صباحات
} 24-9
صباحكم قدسيّ وأهل الصباح القدسي يستشعرون النشاط مبكراً وتضخّ الحيوية والتفاؤل في شرايينهم ثقة ويقيناً لا مثيل لهما ويحملون أثقالاً ومسؤوليات على اكتافهم بكونهم أصحاب قضية. فالوقت عندهم له قيمة والتفاصيل لها قيمة والكلمة الطيبة لها قيمة، ولأن القضية بحجم القدس فهم لا يستفزون أحداً ولا يصدرون أحكاماً متسرّعة على احد ويجادلون بالتي هي أحسن ويتعمّقون في كل مستجدّ ويقرأون في كل كتاب وهاجسهم بحث عن حقيقة لا يأوّلونها لهواهم لأنهم واثقون بأن طريق الحق والحقيقة واحد – فهم الأصدق والأجرأ والأكثر تواضعاً وتفانياً – لذلك يتخذون أصدقاء ناصحين وأخوة لا يبيعون ولا يشترون – صباح مقدسيّ مشرق هو صباحكم.
} 23-9
صباح القدس التي لا تنطفئ شمسها وقد أضاء نورَها زيتٌ مقدسٌ من دماء الشهداء – ومقاومة تثبت أن الصمود والثبات فلسفة الحق وأن الصبر وصفة للنصر – يتراجعون وتتقدم المقاومة تلك سنة الصراع – تنقسم ساحاتهم وتتوحّد الساحات المواجهة – يعيشون مأزق الخيارات والهوامش الضيقة وتتسع الخيارات والهوامش أمام محور المقاومة – يعدّون الأيام ومدى الزمن مفتوح أمام المقاومين فبين مَن استحقاقاته انتخابات ومن كان استحقاقه نصر محتوم فرق كبير – هكذا في سورية وفي لبنان وفي فلسطين والعراق واليمن – وكما في الجغرافيا في التاريخ – ستتغيّر لغة الكثيرين منهم ويتعقلون بقوة الضعف والمصلحة ويذهب الأشد ضعفاً واستلحاقاً الى الخيارات الذليلة لأن الاضعف يدفع فواتير الهزائم في فريقه – في جماعة الحرب على المقاومة تسابق الأقوياء على مَن يخرج سالماً والخسارة محتمة وفي محور المقاومة تسابق على التضحية وترصيد للأرباح نحو فلسطين.
} 22-9
صباحكم مقدسيّ تشرق شمسه من التفاؤل والأمل بأن عزائم البشر وأرواحهم هي التي تقاتل وأن الأسلحة والأموال والأجساد هي خزائن الإرادات والارواح ورهائنها في آن واحد – هكذا انتصرت المقاومة في 2006 في لبنان – وهكذا صمدت غزة – وهذا هو المغزى الرئيسي لصمود سورية ونصرها – ولذلك لن تنجح كل مشاريع الغرب مهما صالوا وجالوا على جراحاتنا، ولكننا نحن كمقاومة وشعوب لسنا بلا عيوب ونقاط ضعف – ولهذا يحكمنا توازن قاتل – غرب يشيخ ولا يرحل ووطنية صاعدة لا تُنجز نصرها الكامل – طائفية مريضة وفساد شائع لا يرتحلان ومدنية المواطنة لا تتفوّق – لأننا مسكونون في اللاوعي بثقافة التسوية والانتظار ورهائن لثقافة الطائفية والسلطة – ينهزم مشروع ولا يسقط وينتصر شعب لا يزال بلا مشروع – الشعوب تصنع مشروعها في مسار حروبها وليس بوصفة مسبقة غبّ الطلب – هذا هو الأمل – تكفي نظرة الى الوراء القريب والبعيد لنعرف أين كنا وأين نحن اليوم ونقول إن الغد حكماً سيكون أفضل لان لا مستقبل لا تحسم وجهته وصورته فلسطين وساعتها قادمة.
} 21-9
صباحكم سيبقى مقدسياً مشرقياً ما دامت البوصلة التي تصنع الأحداث وجهتها فلسطين وما دامت محاولات التزوير سريعة السقوط – الاصطفافات تعود الى الأصل مهما تكثفت محاولات التمويه – حلف ملتزم بفلسطين مقابل حلف يحمي كيان الاحتلال – ودول المصالح تبحث عن دورها هنا وهناك في ظل توازن الرعب القائم وتراجع قدرة واشنطن على ضبط صفوف حلفائها التقليديين فيتصارعون لحجز مقاعد في المشهد القادم. وهي تلجأ لتعويض الخسائر عبر دفع عملائها الصغار نحو الأدوار القذرة – ليس التطبيع إلا نسخة من هذا المسار – وليس التنافس التركي الفرنسي الا نسخة موازية منه – وفي قلب حلف فلسطين كانت ولا تزال سورية، فمنها وإليها يتجهون ويبدلون ثوب الحرب بمساعٍ ملتبسة للتقرب والتموضع والبحث عن المصالح – ولن تقوم الصلاة قبل أن ينطلق الآذان من انتفاضة فلسطين القادمة وتنتظم من حوله الصفوف – والصبح قريب… يرونه بعيداً ونراه قريباً.
} 20-9
صباح القدس للمقاومين الثابتين بأقدام لا تتزحزح عند خطوط حمراء رسمتها دماء الشهداء بوصلتها الى القدس ترنو – وحدهم يعرفون المناورة والمؤامرة وسر المداورة وأوصاف المغامرة كما يعرفون باطن كفهم ولا يهابون ملاقاة حتفهم – طريقهم واضح ومسارهم مرسوم لا تنقصهم نصائح ولا يحتاجون الى مرسوم – الحرب سجال وميدان تفوقهم هو القتال – لكنهم ليسوا أغبياء ولا بسطاء عندما تدور دوائر السياسة ولو تمسكنوا، فاحذروهم متى تمكنوا، فقد قرأوا التاريخ جيداً وتعلموا الدروس الفاصلة – يعرفون قوانين الصراع وفنون وعلوم التفاوض ومراقبة التراكض وادارة التعارض لكنهم يعلمون أن أميركا تحتضر – وان كيان الاحتلال مستمر بقوة الطفو على السطح في معادلة ارخميدس، وملح الطفو عربي من مياه الخليج، ويدركون ان التطبيع الى زوال سريع، وأن فلسطين صاحبة الكلمة الحاسمة وأيام الانتفاضة والمقاومة لا محال قادمة – الى موعد في النزال الجديد حيث لا يفل الحديد الا الحديد، بلا اوهام ولا تعداد ارقام.
} 19-9
صباح القدس لكم والاختبارات تذهب الى اقصى مداها – فالتطبيع الذي سيوسّع أرض الصراع بدلاً من اكذوبة إخراجه لمن لم يكونوا جزءاً منه، سيجعل بتداعياته من ارضهم جزءاً عضوياً من هذا الصراع بعد زمن الخروج الطويل – والمبادرة الفرنسية ستكشف مع اختبار التمسك بشروط الشراكة ما اذا كانت فخاً لمزيد من التصعيد أم باباً لتسوية الضرورة – وتبقى العين على فلسطين والكلمة الفصل لفلسطين حيث الصراع الأصلي وحيث الانتفاضة والمقاومة ستسدلان الستار على القنابل الدخانية لصالح معادلة الدم والسيف في زمن انتصار الدم على السيف.