تشييع الرفيق المناضل فرنسيس رزق في عشقوت (كسروان)
كنا في أكثر من نبذة تحدثنا عن الحزب في كسروان، ونشرنا نبذات عن عدد من الأمناء والرفقاء الذين كانوا تولّوا مسؤوليات في المركز أو في المنفذية.
مؤخراً اطّلعت على عدد قديم لديّ من جريدة «البناء» بتاريخ السبت 19 كانون الأول 2015، وفيه عن «تشييع الرفيق المناضل فرنسيس رزق في بلدة «عشقوت».
إذ ننشر ذلك، ندعو منفذية كسروان إلى تزويدنا بما يفيد سيرة الرفيق رزق، فننشر ذلك لاحقاً.
* * *
شيّع الحزب بمأتم حزبي مهيب في كنيسة مار يوحنا ــ عشقوت ــ كسروان، الرفيق فرنسيس رزق، وشارك فيه وفد من قيادة الحزب ضمّ ناموس مجلس العمد الأمين نزيه روحانا، عميد الإذاعة والإعلام الأمين وائل الحسنية، منفذ عام المتن الجنوبي الأمين عاطف بزي، عضو المكتب السياسي الرفيق جودت بطرس، منفذ عام كسروان الرفيق ربيع واكيم وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام الضاحية الشرقية الأمين أنطون يزبك، وعدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين، وجمع من القوميين والمواطنين.
ترأس الصلاة الأب بول الفيطروني ممثلاً مطران كسروان المطران بولس روحانا، وألقى عظة تحدّث فيها عن الراحل ومزاياه.
وألقى مدير الدائرة الإذاعية الأمين كمال نادر كلمة مركز الحزب، قال فيها: « نجتمع اليوم في كسروان لوداع رفيق عزيز علينا تميّز بالتواضع وبالنفس الكبيرة في آنٍ معاً، وكان مثقفاً بالعقيدة وبالمعرفة العامة التي تعطيه قوة المنطق والإقناع، وهو آمن بمبادئ الحزب التي تجمع كلّ أبناء الوطن وتنقذهم من التشرذم في الهويات القاتلة، وفي الطائفية والعرقية والتعصّب الممزّق للمجتمع والباعث للحروب الأهلية».
أضاف الأمين نادر: «الرفيق فرنسيس رزق لم يرَ تناقضاً بين مارونيته وبين انتمائه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، لأنّ سورية هي موطن القديس مارون الناسك، قرب حلب، وهي موطن البطريرك الماروني الأول يوحنا مارون، القادم من مدينة «ساروم» والتي تُعرف اليوم بِاسم «السرمانية» وهي واقعة في الريف الشمالي على مجرى نهر العاصي قرب «جسر الشغور» والاسكندرون وأنطاكيا، وسيظهر اسمها في الأخبار قريباً، إذ إنّ المعارك ضدّ الإرهاب قد وصلت إليها لتحريرها…».
وتابع الأمين نادر: «لقد آمن رفيقنا فرنسيس بالمبادئ الإصلاحية للحزب، وهي المبادئ القادرة على إصلاح النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والقضائي في لبنان وكلّ الدول والكيانات، ونحن نفتخر بأنّ هذه المبادئ قد تبنّتها تيارات وطنية وشخصياتٌ سياسية، وأنّ العلمانية التي دعا إليها الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ أكثر من ثمانين عاماً صارت مطلباً لشرائح واسعة في بلادنا، بعدما رأى الناس مساوئ الطائفية وشرورها».
وأشار إلى أنّ الفساد المستشري في لبنان بات مخزياً، خصوصاً في ظل عجز السياسيين عن الاتفاق على أيّ أمر، بما في ذلك استخراج النفط والغاز وانتخاب رئيس للجمهورية وموضوع النفايات، ناهيكم عن الهدر والسرقات ولا من يستحي ولا من يحاسب.
وتحدث عن الأخطار والتحديات التي تواجه بلادنا، وقال: «إننا نعيش وسط الشرور والأخطار، وقد انتشر الإرهاب في بلادنا واقتلع الناس من بيوتهم وجاء بشذّاذ ومجرمين من ثمانين دولة وأكثر ليحتلوا القرى والبيوت ويقتلوا أهلها ويشرّدونهم».
أضاف: «نحن نقاتل في سورية دفاعاً عن الحضارة والناس وعن الوطن وعن الحرية بكلّ أشكالها، وإنّ الجيش السوري، والحزب السوري القومي الاجتماعي وسائر القوى الحليفة، قد شكلوا بقتالهم وبطولاتهم السدّ المنيع في وجه الإرهاب، وساندتنا دولٌ أخرى صديقة بكلّ صدق وإخلاص، ولولا ذلك السدّ لكان الإرهاب وصل إلى كسروان والمتن وبيروت والبقاع وكلّ لبنان، وأنتم تتذكرون كيف كانت الأوضاع في طرابلس وصيدا والبقاع وبعض المناطق قبل سنة من اليوم».
وأخيرا قدّم الأمين نادر التعازي بِاسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان والقيادة المركزية، وتوجه بالشكر إلى المطران بولس روحانا راعي أبرشية كسروان وإلى قوى الأمن الداخلي والجيش والأجهزة الساهرة على أمن البلد.
بعد ذلك، حملت ثلة من القوميين النعش ملفوفاً بعلم الزوبعة على الأكفّ، يتقدمه إكليل ورد بِاسم منفذية كسروان، وأدّى القوميون الاجتماعيون تحية الوداع للرفيق الراحل، قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مدافن العائلــة.
* * *
نبذة
يُذكر أنّ الرفيق فرنسيس رزق، من مواليد عشقوت ـ كسروان 1957،
انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1975، وتميّزت مسيرته الحزبية بالالتزام والثبات والمناقبية القومية الاجتماعية. واتّسمت شخصيته بالصلابة في مواجهة الضغوط التي مورست ضدّه من قِبل قوى طائفية انعزالية.
تعرّض للخطف مرات عدة على أيدي القوى الانعزالية، وجرى تعذبيه أثناء الخطف بصورة وحشية، إلا أنّ إرادته لم تلن وبقي صلباً وشامخاً… وفي تسعينيات القرن الماضي ونتيجة التحريض على الحزب والقوميين تعرّض لمحاولة قتل نجا منها بأعجوبة، إلا أنها تركت آثاراً سلبياً على صحته فظلّ يعاني منها حتى وفاته.
والرفيق المناضل فرنسيس رزق الذي آمن بقضية تساوي وجوده، نظم قبل وفاته وكالة بمنزله لصالح حزبه، الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يحفظ كرامة ونضاله أبنائه.