شرق الفرات وطبول الحرب بتوقيت دمشق
} د. حسن مرهج
في خضمّ التطورات المستجدة في شمال شرق سورية، لجهة حالة التجاذب بين موسكو وواشنطن، فضلاً عن التحديات المتزايدة والتي يبدو أنّ روسيا بصدد تبديدها، فقد وردتنا معلومات من مصادر مطلعة، تؤكد بأنّ دمشق وموسكو تنتظران التوقيت المناسب، لإطلاق عملية عسكرية واسعة في شرق الفرات.
المعلومات أكدت بأنّ الجيش السوري بصدد وضع اللمسات النهائية للخطة العسكرية، وإشراف مستشارين روس وإيرانيين، فالجيش السوري سيكون هو القوة الضاربة تجاه الاحتلالين الأميركي والتركي، والمجموعات الإرهابية المرتبطة بهما.
ذات المصادر أكدت بأنّ روسيا قد أدخلت في الآونة الأخيرة، العديد من الأسلحة المتطوّرة والاستراتيجية، بغية حسم سريع ومؤكد لصالح دمشق، فضلاً عن الغطاء الجوي الذي يؤمّنه سلاح الطيران في الجيش السوري، وبدعم مباشر وقوي من الطيران الحربي الروسي.
من الأسلحة المتطورة التي استقدمتها روسيا وبحسب المعلومات، راجمات الصواريخ مضادة للدروع، هذه الراجمات قادرة على إطلاق 20 قذيفة من ٦ فوهات راجمة، وكلّ قذيفة وزنها 20 كلغ، تنشطر شطرين، وقادرة على الإصابة الدقيقة بنسبة عالية جداً، ومدعومة بوحدة توحيد النيران المرافقة لها مع طائرات مسيّرة تقودها إلى الهدف ومداها 100 كلم، وهو مدى غير مسبوق يفوق ثلاثة أضعاف مدى صواريخ الراجمات الأميركية والإسرائيلية.
إضافة إلى ذلك، فقد أكدت المعلومات أنّ منظومة «هيرمس» موجودة فقط لدى قوات الجيش الروسي، وسيتمّ إخراجها لتُشارك في المعارك المقبلة التي سيفتتحها الجيش السوري في أيّ جبهة جديدة، وعليه فإنّ هذه الخطوة الروسية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، بأنّ روسيا وكذا سورية، جادون في تحرير شرق الفرات وإدلب، خاصة أنّ التجاوزات التركية والأميركية وما بينهما من إرهاب و»قسد»، سيكون له منعكسات على المنجزات السورية والروسية في عموم الجغرافية السورية، كما أنّ هناك جزئية غاية في الأهمية، تتمثل بأنّ السوريين قد ضاقوا ذرعاً بأوضاعهم الاقتصادية جراء الإرهاب التركي والأميركي في شمال شرق سورية، ويشكّلون عامل ضغط على الدولة السورية وحلفاءها، بغية إنهاء ملف إدلب وشرق الفرات، وعودة الخزان الزراعي الاستراتيجي إلى الدولة السورية، ليتمّ بموجب ذلك، تحسين الأوضاع الاقتصادية وعودة الأوضاع إلى نصابها الصحيح.
في العموم، يبقى القرار بيد دمشق، هذا أولاً، فهي تدرك أولويات العمل العسكري، وربطه بالتطورات الإستراتيجية إقليمياً ودولياً، وبالتالي فإنّ دمشق وبمساعدة حلفائها يدرسون كافة السيناريوات، فضلاً عن أهداف استراتيجية بعيدة المدى، تتعلق بالتخبّط الأميركي وقرب الانتخابات الأميركية، يضاف الى ذلك، بأنّ تحرير شرق الفرات وإدلب، وبأيّ أثمان سيكون ضرورة سورية، لكسر الحصار الأميركي في كلّ المستويات.
الآتي من الأيام سيكون مفصلياً…
ترقبوا…