لبيروت الخاصرة
} يسرى طعمة*
ماذا بقي من هذا
الشرق
في حرب وجودٍ
تجازوتْ حدود
البربرية
تاه الدليلُ وتعملق
الفشل
وجهكِ اهراءاتٌ
تُحملقُ في ذهولْ
تقفُ بائسة
كآخرِ محطةٍ
فَرَغتْ
عزف عنها العابرون
دنَتْ تثغو عند قدميها
امواجُ بيروت
تذرفُ على عتبة البحر قمراً
مخموراً بالضوء
في مُقتبل
الهديل
***
صفعةُ حقدٍ اطعمتْ
وجه المدينة للموت
توا استفاقتْ
عيونها
من نشوة ممهورةٍ
بنكهةٍ فيروزيةِ
الصباح
جفَّ ريقُ المدينة
افعى جعلت متونكِ
كالعهن المنفوش
خنقتْ حديقة
الحب
قصمتْ ظهرَ الجميلة.. زهرةَ
البرد
بحزامٍ من جنون
***
من امرَ هامان ان يُوقد
على الطين
لتبلغي اشُدَّ الكفر؟!
من اشعلَ مع النمرود
اناشيدَ الارزِ العتيق
ليحترق نبيٌّ جديد
كلُّ شيءٍ عاد الى
العدم
الا اصحاب الفخامة
والدياثة
عجائزُ القبيلة المتورِّمة
الفحولة
الناجون من انهدام
الحسرات
***
اراجيفهم الباطلة لدغـتْ
اثيرَ وطنٍ اكتظَّ بالراحلين
بلا موعدٍ
ولا هوية
يتبادلون الانخاب
كالعادة
فوق توابيتَ ما عادت
بحاجة الى
جوازات سفر او شهادة
وُوريتْ في الغـياب
مضمَّدة
بـ (كلنا للوطن)
***
كيف اواسيكِ !
كيف اصفُ كُحلَ
عينيكِ
كرستالاً اسودَ بلا
بريقٍ سال !
كيف كنتِ خزائنَ
الدهشة
وحلمَ الفراشات في
اصايص الزنبق !
زفراتك التي تكاثفت رُسُلاً
اجهَشَتْ بالحنين
على نوافذ غـدٍ
وُلِدَ يتيماً في مهدٍ
لا يتكاثر او يكبرْ.
*شاعرة من دمشق.