أخيرة
إنه الزمن الرديء
} يكتبها الياس عشّي
تجتاحني، أحياناً، رغبة في أن أنسى حتى الحروف الأبجدية، فأقيم، بيني وبين الكتاب، سوراً عالياً، وأخبّئ الأوراق والأقلام في مكان لا أصل إليه، وأفرغ ذاكرتي ممّا آمنت به، وممّن آمنت بهم، ومن كلّ المبادئ العظيمة التي من أجلها عشتُ حتى اليوم، وما زلت أعيش؛ والتي بسببها أردّد، كما سقراط، «ما زلت واثقاً من جهلي».
إنه الشعور بالقرف… والإحباط… والتراجع …
إنه الزمن السيّئ والرديء والمنافق …
إنه العالم العربي الذي يضغط عليك، ويحاصرك، ويفقأ عينيك، ويجلدك، ويدجّنك، ويكذب عليك… وفي نهاية الشهر يدفع لك راتباً، ويقرأ عليك واجباتك، ويسمعك عظة عن حقوق الإنسان، ثَمّ يرمي بك قطعةً من اللحم المهترئ على أحد مقاعد الدولة.