الاتحاد الأوروبيّ: فرضُ واشنطن عقوبات دوليّة على إيران إجراء باطل..
غوتيريس يرفض الأخذ بالإجراءات الأميركيّة.. وطهران تتوعّد بالرّد الحاسم
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، أنه «لن يتخذ أي إجراءات في ما يتعلق بطلب الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات ضد طهران بسبب نقص الوضوح».
وقال غوتيريس في رسالة إلى مجلس الأمن، أمس «لن نتخذ أي إجراء بشأن ما طالبت به الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران بسبب النقص الواضح».
في الرسالة، أشار غوتيريس إلى أنه «على الرغم من الإخطار الذي قدمته الولايات المتحدة بشأن عدم امتثال إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة، فإن مجلس الأمن لم يتخذ أي إجراء، ولا أي من أعضائه أو رئيسه».
كما ذكر أن «رؤساء مجلس الأمن لشهري آب وأيلول أشاروا إلى أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم باتخاذ أي إجراء» في هذا الصدد.
فيما أكد الاتحاد الاوروبي أنه «ليس بإمكان واشنطن فرض عقوبات دولية على إيران»، مشيراً إلى أنه «يجب الحفاظ على الاتفاق النووي».
من جهتها، قالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إنه «قبل ثلاثين يوماً، سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تفعيل آلية (snapback) التي تسمح لأحد المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPoA) بالسعي إلى إعادة العقوبات المتعددة الأطراف التي تم رفعها ضد إيران، عام 2015 وفقاً للقرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
ومن خلال بيان صادر عن الدول الثلاث، «لاحظت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة («E3s») أن الولايات المتحدة الأميركية توقفت عن المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحابها من الاتفاقية في 8 أيار 2018».
ووفقاً للبيان ذاته، «فإن الإخطار الذي يُزعم أنه يستند إلى الفقرة 11 من قرار مجلس الأمن رقم 2231، والذي ورد من الولايات المتحدة وتم إرساله إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ليس له أي أثر قانوني».
وقالت الدول الثلاث في بيانها إنه «يترتب على ذلك أن أي قرار أو إجراء يتم اتخاذه على أساس هذا الإجراء أو نتائجه ليس له أي أثر قانوني».
ولفتت الدول إلى أن «الهدف يبقى الحفاظ على سلطة وسلامة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، مضيفةً أنه «لا تزال مجموعة الدول الـ3 ملتزمة بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي صادق على خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015».
وأشار البيان إلى أنه «لقد عملنا بلا كلل للحفاظ على الاتفاق النووي وما زلنا ملتزمين بمواصلة القيام بذلك».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، أن «العقوبات الأممية ضد إيران دخلت حيز التنفيذ مرة أخرى، على الرغم من رفض المنظمة لهذا الأمر»، مهدداً الدول التي لن تنفذ العقوبات بـ «عواقب».
ورداً على القرار الأميركي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، إن «رسالة طهران إلى واشنطن واضحة: عودوا إلى قرارات المجتمع الدولي».
وأضاف أن «الولايات المتحدة معزولة جداً في قراراتها الأخيرة. وهذا يعكس ضعفها»، معتبراً أن «أول ضحية لسياسات ترامب وشركائه الدوليين هي الولايات المتحدة نفسها».
وتعليقاً على العقوبات ضد طهران، قالت الخارجية الروسية إن «القرار 2231 حول إيران لا زال سارياً ومساعي الحفاظ على الاتفاق النووي متواصلة»، داعية «واشنطن إلى عدم التكلم باسم مجلس الأمن الدولي».
إلى ذلك، قالت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي في رسالة للمجلس المؤلف من 15 دولة عضواً، إن «أي قرار أو إجراء لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة سيكون بلا أي أثر قانوني».
كما وكان مجلس الأمن الدوليّ رفض في آب مشروع قرارٍ أميركي لتمديد حظرِ السلاح المفروضِ على إيران، وأخفقت الولايات المتحدة في محاولتها لتمرير مشروع القرار بعد اعتراض روسيا والصين وامتناع بريطانيا وفرنسا وألمانيا و8 أعضاءٍ آخرين عن التصويت.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أن «رسالة طهران إلى واشنطن واضحة»، وقال «عودوا إلى قرارات المجتمع الدولي»، وذلك رداً على إعلان الولايات المتحدة فرضها عقوبات الأمم المتحدة بشكلٍ أحادي على إيران.
وأضاف المتحدث الإيراني في بيان أن «زمن قطاع الطرق انتهى وردنا سيكون حاسماً».
وإذ أكد أن «الولايات المتحدة معزولة جداً في قراراتها الأخيرة وهذا يعكس ضعفها»، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن «أول ضحية لسياسات ترامب وشركائه الدوليين هي الولايات المتحدة نفسها».
من جهته، مندوب إيران لدى مجلس الأمن الدولي مجيد تخت روانتشي، قلل من تأثير الإجراء الأميركي لإعادة فرض العقوبات على بلاده خاصة أن المهلة التي حددتها واشنطن انتهت من دون أن يحدث شيء.
وفي رسالة وجهها روانتشي إلى الأمين الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أوضح أن هذا الإجراء غير قانوني ولا أساس له من الصحة، مؤكداً أن «الوهم والحلم الأميركيين لن يتحققا».
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال أمس السبت، إن «صمود الشعب الإيراني وتحمله الضغوط الأميركية، كان سبب هزيمة أميركا في مجلس الأمن»، مضيفاً أن «الترويكا الأوروبية لم تستطع التصدي للبلطجة الأميركية، وهذا يقلل من شأن أوروبا».
يشار إلى أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أعلنت رفضها استخدام الولايات المتحدة «آلية الزناد» ضد إيران، مطالبةً بالحفاظ على الاتفاق النووي.
وقالت الخارجية الألمانية، إن «مجموعة الـ3 لديها موقف موحّد وهو رفض (آلية الزناد) الأميركية والحفاظ على الاتفاق النووي لكن يجب على إيران أولاً أن تعود للالتزام بتعهداتها».
كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق، أن «واشنطن ستفعل آلية (سناباك) في مجلس الأمن الدولي الرامية إلى إعادة فرض كل العقوبات الأممية على طهران».
يشار إلى أن «سناباك» هي آلية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران طبقاً لقرار مجلس الأمن 2231 الذي صدر تأييداً للاتفاق النووي مع إيران عام 2015، في حين أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018.