موسكو تكشف عن دور أميركيّ في أحداث مينسك الأخيرة ولوكاشينكو يتهم كييف بالتواطؤ مع واشنطن ضدّ بلاده
أعلنت الاستخبارات الخارجية الروسية، أمس، أن «الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً في أحداث بيلاروسيا الأخيرة».
وجاء هذا الإعلان على لسان مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين خلال تلاوته للتقرير الأمني الذي قال خلاله: «تظهر الأحداث في بيلاروسيا بوضوح أثراً غربياً».
وأضاف قائلاً: «الاحتجاجات منذ البداية منظمة ومنسقة جيداً مع الدول الخارجية، ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، تلعب الولايات المتحدة دوراً رئيسيًا في الأحداث الجارية في بيلاروسيا».
وتابع ناريشكين، قائلاً: «لقد اتخذت الولايات المتحدة المرشحة الرئاسية السابقة سفيتلانا تيخانوفسكايا تحت وصاية وثيقة، ونشطاء معارضة آخرين يتم الترويج لهم على أنهم قادة شعبيون».
وأشار ناريشكين أن «هذه المحاولة من الغرب الأخيرة تعدّ ثورة ملونة وانقلاباً، لا علاقة لأهدافهما بمصالح المواطنين في بيلاروسيا».
من جهته، اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أوكرانيا بـ»التواطؤ مع الولايات المتحدة وأتباعهم في مؤامرة لزعزعة استقرار بلاده».
وقال لوكاشينكو في تصريحات له أمس: «أوكرانيا وعلى الرغم من دعمنا الثابت لها على سبيل المثال، في قضايا وحدة أراضيها وفي أمور أخرى أيضاً، وخلافاً لروح علاقاتنا، أصبحت معقلاً للاستفزازات السياسية ضدّ بيلاروس».
وأصدر البرلمان الأوكراني أول أمس الثلاثاء بياناً استنكر فيه الانتخابات الرئاسية التي جرت في بيلاروس في 9 آب، بوصفها «غير حرة ولا نزيهة»، وذلك بعد أن أظهرت كييف تعاطفاً متزايداً مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في بيلاروس التي نظمتها المعارضة رفضاً لما اعتبرته «تزويراً» لنتائج الاقتراع لصالح لوكاشينكو.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أشار في وقت سابق إلى «امتلاك موسكو معلومات مؤكدة حول تسلل نحو 200 عنصر متطرف إلى بيلاروس من الأراضي الأوكرانية بعد أن تم تدريبهم وإعدادهم هناك».
فيما جددت الرئاسة الروسية اعترافها بفوز الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في الانتخابات الأخيرة خلال شهر آب، مشددة على أنه «لا يحتاج إلى أيّ ضمانات أمنية» داخل بلاده.
جاء ذلك أمس، على لسان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في معرض تعليقه على إعلان رئيسة المعارضة البيلاروسية، منافسة لوكاشينكو في الانتخابات، سفيتلانا تيخانوفسكايا عن «استعداد المعارضة لتقديم ضمانات أمنية إلى الرئيس إذا وافق على التخلي عن الحكم سلمياً».
وصرّح بيسكوف أمس، رداً على سؤال من الصحافيين بشأن تصريح تيخانوفسكايا : «ليس بودّنا الرد بأيّ شكل من الأشكال على ذلك، وأستطيع فقط التكرار مرة أخرى أن لوكاشينكو رئيس منتخب لبيلاروس، ولا أعتقد أنه في حاجة إلى أن ضمانات أمنية في بلده».
وأضاف المتحدث أن «هذه المسألة تمثل في كل ما تبقى شأناً داخلياً لبيلاروس».
وبدأت احتجاجات المعارضة الضخمة في جميع أنحاء بيلاروسيا في 9 آب، بعد الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها للمرة السادسة الرئيس البيلاروسي الحالي ألكسندر لوكاشينكو، وحصل، وفقاً للجنة الانتخابات المركزية، على 80.1 في المئة من الأصوات.