منحوتات التشكيلية نغم منصور… من التجريب والبثّ إلى التنفيذ الحيّ
} حنان سويد
اتجهت إلى نحت مجسّمات ونقوش أثرية استوحتها من حضارات أجدادنا معيدة بصورة معاصرة ما تركوه من رسوم بديعة ودقيقة والتي سمحت للفنانة التشكيلية الشابة نغم منصور أن تحقق حضوراً في عالم التشكيل خلال فترة زمنية قصيرة.
وعن تجربتها في مجال النحت أوضحت أنها اتجهت لهذا الفنّ لكونه يحاكي الواقع ويجسّده وساعدها على ذلك تشجيع الأهل والأصدقاء عقب معرضين أقامتهما في حمص.
منصور التي شاركت في معرض في مهرجان مسار بأكثر من 500 عمل فني لها ولطلابها لحرف يدوية متنوّعة ولوحات بالفحم والسيراميك والخزف وصناعة الورد والرسم على الزجاج والحفر على الخشب تابعت دراستها في مركز الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة اختصاص نحت وغرافيك لتقيم معرضها الفردي الأول بمنحوتات عن آثار مملكة قطنا الأثرية في قريتها المشرفة.
وتعتمد منصور التي تحرص على التجريب والبحث الدائم بأعمالها على مادة الصلصال وعن سبب اختيارها لها تقول: هذه المادة من الطبيعة وتربطنا بتراب الوطن الذي هو أغلى ما نملك، ولكني استخدمت أيضاً مواد الجبصين والبوليستر والفيبر والسيليكون والزجاج والخشب والكولاج والتوالف البيئية والقماش والمخمل والخرز والسيراميك والصوف.
أما في أعمال الرسم فتستخدم جميع الألوان المائية والإكريليك والباستيل والزيتي وأقلام الفحم ودرجات أقلام الرصاص وحبر الجوز والرسم على أوراق الكانسون والكانفاس بأحجام مختلفة.
وعن الموضوعات التي تختارها في أعمالها أوضحت منصور أن تدريسها لمادة التربية الفنية في معاهد ومدارس حمص ساهم بصقل أفكارها وتطويرها باتجاهات عدة تقاطعت عند الإنسان بأساليب متنوّعة تعبيرية وكلاسيكية ووجدانية وتاريخية وأثرية.
وحول شغفها بنقش المنحوتات الأثرية والرسوم الجدارية تقول إن الفكرة نبعت من عشقي لتراب الوطن الذي جبل بدماء شهدائنا، فكان الصلصال ملهمي الأول بنحت الآثار والرسوم الجدارية الأثرية وساعدني التشجيع الذي حصدته من جهات مختلفة في حمص على المتابعة.
وحول ميلها للاهتمام بإبداعات الأطفال واستهدافها لهذه الفئة العمرية أوضحت أن رغبتها بأن تكون معلمة حقيقية مخلصة لمهنتها دفعها إلى تغيير نظرة الطلاب لمادة التربية الفنية لتصبح فسحة للراحة النفسية والإبداع والابتكار وإيقاظ المواهب وتشجيعها وتنمية الوعي والتذوق الجمالي للفن وترك آثار وانطباعات إيجابية مستقبلاً.
وعن حضور المرأة في أعمالها ذكرت أن الأنثى في الوسط الفني ملهمة الإبداع الأول، حيث جسّدتها في كثير من أعمالها ومنها لوحة زيتية من الأساطير عنوانها «كيوبيد الغرام وزوجته بسايكي» كما جسّدتها بالآثار في أكثر من عمل نحتي عن المرأة وعن دورها في الحضارات.
يذكر أن نغم منصور من مواليد حمص كرّمتها جهات دولية عدة ولا سيما عن مشاركتها بمعرض «ريشتي محبة وسلام بين الشعوب» ولقيامها بنحت آثار مملكة قطنا، كما اشتركت في أعمال نحت ومهرجانات في عدد من البلدان العربية والأجنبية.