قبلان: قصة المداورة كذبة موصوفة في ظلّ نظام طائفي بامتياز
أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنه «لا يمكن القبول بوحشية سلطة، أو ظلم حاكم، أو استبداد طبقة سياسية أو مالية أو إعلامية تؤسس للفساد أو تساهم فيه، إذ ليس مع الحق والباطل من خيار آخر، وهو ما نعاني منه في هذا البلد الذي تم إنشاؤه على خريطة استعمارية، وبخلفية مصالح سياسية دولية وإقليمية، وعلى طريقة تبعية عمياء حوّلت هذا البلد من وطن لبنيه إلى وطن مبازرة، من خلال مجموعات سياسية وظفت لبنان مرة لصالح الانتداب، ومرة لصالح الأحلاف، ومرة للدبابة الإسرائيلية».
وحذّر من «لعبة الفوضى وأخذ البلد إلى حرب أهلية»، مؤكداً «أننا مع أي جهد يصب في مصلحة البلد، من أي جهة أتى، ولكن لن نقبل بحصان طروادة، سواء كان بلباس فرنسي أو بسواه، فعهد الوصايات قد ولّى إلى غير رجعة، وزمن العطايا المجانية قد انتهى، وقصة المداورة في ظل نظام طائفي بامتياز هي كذبة موصوفة، فإمّا أن تكون في كل المناصب والمواقع في إطار دولة مدنية، دولة مواطن، وإلاّ فمن له حصة فليأخذها، طالما بقي هذا النظام المهترئ قائماً، وإلاّ هلموا إلى تغييره».
وقال «البلد مأزوم، فحذار حذار اللعب بالنار، والمراهنات المدمرة. وعلى المعنيين أن يفهموا جيداً أن ما لم تستطع إسرائيل وأميركا ومن معهما من أخذه بالقوة، حتماً لن تتمكن أي قوة أن تأخذه بالسياسة، ولو بألف قناع وقناع من التخويف والتهويل بالجوع والدواء والدولار. فكل هذا يهون، ونحن مستعدون أن نتحمل مقابل لبنان المحصّن في وجه كل المشاريع والمؤامرات الصهيونية الأميركية، فهذا ليس مستحيلاً على كل من وطّن نفسه وهيأها للتضحية من أجل بلده وكرامته وعزة نفسه».
وأكد أن «من يطبّع مع تل أبيب سيدفع حتماً ثمن خيانته، والمستقبل سيكون فقط للقدس، فهذه المؤامرات أصبحت مكشوفة وساقطة أمام أقدام المقاومين الشرفاء من هذه الأمة، الذين ما زالوا على طريق الحق، مستمرين في المواجهة والتصدي للظلم والظالمين، مهما بلغ عتوهم وجبروتهم، وستبقى فلسطين قبلة هذه الأمة، رغم أنف الساكتين عن الحق».