجهة ضد المسؤولين عن تزوير الانتخابات (في بيلاروس)، وسيجتمع وزراء الخارجية الاثنين المقبل في بروكسل لمناقشة هذه القضية»، مضيفة أن «من السابق القول إن العقوبات سيتم اعتمادها في ذلك الاجتماع».
وحول ما إذا كانت العقوبات ستشمل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أوضحت أن «هذا لا يزال موضوعاً للمفاوضات»، وقالت: «ما إذا كان ستتم زيادة الضغط على قيادة بيلاروس وعلى لوكاشينكو شخصياً وكيفية القيام بذلك، سنناقش هذا الأمر في اجتماع لوزراء الخارجية.. برلين ترى حاجة في هذا وتريد تنفيذ العقوبات على بيلاروس على وجه السرعة».
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في وقت سابق أنه «لا يعتبر الانتخابات الرئاسية التي جرت في بيلاروس في 9 آب عادلة ونزيهة»، ورفض الاعتراف بنتائجها. ووافق قادة دول الاتحاد الأوروبي على «فرض عقوبات فردية على بيلاروس»، لاستخدامها العنف ضدّ المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع المدن في احتجاجات على ما اعتبروه «تزويراً» لنتائج الانتخابات.
وتشهد بيلاروس احتجاجات واسعة، يرافقها عنف بين قوات الأمن ومتظاهرين محتجين على خلفية إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية يوم 9 آب والتي أفرزت لوكاشينكو، الحاكم في البلاد منذ العام 1994، بحصوله على 80% من أصوات الناخبين، بينما حصدت المعارضة، سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي كانت تعتبر منافسه الأساسي في ظل اعتقال السلطات بعض المرشحين الآخرين، حوالي 10% من الأصوات.