«ثنائية حلم؛ ورق ولون»… تقديم الأفضل من قلب الحرب
رباب الأحمد لـ«البناء»: الحبّ والفنّ يجتمعان في الإبداع رغم قبح الظروف
} لورا محمود
لم تمنعهم الحرب التي كانت تحيط بهم من كل الاتجاهات من ممارسة ما يحبّون من فن وموسيقى وغناء لذا عملوا على زرع الأمل والحبّ في كلّ مكان. الحرب مارقة وما يبقى هو إرادة الحياة فيهم؛ فهم مدركون أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، لذا ورغم كل الصعوبات استمدّوا عزيمتهم من بعضهم وأصرّوا على سرقة لحظات الفرح البخيل في مكان كان يعجّ بالموت وقذائف الرعب فزرعوا الامل وعزموا العمل معاً في مكان كان فسحة لإخراج افضل ما لديهم وهو مركز الفنون والخطّ والرسم والموسيقى في منطقة مخيم الوافدين في دمشق يبدعون فيه ويعبّرون أن ما يجول في القلب من شجون. قدموا حفلات موسيقيّة عديدة بأماكن مختلفة بمشاركة طلاب المركز واليوم يُقام معرض ثنائي لفنانتين تشكيليتين تعملان كمدرسات في مركز الفنون هما الفنانة التشكيلية سوسن المصطفى وفاطمة السودي وذلك في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.
«البناء» التقت مع مديرة المركز الثقافي العربي رباب الأحمد التي تحدثت قائلة: مخيم الوافدين هو واحد من المناطق الكثيرة في سورية التي عاشت تحت رعب القذائف بشكل دائم لكونه محاطاً بمناطق كان يتمركز فيها المسلحون خاصة الغوطة الشرقية لكن ابناء هذه المنطقة رغم كل ذلك استطاعوا ان يحولوا المعاناة الى أمل واستبدلوها بثقافة الحب والفنّ والجمال، وهو أقوى من أي قباحة وهذا كلّه تجسّد بمركز للفنون والخط والرسم والموسيقى، وعندما تعرّفت إلى أحد أساتذة المركز عرض علي أن يقيموا هنا في المركز العربي حفلاً موسيقياً وقد رحّبت على الفور عسى أن يكون هذا الحفل انطلاقة مباركة لهم وقد فوجئت بمجموعة من الأطفال واليافعين المهذبين والموهوبين جداً، لكن ليس لديهم أي إمكانيات مادية متكافلين بالمحبة وبانتمائهم لبعضهم فهم يعزفون على أغلب الآلات الموسيقيّة الشرقية ويبدعون أجمل الألحان وقد أقاموا هنا في المركز حفلات عديدة موسيقية وغنائية وأصبح المركز هو الحاضن الأساسي لهم، وأقيم معرض لمدرستين يدرسون في مركز الفنون في مخيم الوافدين وهنّ سوسن مصطفى التي تقدّم لوحات تستخدم فيها لف الورق وفاطمة السودي التي تشارك بلوحات بورتريه وقد شاركت في السابق بمعرض جماعي أقيم هنا في المركز وطوّرت أدواتها بشكل كبير وأتمنى للفنانتين التوفيق والنجاح.
كما كان لـ»البناء» لقاءٌ مع الفنانة سوسن مصطفى التي قالت: لدينا في المركز أقسام عدة من خط وموسيقى وعزف والفرقة الموسيقية تكون موجودة دائماً في أي فعالية ونحن ندعم بعضنا البعض دائماً.
وعن لوحاتها عبرت المصطفى عن حبها لفن الورقيات فهو فن جديد صحيح، وهو صعب، لكن استطعت أن أقدّم لوحات عدة بالورق وان أصنع لوحات عدة خلال سنة تقريباً وهذه انطلاقتي الأولى من المركز الثقافي العربي، وشاركت بـ25 لوحة مختلفة الأحجام كبيرة وصغيرة.
أما عن عنوان المعرض فقالت: أردنا ان يكون العنوان «ثنائية حلم _ ورق ولون»، لأننا أنا والفنانة فاطمة السودي اجتزنا ظروفاً صعبة جداً ورغم ذلك استطعنا ان نحقق حلمنا معاً.
بدورها فاطمة السودي تحدثت لـ»البناء» عن مشاركتها بمعارض عديدة هنا في دمشق وفي بيروت فقد شاركت بمهرجان حرف ولون وهذه مشاركتها الرابعة في المركزالثقافي العربي.
وأضافت السودي: اخترت وجوهاً أنثوية في لوحاتي لأنها تعبّر عن حالات اجتماعية مختلفة واستخدمت الالوان الزيتية وقدمت أكثر من 16 لوحة والمركز الثقافي قدّم لنا كل الدعم اللازم واستقبلنا بكل محبة سواء كفنانين أو كفرقة موسيقية، لأننا فريق متكامل من الفنانين كل باختصاصه.
أما عن المعاناة التي عاشوها في المخيم فقالت: كنا نعمل بظروف صعبة جداً وامكانيات بسيطة ورغم القذائف التي كانت تسقط على المخيم، كنا نذهب للمركز لنتعلم قدر المستطاع وكنا مصرّين على الاستمرار.