} حنان سويد
وجدت في حجر الأونيكس ملاذاً للتعبير عن مشاعرها فطوّعته بأعمالها النحتية التي تزداد سنة بعد الأخرى من حيث الشكل والموضوع فغدا معرضها السنوي الذي تقيمه النحاتة أوديت ديب في بلدتها مرمريتا نافذة لاستقطاب الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي في حمص وريفها.
ديب التي حوّلها استشهاد ابنها قبل ستة أعوام إلى فنانة تشكيليّة حرصت على أن تقيم في كل عام معرضاً في عيد ميلاد ابنها تزداد محتوياته تسعة عشر عملاً إضافياً كل عام كرمز لسنوات عمر ابنها لدى استشهاده لتهديه نتاجها عربون وفاء ومحبة.
ديب وهي مديرة المركز الثقافي في مرمريتا تحدثت عن أن فقدها ولدها ولّد عندها مشاعر دفينة بعثرتها في الحجر فتحولت إلى وجوه وأشكال من الطبيعة تحاكي حزنها وقهرها على غياب فلذة كبدها.
وحول اختيارها النحت والحفر على الحجر أكدت أن الفنان لا يعيقه أي عمل. فالإرادة والشغف والتصميم دوافعه الرئيسة للخروج بإبداعه المتفرد.
مشاعر الأمومة عند ديب جعلتها تتجاوز محاولاتها الفنية الأولى في رسم وجه ابنها إلى الولوج في عالم النحت، فاستخدمت أنواعاً من الحجر قبل أن تستقر على حجر الأونيكس الذي وجدت فيه ضالتها الإبداعية وساعدها في تجاوز محنة الفراق.
أما رسالة ديب التي حصدت تكريماً في معرض المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق عام 2019 فتتلخص بأن الفن هو محاربة القبح بالجمال.