ترقب شرور داهمة في الربع الساعة الأخير…
} عمر عبد القادر غندور*
ليحذر العالم من تصرفات الرئيس الاميركي وخصوصاً خلال ما تبقى من ولايته قبل الاستحقاق الرئاسي في تشرين الثاني المقبل، وهو يعاني من حالة إحباط وغطرسة عنصرية وتخبّطٍ بعد فشله في إدارة أزمة كورونا وعلاقاته المتوترة مع العديد من دول العالم وفي أوروبا خاصة لا بل بدأ يفقد أعصابه واتزانه عندما كشف عن خطة لاغتيال الرئيس الأسد والتهديدات التي وجهها إلى إيران مدّعياً أنها كانت تخطط لاغتيال السفيرة الأميركية في جنوب أفريقيا انتقاماً لاغتيال اللواء قاسم سليماني، بالإضافة إلى سوْقه للدول الخليجية للتوقيع على معاهدات سلام مع دولة الاحتلال في فلسطين! وآخرها «مملكة» البحرين، ويقول قادتها إنّ التطبيع مع «إسرائيل» هدفه التنمية وليس الاضرار بالفلسطينيين!
وماذا كان يضير “مملكة” البحرين ان تعتني بالتنمية وتعمل لها من دون الحاجة الى التطبيع مع “إسرائيل”، وهل كان الفلسطينيون يمنعون البحرين عن انتهاج سبيل التنمية… مثل هذا الادّعاء السخيف هو استهزاء بالعقل، ومجرّد ادّعاء لا يبرّر طعن القضية الفلسطينية في الصميم!
وربما ستدرك “المشيخات” الخليجية بعد حين حجم الأخطار التي ستترتب على خيانة التطبيع، وحجم الأضرار التي ستهدّد استقرارها وخصوصاً في مياه الخليج التي كانت مسرح أمان وتجارة وتبادل، وخصوصاً عندما يتيح التطبيع لـ “إسرائيل” التواجد في مياه الخليج. وهل يظن “طباخو” التطبيع انّ حالة الانهزام العربي المريع والمهين والمذلّ الذي تعيشه الأمة وهي تتفرّج على حكام العرب الذين يتقاطرون لخطب ودّ الصهاينة وكأنهم يركضون في سباق الهجن، هو قدر محتوم لا انفراج له؟
والتطبيع الحاصل اليوم والذي جرى الاحتفال به في واشنطن بحضور ممثلي عشرات الدول في استعراض أممي لجدوى انتخابية أميركية كان ثمرة تعاون وثيق بين دولة الاحتلال وعدد من قادة العرب، ومنه الاعتراف بأنّ الإمارات أقامت علاقات على مختلف المستويات مع العدو الصهيوني منذ 26 عاماً واليوم تدعو إدارة ترامب قطر بلهجة الأمر للتطبيع مع “إسرائيل” والآتي أعظم.
مثل هذه الطفرة من “الإنجازات” بدءاً بنقل السفارة الأميركية الى القدس وضمّ الجولان السوري والاعتراف الأميركي بسيادة دولة الاحتلال على الجولان، لم تُهدّئ أعصاب الرئيس الأميركي ولم تُبعد عنه هواجس الهزيمة التي تنتظره في تشرين الثاني، وهو يراها أشدّ مرارة من الموت، ولذا بدأ يثير الشكوك حول الاقتراع بواسطة البريد تجنّباً لتداعيات كورونا، وهو يتهم من الآن السلطات الفيدرالية بالتلاعب والتزوير لصالح خصمه الديمقراطي جو بايدن، وقال إنه لن يسلم بنتيجة الانتخابات في حال تفوّق المرشح الديمقراطي.
وعلينا ان ننتظر المزيد من مثل هذه الشطحات الترامبية في الايام المقبلة وآخرها على المستوى اللبناني العقوبات المتلاحقة على شركات ورجال أعمال لبنانيين، وانقلابه على المبادرة الفرنسية وإطلاق النار عليها من طرف وزير الخارجية بومبيو وعرقلة الجهود الساعية الى لملمة الوضع اللبناني بأقلّ الخسائر.
ووقى الله لبنان شرور الأيام المقبلة.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي