الوطن

لافروف:العقوبات الغربيّة ضد سورية أضرّت بالدرجة الأولى بالمواطنين السوريين

اعتبر تلاعب واشنطن بالقضية الكرديّة يهدّد المنطقة بعواقب كارثيّة.. وقفة وطنية في ريف القامشلي استنكاراً للاحتلالين التركيّ والأميركيّ

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن «قانون قيصر» والعقوبات الغربية الأخرى ضد سورية أضرّت بالدرجة الأولى بالمواطنين السوريين البسطاء، على عكس ما يصرّح به الغرب.

وقال لافروف في حوار مع وكالة «سبوتنيك»، إن «قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية، والعقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية ضد سورية، والتي تزعم هذه الدول أنها أدوات لخنق القيادة السورية، هي في الواقع ألحقت ضرراً بالشعب السوري».

وأوضح لافروف أن مجلس الأمن ناقش مؤخراً تطورات الوضع الإنساني في سورية، مضيفاً: «دافع زملاؤنا الغربيون بحماسة وغرور عن براءتهم، قائلين إن العقوبات تهدف فقط إلى الحدّ من قدرات وإمكانيات المسؤولين وممثلي النظام (في سورية)، كما يقولون، وأن عامة الناس لا يعانون، لأن قرارات العقوبات تنص على استثناءات إنسانية، تسليم الأدوية والأغذية والمواد الأساسية الأخرى. كل هذا غير صحيح، لأنه لم يتم تسليم أي إمدادات من تلك الدول، التي أعلنت فرض عقوبات».

وأشار لافروف إلى تجديد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في الأيام الأخيرة، نداءه، الذي وجهه قبل أشهر إلى تلك الدول التي تبنت عقوبات أحادية الجانب ضد أي دولة نامية، بوقف هذه العقوبات، على الأقل في فترة مكافحة تفشي فيروس كورونا.

وقال وزير الخارجية الروسي إن الدول الغربية لا تزال صماء عن مثل هذه النداءات، على الرغم من أن الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيّدتها.

وأكد لافروف أن روسيا لن تكف عن إدانة هذه الممارسة، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تتبنى قرارات خاصة تعلن أن العقوبات أحادية الجانب غير شرعية وغير قانونية، وأنه تم التأكيد على أنه يجب احترام العقوبات، التي يفرضها مجلس الأمن الدولي فقط.

ويذكر أن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، كان قد أكد، الخميس، أن الدول الغربية التي تفرض إجراءاتٍ اقتصادية قسرية على سورية، لن تتمكّن من التغطية على آثار إرهابِها الاقتصادي بحق الشعب السوري.

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلسِ الأمن عبر الفيديو «كونفرانس» حول الوضع الإنساني في سورية، إن المزاعم حول حرص الدول الغربية الإنساني لن تُخفي حقيقة جرائمها، مشيراً إلى أن ممثلي الدول الغربية عملوا على مأسسة الكذب وجعله نهجاً لتضليلهم ولسياساتهم التخريبية.

وكان وزير الخارجية الروسي، حذّر من خطورة النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة إزاء أكراد سورية، وما قد يجلبه ذلك من عواقب كارثية للمنطقة برمتها.

وأعرب لافروف، عن قلق روسيا إزاء الوضع في الأراضي السورية الواقعة شرق الفرات (الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن)، محملا العسكريين الأميركيين المنتشرين هناك المسؤولية عن التشجيع على النزعات الانفصالية لدى الأكراد.

وأوضح الوزير أن الأميركيين يحرضون الأكراد ضد الحكومة السورية و»يردعون رغبتهم الطبيعية في إطلاق حوار مع دمشق»، مشيراً إلى أن هذا الأمر يستدعي قلقاً بالغاً ليس من وجه نظر وحدة الأراضي السورية فحسب، بل ومن ناحية رفع هذه التصرفات الأميركية درجة «القابلية للانفجار» حول القضية الكردية.

وتابع: «كما هو معروف، هذه القضية تعد ملحة ليست لسورية وحدها بل وللعراق وتركيا وإيران، وهذه هي لعبة خطيرة في هذه المنطقة. يقوم الأميركيون كالعادة بخطوات من هذا النوع بهدف خلق فوضى يأملون أن تكون خلاقة. وهم بعيدون ولا يهتمون كثيراً بنتائج تصرفاتهم، لكن عواقبها قد تكون كارثية بالنسبة للمنطقة، إذا استمروا في تقديم النزعات الانفصالية».

وتطرق لافروف بهذا الشأن إلى العقد الذي يتيح لشركة أميركية تطوير وتحديث حقول النفط الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية»، واصفا إياه بأنه «انتهاك في غاية الجسامة لكافة مبادئ القانون الدولي التي يمكن تصورها».

إلى ذلك، استنكارا لوجود الاحتلالين التركي والأميركي وجرائمهما أقام أهالي قرية قبة زكي في ريف القامشلي الجنوبي وقفة وطنية احتجاجية طالبوا فيها بخروج المحتلين من الأراضي السورية.

وذكرت مراسلة سانا في القامشلي أن «أهالي قرية قبة زكي طالبوا في وقفتهم الوطنية بخروج قوات الاحتلالين التركي والأميركي من الأرض السورية».

وندد المشاركون بالإجراءات الاقتصادية الجائرة ضد الشعب السوري من حرب تجويع وعقوبات ممثلة بما يسمى «قانون قيصر» مؤكدين أنها لن تثني الشعب السوري عن موقفه الرافض لوجود الاحتلال والداعي إلى الوقوف في مواجهته إلى جانب الجيش العربي السوري.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات ترفض الحصار الأميركي الظالم على الشعب السوري وتطالب بطرد الاحتلالين التركي والأميركي اللذين يسرقان النفط والقمح السوري لحرمان أبناء سورية وأهالي الجزيرة من قوت يومهم بهدف تهجيرهم من أراضيهم ومنازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم مؤكدين وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري للقضاء على الإرهاب ومواجهة داعميه.

المواطنة منال حسين خضر أكدت لـ سانا أن «الاحتلالين الأميركي والتركي يشكلان تهديداً لأمننا كمواطنين سوريين نعيش عرباً وأكراداً منذ زمن طويل وجاء الأجنبي ليتدخل ويخلق التفرقة ويحقق أطماعه فهو المستفيد من هذه الحرب التي شنت على الشعب السوري ونحن نرفض بشدة هذا الوجود ونستنكر فرض الحصار الجائر على لقمة العيش».

بدوره المواطن عبد الحميد محمود أكد أنه وأهالي قريته قبة زكي يستنكرون وبشده الاحتلالين الأميركي والتركي اللذين يسيطران على النفط ويسرقان القمح ويسلبان أمننا ويؤثران في استقرار المنطقة.

وتشهد مناطق عدة في الجزيرة السورية مظاهرات رافضة للاحتلال الأميركي وأطماعه في سرقة النفط وغيره من ثروات وخيرات البلاد بالتعاون والتواطؤ مع أدواته في تلك المناطق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى