موت لاعب كرة قدم…
كأن موتنا لحظة عابرة في مسار رصاصة طائشة على مفرق طريق، كأن الموت صدفة قتل وصدفة أجرام وواقع مأساوي لا مفرّ منه.
هكذا هوى لاعب رياضيّ شاب، عرفته الناس يلاحق كرة ويقفز من اجل هدف في مرمى، يهاجم ويدافع بروحه وبأخلاقه من دون سلاح، يرفع الكرة، يتلقفها على صدره ان هوت من الأعلى، يلاعبها، يرقص معها قبل أن يركلها بعطف وبقوة نحو المرمى.
لاعب رياضي لا يتعاطى الامور الشائكة ولا تهويه خلافات السياسة ولا تعني له المناكفات شيئاً.
احترف الملاعب ليصبح كابتن فريق الانصار، ليحمل على ضهره الرقم 10، امنية الرياضيين الكبار.
رصاصة طائشة من سلاح شرير يحمله احمق وضعت حداً لحياة ومزقت أحلاماً ودفنت تحت التراب مستقبلاً لشاب أحب الحياة.
لبنان الرياضي متألم وبيروت الرياضة حزينة وبلدته حاروف سيّجها السواد والحداد.
هكذا يموت خيرة شبابنا في بلادنا من دون حساب فهل سيلقى القبض على المجرم وهل ستكون خاتمة المآسي وأحزان موت الصدفة؟
سؤال ما بعده سؤال، ونحن ندري ان لا جواب يقنعنا وان حياتنا مسألة ساعات تتجدد.
اليوم مات اللاعب محمد عطوي والليلة غرق مركبٌ بمن فيه من أهل الشمال في البحر في طريقهم نحو الهجرة.
ميساء الحافظ