دمشق تردّ على هولندا برفع دعوى ضدها في لاهاي: ارتضت لنفسها دور التابع وخدمة لأجندات أميركيّة
الطيران السوريّ يدكّ مواقع استراتيجيّة لـ»القاعدة» في إدلب.. والاحتلال الأميركيّ يسرق النفط ويرسل تعزيزات إلى قواته في شمال شرق سورية
وصفت دمشق إعلان هولندا نيتها تقديم دعوى ضد سورية في محكمة لاهاي بأنه «انتهاك فاضح لتعهداتها والتزاماتها كدولة المقرّ لهذه المنظمة الدولية ونظامها».
وقالت الخارجية السورية: «من جديد تصر الحكومة الهولندية، التي ارتضت لنفسها دور التابع الذليل للولايات المتحدة الأميركية، على استخدام محكمة العدل الدولية في لاهاي لخدمة أجندات سيدها الأميركي السياسية واستعمالها منصة للقفز فوق الأمم المتحدة والقانون الدولي».
ونقلت وكالة سانا عن مصدر رسمي في الخارجية السورية قوله إن «الحكومة الهولندية هي آخر من يحق لها الحديث عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين، بعد فضيحتها الكبرى أمام الرأي العام الهولندي ودافعي الضرائب من شعبها نتيجة قيامها بدعم وتمويل تنظيمات مسلحة في سورية تصنفها النيابة العامة الهولندية تنظيمات إرهابية».
وأضاف المصدر أن الحكومة السورية «تحتفظ لنفسها بحق الملاحقة القانونية لكل من تورط بدعم الإرهاب في سورية»، وحمّل من وصفها بـ»الدول الشريكة بسفك الدم السوري حكومات وأفراداً» المسؤولية الكاملة عن دماء المدنيين وتدمير المنشآت والبنية التحتية وسرقة ثروات الشعب السوري.
ميدانياً، شهدت أجواء محافظة إدلب، صباح الأحد، غارات مكثفة للطيران الحربي السوري على مقار ومواقع تابعة لمسلحي تنظيم «حراس الدين» المرتبط عقائدياً بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، وذلك في محاور عدة في محيط مدينة إدلب وريفها الشمالي.
وأكد مصدر ميداني أن الغارات الجوية استهدفت مقار تابعة لـ»حراس الدين»، وذلك بعد رصد طائرات الاستطلاع الروسية نشاطاً مكثفاً لمسلحي التنظيم داخل المقار، الأمر الذي استدعى تدخلاً سريعاً من قبل الطيران الحربي عبر 20 غارة جوية، استهدفت هذه المواقع.
وكشف المصدر، أن هذه الغارات أسفرت عن تدمير أكثر من 9 مقار وآليات عدة لمسلحي «حراس الدين»، بالإضافة إلى تدمير مستودع يحوي معدات لوجستية حاولت المجموعات المسلحة نقله من منطقة باتنتا شمال إدلب باتجاه الريف الجنوبي.
وتابع المصدر الميداني، أن الغارات الجوية طالت منطقة عرب سعيد غرب مدينة إدلب، والتي سلمتها مؤخراً «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» إلى تنظيم «حراس الدين»، حيث استهدفت الغارات اجتماعاً لمجموعة مسلحة مع أحد القياديين، ما أسفر عن قتلى ومصابين في صفوفهم.
وقام تنظيم «حراس الدين» نهاية عام 2018 بدمج مقاتلين من «أنصار التوحيد» في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمن للمنحدرين منهم من جنسيات خليجية وعربية وشمال أفريقية مناطق استيطان خاصة بهم، فيما تم دمج داعشيين آخرين من «أنصار التوحيد» ممن يتحدرون من آسيا الوسطى، على الجبهات التي يسيطر عليها «الحزب الإسلامي التركستاني» و»جماعة الألبان» في ريفي إدلب الجنوب الغربي واللاذقية الشمال الشرقي، المتاخمين للحدود التركية.
وفي سياق متصل، أكدت وكالة «سانا» السورية الرسمية بأن القوات الأميركية أخرجت من سورية قافلة مكونة من 30 صهريجاً محملاً بالنفط السوري باتجاه العراق عبر معبر الوليد.
ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية أن «قافلة مؤلفة من 30 صهريجاً وناقلة للاحتلال الأميركي محملة بالنفط المسروق من آبار النفط التي تحتلها في الجزيرة السورية غادرت مساء أمس إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي».
وتسيطرقوات الاحتلال الأميركية وميليشيا «قوات سورية الديمقراطية» المتحالفة معها على معظم حقول النفط في منطقة الجزيرة السورية في محافظتي الحسكة ودير الزور.
وتتهم السلطات السورية الولايات المتحدة بالعمل على «تهريب النفط السوري وبيعه في الخارج لتحرم منه السوريين في انتهاك فاضح للقانون الدولي».
وصادق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أواخر العام 2019 على خطة لسحب قوات بلاده المنتشرة سابقاً في سورية، إلا أنه قرر لاحقاً نتيجة ضغط من قبل أعضاء إدارته إبقاء نحو 1000 عسكري لضمان السيطرة الأميركية على حقول النفط التي تم الاستيلاء عليها شمال شرق البلاد.
أعلن الاحتلال الأميركي أنه قام بتعزيز انتشار قواته العسكرية في شمال شرق سورية.
وتأتي هذه الخطوة بعد التوتر بين القوات الأميركية والروسية في المنطقة.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» بيل أوربان إن القيادة «نشرت راداراً، وكثفت الطلعات الجوية للمقاتلات الأميركية فوق المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الأميركي، ونشرت عربات برادلي القتاليّة لتعزيز القوات في المنطقة التي يسيطر عليها مع حلفائه الكرد».
وأضاف أوربان أن هذه التعزيزات تهدف إلى «المساعدة في ضمان سلامة وأمن قوات التحالف»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصادم مع أي دولة أخرى في سورية، لكنها ستدافع عن قوات التحالف في حال تطلب الأمر ذلك».
وأفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته بأن العربات المدرعة التي تمّ ارسالها كتعزيزات لم يتجاوز عددها الست، يرافقها أقل من 100 جندي.
واعتبر المسؤول الأميركي أن هذه الخطوة «إشارة واضحة إلى روسيا للالتزام بالعمليات المشتركة لمنع مخاطر التصادم، وأيضاً لروسيا وأفرقاء آخرين لتجنب الاستفزازات غير الآمنة وغير المهنية في شمال شرق سورية».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بسحب مدرعات برادلي من سورية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك في إطار محاولته، أوائل عام 2019، سحب جميع قواته من هناك، قبل أن يعود ويوافق على ترك المئات من الجنود الأميركيين لحماية آبار النفط في سورية، وفق تعبيره.
وأصيب في 26 شهر آب/أغسطس سبعة جنود أميركيين بجروح في حادث تصادم مع عربات قتالية روسية.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على «تويتر» مدرعات ومروحيات روسية تحاول منع عربات أميركية من التقدم ومن ثم إجبارها على الخروج من المنطقة.