معرض «زوايا و رؤى» لتولين الرضائيّ… أسلوبٌ منفردٌ بمنظور مختلف
لورا محمود
فنانة تقدّم بلوحاتها نمطاً غير تقليديّ يتجلّى واضحاً في لوحاتها الزاخمة بالألوان القوية التي تعبّرعن فنانة جريئة تستمدّ موضوعاتها من الواقع فهي اختارت أسلوباً مميزاً ومختلفاً جسّدته بمنظور «عين النملة» الذي يتميّز بتضخيم الأجزاء السفليّة في التكوين. وهذا الأسلوب يميّزها كفنانة تعكس مشاعرها وانفعالاتها على اللوحة لتنتج محتوياً بصرياً مهماً فهي تعمل جاهدة لتُكون لوحات فريدة في الرؤية والطرح فتفانيها في العمل وشغفها بالفنّ هو سبب نجاحها، بالرغم من صغر سنها هي الفنانة تولين الرضائي التي قدّمت معرضها الأول «زوايا ورؤى» في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة والذي عبّرت فيه عن شغفها الواضح بالتصوير الزيتي الذي تراه أحد أكثر أنواع التخصص الذي يجسّد الفنّ بأبهى صوره.
والتقت «البناء» مع الفنانة تولين الرضائي التي اختارت التصوير الزيتي لأنها تستطيع أن تعبّر عن موضوع اللوحة بشكل أكبر، وذلك من خلال الألوان التي اختارتها لتكون قوية في كل اللوحات التي بلغ عددها عشرين لوحة تقريباً.
وأضافت الرضائي اللوحات الموجودة اليوم في المعرض بعضها لوحات من مشروع تخرّجي وبعضها لوحات جديدة. وقد شاركت بالعديد من المعارض الجماعيّة. وهذا المعرض الفردي الأول الذي كان من المقرر أن يقام في شهر آذار الفائت لكن بسبب الظروف الصحية تم تأجيله.
أما عن التقنيات المستخدمة في اللوحات لفتت الرضائي لقد كانت فكرتي في البداية ان استخدم ما يسمّى «منظور عين النملة»، وهو المبالغة بالمنظور حيث تكون عين الناظر في أدنى نقطة باتجاه الأعلى، لذلك في اللوحات نرى تضخيماً للأقدام والأحذية التي ترتديها الشخصيات. وهذا مقصود، لأنني أردت أن أقول إننا اصبحنا بعصر المادة والمال الذي أصبح يحكمنا كبشر. فالإنسان أصبح يصغر وأهميته أصبحت تتلاشى وقيمته تقاس بما يملك لذلك نرى في اللوحات الحذاء كبير وحجم الإنسان صغير.
وعن أحجام اللوحات الكبيرة قالت الرضائي: لقد اخترت ذلك كي أعبّر عن ضخامة الشيء الذي أريد أن أتحدث عنه ولقد اخترت أن يكون أول معرض لي في المركز الثقافي العربي، وقد كان هناك تشجيع كبير من مديرة المركز رباب الأحمد التي تدعم الفن والفنانين لذلك قرّرت أن تكون خطوتي الأولى هنا في المركز.
وفي حديث مع «البناء» قال المهندس المعماريّ طلال الرضائي عن تجربة الفنانة تولين: نرى تطوراً طرأ على اللوحات فهي انتقلت الى مراحل اكثر عمقاً وأسلوباً أكثر تجريداً، فنرى بعض اللوحات يطغى عليها الأسلوب التجريديّ وفي فترة زمنية قصيرة استطاعت أن تضع على اللوحة أكثر من تقنية وأكثر من أسلوب، فهي لديها طموح كبير منذ دخولها كلية الفنون الجميلة فقد كانت ميولها الأكبر أن تكون فنانة تشكيلية من دون أي اختصاص آخر. وهذا معرضها الأول واعتقد انه يبشر بولادة فنانة لها أسلوبها المميز بعيداً عن كونها ابنتي فأنا أرقبها كفنان ومتطلع على الكثير من الفنون.
أما سيلين ورهام العطار وهما من المهتمات بالفنّ التشكيلي ومن أصدقاء الفنانة قالتا إن تولين منذ صغرها ترسم بطريقة جميلة جداً وقادرة على التعبير بأسلوب خاص بها لا يشبه أحداً. واختارت اختصاص التصوير الزيتي لأنها تعشق الفنّ وتحب أن ترسم البورتريهات ولديها نظرة خاصة في نقل الوجوه والاشخاص ليكونوا موضوعاً للوحاتها وهي أضافت الكثير من التفاصيل على اللوحة فهي تطورت وصقلت موهبتها ليكون هذا معرضها الأول لها بعد تخرجها مباشرة.
يذكر أن تولين الرضائي من مواليد 1996 خريجة فنون جميلة قسم التصوير الزيتي لها العديد من المشاركات في معارض جماعيّة كمعرض الخريف السنوي بدمشق وشاركت بمعرض بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة.