أميركا تمنح العراق إعفاءً جديداً لاستيراد الغاز الإيرانيّ
الحشد الشعبيّ «يتبرأ» من استهداف المصالح الأجنبيّة وملتزم بأوامر القائد العام، ويُعفي قياديين في الهيئة من منصبيهما
منحت أميركا إعفاء جديداً للعراق، مدته 60 يوماً، من العقوبات المفروضة على إيران في مجال الطاقة، مما سيتيح لبغداد الاستمرار في استيراد الغاز والكهرباء من الجمهورية الإسلامية.
ويستورد العراق من إيران، ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء، وذلك بسبب بنيته التحتية المتقادمة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي طاقي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.
وبدأت أميركا منح الإعفاءات للعراق منذ فرض العقوبات على إيران نهاية عام 2018، ريثما يعثر على مورّدين آخرين.
ومنحت واشنطن العراق تمديداً لمدة أربعة أشهر في مايو/أيار، كبادرة حسن نية تجاه مصطفى الكاظمي الذي شكل لتوه حكومة، بحسب ما نقلته «أ إف بي».
وسعت حكومة الكاظمي إلى تسريع صفقات شراء الغاز الأميركي، ووقع الكاظمي في رحلته إلى واشنطن في أغسطس/آب، اتفاقيات مع العديد من الشركات الأميركية لتطوير الطاقة في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك «شيفرون» و»بيكر هيوز» و»إكسون» و»جنرال إلكتريك».
ويعتمد العراق، وهو ثاني أكبر منتج في أوبك، على صادرات الخام لتمويل أكثر من 90 في المئة من ميزانيته الحكومية، لكن انهيار الأسعار هذا العام قوض بشكل خطير الموقف المالي للحكومة.
في وقت سابق، قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنة، إن قطاع الكهرباء في العراق ينشط بإمدادات الغاز الإيراني، المجدي اقتصادياً للعراق.
على صعيد آخر، اعلنت هيئة الحشد الشعبي، أمس، انها ملتزمة بأوامر القائد العام وغير معنية بأية صراعات سياسية، فيما اشار الى انه غير مسؤول عن جهات تستخدم ااسمه للقيام بنشاط عسكري غير قانوني.
وقالت الهيئة في بيان، «منذ اللحظة الأولى التي أسس بها حشدكم الوفي وبمباركة من المرجعية الأبوية لسماحة السيد علي السيستاني دام ظله وهو يذود بعزم لا يلين ودماء أجريناها رخيصة قرباناً لتراب هذا الوطن الطاهر لم نبتغ عرضاً ولا مناصب سوى رضا الله وطرد الظلام والظلاميين من أرض النور والأنبياء».
وأضاف ان «الحشد الشعبي حظي لدى جميع أبناء شعبنا على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم باحترام وتبجيل للتضحيات التي قدمها وما زال يقدمها في طريق العز والجهاد»، مشيراً الى «اننا كما أكدنا سابقاً ان الحشد قوة عسكرية عراقية رسمية ملتزمة بكافة الأوامر التي تصدر عن القائد العام للقوات المسلحة وتمارس عملها وفق السياقات والقوانين التي تسري على المؤسسات الأمنية العراقية كافة».
وأكد أنه «ليس معنياً بأي صراعات سياسية أو أحداث داخلية تجري في البلد، كما أنه ليس مسؤولاً عن جهات تستخدم اسمه لأغراض التشويه والتسقيط والقيام بعمليات مشبوهة ونشاط عسكري غير قانوني يستهدف مصالح أجنبية أو مدنية وطنية لا تنسجم مع ثوابت الدولة وقد أعلن مراراً وعبر مواقف رسمية براءته الكاملة منها».
وتابع ان «محاولات أطراف داخلية وخارجية زجّه بذلك هي محاولات لخلط الاوراق وتضليل الرأي العام عن دوره المشرف والتاريخي في حفظ الأرض والعرض».
وكان رجل الدين، مقتدى الصدر، طالب الأربعاء، فصائل الحشد الشعبي بوقف القصف والاغتيالات.
ونشر مقتدى الصدر تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي في «تويتر»، طالب من خلالها بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية من جميع الأطراف.
وقال الصدر في تغريدته: «اعلموا أيها الأخوة المجاهدون في الحشد الشعبي أن ما تقوم به بعض الفصائل المنتمية لهذا العنوان الكبير فيه إضعاف للعراق وشعبه ودولته، وإضعافهم يعني تقوية القوى الخارجية وعلى رأسها كبيرة الشر أميركا».
موجّهاً رسالته إلى الحشد الشعبي العراقي. وتابع الصدر: «حاولوا التصرف بالحكمة والحنكة حباً بالعراق وشعبه، فأنتم مسؤولون أمام الله وأمام الشعب».
ونادى زعيم التيار الصدري بالحكمة والتروي، وعدم جعل بلاده ساحة لصراع الآخرين، منادياً بالسعي المشترك لاستقلال العراق، مناشداً المجاهدين النأي بالنفس عن السياسة المبتذلة حفظاً لسمعتهم وتاريخهم.
وفي سياق متصل، قرر رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض، إعفاء حامد الجزائري من مهام آمر اللواء الـ18، ووعد القدو من مهام آمر اللواء الـ30 في الحشد.
وكلف الفياض زين العابدين جميل خضر بدلاً من القدو، وأحمد محسن مهدي الياسري بدلاً من الجزائري.
والجزائري هو نائب قائد «سرايا الخرساني»، وآمر اللواء 18 في الحشد الشعبي، والقدو مؤسس اللواء 30 في الحشد المعروف باسم «لواء الشبك».