مبادرات الصين تحقّق نتائج ملموسة في دعم التعاون متعدّد الأطراف
من المقرّر أن تنطلق الاجتماعات السنوية رفيعة المستوى للأمم المتحدة احتفالاً بالذكرى الـ75 لتأسيسها، حيث سيجتمع رؤساء العالم افتراضياً للتعبير عن دعمهم للجهود الجماعيّة لمواجهة التحديات العالمية.
ومن المتوقع أن يؤكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجدداً على التزام الصين بدعم عمل الأمم المتحدة وتحسين نظام الحوكمة العالمي، ويوضح مفاهيم الصين بخصوص التنمية كما فعل قبل خمس سنوات، بهدف بناء مستقبل أفضل للمجتمع الدولي.
وقال بينغ في الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 إن «الصين ستواصل المشاركة في بناء السلام العالمي، والمساهمة في التنمية العالمية، ودعم النظام الدولي».
وفي السنوات الخمس الماضية، تم تنفيذ مجموعة من المبادرات والإجراءات الهامة التي أعلنها الزعيم الصيني دعماً لعمل المنظمة على أرض الواقع، مما أظهر تصميم الصين على تعزيز التعددية ودعمها.
وبعد انتشار فيروس كورونا الجديد في العالم، استجابت الصين بنشاط لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية العالمية ضد الوباء، من خلال التبرع المادي مرتين لمنظمة الصحة العالمية بإجمالي 50 مليون دولار أميركي، وتقديم مساعدات مادية لأكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، وتصدير إمدادات الوقاية من الوباء إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة.
وقال بينغ في وقت سابق من هذا الشهر، في اجتماع عقد في بكين لتكريم نماذج يحتذى بها في مكافحة الفيروس في البلاد إن «الصين ستواصل دعم منظمة الصحة العالمية في لعب دورها القيادي في المعركة العالمية ضد جائحة كوفيد-19».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن تقديره للمساعدات التي قدمتها الصين لمكافحة كوفيد-19 خلال اتصال هاتفي مع بينغ في آذار.
وقال إن «الأمم المتحدة تقدر تبادل الصين لخبراتها في مجال الوقاية والسيطرة على الوباء مع الدول النامية وكذا تقديمها مساعدات قيمة مثل الإمدادات الطبية واللقاحات والأدوية».
وفي مقابلة مع وكالة أنباء «شينخوا» يوم الجمعة، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن «الصين تعد إحدى ركائز التعددية».
وأوضح غوتيريس أن «الصين تلعب دوراً أكبر بشكل متزايد في الشؤون الإقليمية والعالمية»، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة والصين تتمتعان بمستوى عالٍ من التعاون»، ورحّب بـ»موقف الصين الشامل بشأن عدد كبير من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك من تغير المناخ إلى حفظ السلام والتنمية المستدامة».
ومنذ نشر بعثة حفظ السلام الصينية الـ18 في لبنان في أيار، قام الجنود الصينيّون بإزالة الألغام الأرضيّة من مساحة تزيد عن 10 آلاف متر مربع في المنطقة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة. وقد أشادت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ببعثة حفظ السلام الصينية كمساهم مهم في الدفاع عن السلام والاستقرار.
ومنذ قمة القادة بشأن عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام عام 2015، سجلت الصين أيضاً قوة احتياطية قوامها 8 آلاف جندي وفرقة شرطة دائمة قوامها 300 فرد في بعثات حفظ السلام الأممية، كما تعهد الرئيس الصيني.
وتمّ رفع ست من وحداتها الاحتياطية إلى المستوى الثالث في نظام جاهزية الأمم المتحدة لحفظ السلام. وبذلك، تمتلك الصين الآن قوة احتياطية هي الأكبر والأكثر تنوعاً بين وحدات جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
كما قدم صندوق الصين – الأمم المتحدة للسلام والتنمية 67.7 مليون دولار لأكثر من 80 مشروعاً لدعم جهود الأمم المتحدة في مجالات مثل حفظ السلام ومكافحة الإرهاب والطاقة والزراعة والبنية التحتية والصحة والتعليم.
وقال غوتيريس إن «تعاون الأمم المتحدة الوثيق مع الصين يمتد أيضاً إلى قضايا تشمل السلام والأمن في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط».
وأضاف أن «الأمم المتحدة دعمت وشهدت الإنجازات التنموية الصينية الهامة خلال هذه الفترة، وتلتزم بدفع تعزيز شراكتنا في جميع ركائز عمل المنظمة، ومن بينها التنمية والسلام والأمن وحقوق الإنسان».
وقال غوتيريس إنه «يثق بأن الصين ستواصل لعب دور هام في دعم الجهود التعددية لبناء مجتمعات أكثر عدالة وشمولاً، تكون أكثر مرونة في مواجهة التحديات العالمية غير المسبوقة».
ولتنفيذ مبادرات بينغ، ساعدت الصين منذ عام 2015 البلدان النامية الأخرى بـ180 مشروعاً للحد من الفقر، و118 مشروعاً تعاونياً زراعياً، و178 مشروع معونة من أجل التجارة، و103 مشاريع للحفاظ على البيئة وتغير المناخ، و134 مستشفى وعيادة، و123 معهداً تعليمياً وتدريبياً مهنياً.
وقدّم صندوق مساعدات التعاون فيما بين بلدان الجنوب الدعم لأكثر من 80 مشروعاً في أكثر من 30 دولة نامية، مما أدى إلى دفع عجلة التنمية المستدامة العالميّة.
كما قدّمت الصين مساهمة مهمة في تنمية المرأة في العالم.
ومن خلال تبرّعها بـ10 ملايين دولار لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعدّ الصين أكبر مساهم بين الدول النامية في كيان الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وقد أنجزت 133 مشروعاً صحياً للمرأة والطفل ودعت أكثر من 30 ألف امرأة من البلدان النامية الأخرى إلى المشاركة في برامج تدريبية في الصين.
وتقوم الصين أيضاً بدور نشط في الحوكمة البيئية العالمية.
وشقت تقنية جونتساو، التي تستخدم العشب لزراعة الفطر، طريقها إلى أكثر من 100 دولة، بدءاً من لاوس إلى جمهورية أفريقيا الوسطى. كما تمت مشاركة التقنيات والخبرات الصينية في تخضير الصحراء مع دول في أفريقيا وآسيا الوسطى.
وقال إنغر أندرسن، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الصين «حققت نجاحاً هائلاً في إظهار الريادة المناخية في السنوات الأخيرة» من خلال استثمارات كبيرة في الطاقة والتقنيات النظيفة، والتنقل الكهربائي، واستعادة الأراضي على نطاق واسع.
وقال أندرسن «نحن بحاجة إلى تعددية قوية» لتشكيل استجابة فعالة للمشاكل البيئية المشتركة للبشرية جمعاء. و»يسعدني أن أرى الصين تقوم بدور نشط في تعزيز هذا النهج».