توأمة شهداء الكورة والجيش
عندما قدّمت بلدة كفتون ومن خلالها منطقة الكورة دماء شهدائها قرباناً للأمن الوطني خرج أهالي البلدة والمنطقة وأهالي الشهداء ورؤساء البلديات ومعهم الحزب السوري القومي الاجتماعي يعلنون رفضهم لكل دعوات الأمن الذاتي وتمسكهم بالدولة ومؤسساتها وثقتهم بجديتها في ملاحقة الفاعلين حتى ترتاح أرواح الشهداء وتستكين نفوس أهاليهم.
لم تتوقف المؤسسات الأمنية والعسكرية وفي مقدمتها الجيش اللبناني عن العمل منذ الساعة الأولى للجريمة وبدأت النتائج تتلاحق بكشف خيوط ما كان يدبّر للبنان من بوابة جريمة كفتون وظهور أصابع تنظيم داعش الإرهابي وبصماته وراء مخطط تخريب أمني يستهدف لبنان.
بالأمس تشارك الجيش اللبناني مع كفتون والكورة في تقاسم فاتورة الشهادة وامتزجت دماء الشهداء التي شكلت دائماً ذخيرة الهوية الوطنية لكن الثمن كان الرأس المدبر للفتنة التي كانت تستهدف لبنان واستهدفت كفتون والكورة فلم تذهب الدماء هدراً.
بالأمس تشارك أهل شهداء كفتون حزنهم مع أُسَر شهداء الجيش اللبناني وتشاركوا مع اللبنانيين الإنجاز الذي حققه الجيش بضرب رأس المجموعة الإرهابية.
لبنان لا يزال في عين الاستهداف وما تعرضت له كفتون وافتدت خلاله لبنان بأبنائها ليس إلا رسالة ليصحو اللبنانيون من كوابيس وهواجس العصبيات ويغادروا استرخاء الوهم بأن التفسيرات السطحية تكفي لوضع الأعمال التخريبية في نصابها الصحيح. فالوحدة وراء مؤسسات الدولة وفكرة الدولة ومشروع الدولة ورفض كل دعوات الأمن الذاتي وكل التفسيرات الفئوية والمناطقية والطائفية للأحداث هي الرد السياسي المطلوب والمكمل لرد الجيش الميداني وللمواجهة الشعبية اللتين تكرستا بدماء عزيزة وغالية.