الحرس الثوريّ يصادر 23 سفينة أجنبيّة في مياه الخليج والبحريّة الإيرانيّة تراقب تحرّكات الأسطول الأميركيّ بدقة
أعلن الحرس الثوري الإيراني عن احتجازه عدداً من السفن الأجنبية في مياه الخليج، في إطار مكافحة تهريب الوقود.
وقال علي رضا تنكسيري، قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، في برنامج حواري خاص مع التلفزيون الإيراني، إن «23 سفينة أجنبية محتجزة لدينا»، ووصف سبب احتجاز هذه السفن الأجنبية بـ«التهريب»، من دون تقديم المزيد من التفاصيل حول ملكية السفن وحمولتها، مكتفياً بالقول إن «مصادرة السفن كانت لمكافحة التهريب».
وأضاف أن «الحرس الثوري رصد قبل 5 أيام حاملة الطائرات (يو إس إس نيمتز) الأميركية والمجموعة القتالية التابعة لها قبل دخولها إلى مضيق هرمز والمياه الخليجية».
وتابع أن «الحرس الثوري قادر على رصد كل التحركات البحرية في مضيق هرمز والمياه الخليجية وبحر عمان عبر طائراته المسيّرة».
على صعيد متصل، أعلن الحرس الثوري الإيراني «انضمام 188 طائرة مسيّرة ومروحية محلية الصنع إلى أسطول القوات البحرية التابعة للحرس».
وقالت قيادة القوات البحرية في الحرس الثوري إن «هذه الطائرات ستوفر إمكانية رصد التحركات البحرية في منطقة وجود قوات الحرس واستخدامها في العمليات التي تنفذها بحريّة الحرس الثوري».
وأضافت أنه «تمت إزاحة الستار عن 3 طائرات مسيرة قادرة على الإقلاع والهبوط عمودياً، وطائرة مسيرة أخرى تسمّى (مهاجر) وهي قادرة على قطع مسافة تتخطى 200 كيلومتر وتنفيذ مهام في ظروف جوية صعبة».
من جهة أخرى، أعلن قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني الادميرال حسين خانزادي، عن «مراقبة الأسطول الأميركي منذ بداية تحركه من قواعده البحرية».
وقال الادميرال خانزادي في برنامج متلفز: «نراقب أسطول البحرية الأميركية الإرهابي منذ البداية، ومنذ اللحظة التي يفصلون فيها حبالهم عن الرصيف، تتم مراقبتهم على طول الطريق، حيث تقوم بحرية جيش الجمهورية الإسلامية الايرانية اليوم بالوسائل التي جهّزت بها للاستمرار بعمليات الرصد والمراقبة من نقطة الى أخرى حتى دخول منطقة المحيط الهندي».
وأضاف: «في هذه المنطقة، تجري عمليات الرصد بمزيد من التركيز والاهتمام، ولم تدخل أيّة وحدة أميركية إلى منطقة الخليج منذ الأشهر العشرة الماضية، لأنهم كانوا قلقين للغاية بشأن الاقتراب من المنطقة، وكانوا قلقين من أن يواجه سلوكهم برد حاسم من قبل القوات المسلحة الإيرانية».
ومضى خانزادي إلى القول: إن «الأميركيين يتواجدون عند نقطة ثابتة على بعد 600-700 كيلومتر تقريباً من الحدود البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويتخيلون أنهم بعيدون عن متناول أيدينا، غير مدركين أنهم تحت رصدنا لحظة؛ بلحظة».
وأوضح قائد بحرية الجيش الإيراني أن «الوجود الأميركي في المنطقة هو لطمأنة الدول العميلة»، مضيفاً: «المياه الخاضعة للسيادة الإيرانية آمنة للغاية، ويتم استقبال كل إشارة من أيّ سفينة، حتى اسم قائد السفينة والفترة التي مرّت بها وما هي خصائصها موجودة في قواعد بياناتنا وتتم مشاهدتها».
وبشأن المناورات المشتركة للبحرية الإيرانية مع دول أخرى، قال خانزادي: «تجري حالیاً مناورات القوقاز 2020، والتي تشارك فيها عدد من دول العالم، بما في ذلك إيران حيث توجد اثنتان من بوارجنا في بحر قزوين، وحتى نهاية العام الإيراني الحالي (ينتهي في 20 آذار 2021)، نخطط لإجراء مناورات بحرية مشتركة مع دول أخرى».
وبشأن إطلاق صواريخ من غواصة غدير، أوضح خانزادي أن «الصاروخ الذي أطلق من غواصة غدير يبلغ مداه حالياً ضعف مداه السابق»، وقال: قمنا يوم الأربعاء بتفقد تصنيع صاروخَي فاتح 2 و3، حیث تجري حالياً عملية صنع الهياكل، كما أنّ صاروخ فاتح 4 يستخدم نوعاً خاصاً من محركات الدفع يعمل بشكل مستقل عن الهواء (AIP) ويبقى تحت الماء لفترة أطول».
وحول إدخال معدّات جديدة إلى سلاح البحرية للجيش الإيراني، قال الاميرال خانزادي: «شهر كانون الاول المقبل سيكون شهراً مثمراً، حيث ستتم إزاحة الستار عن المدمرة (دنا)، وكاسحة الألغام (صبا)، وراجمة صواريخ مدرعة، كما ستتم إزاحة الستار عن أكبر بارجة حربية إيرانية وهي أطول من البارجة خارك بـ 24 متراً، وقادرة على حمل 7 مروحيات وتتميّز بقدرات كبيرة مثل قدرات الحرب الألكترونية ومزودة بصواريخ ومسيرات والقيام بعمليات خاصة».
وتزايد التوتر بين واشنطن وطهران منذ قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 بالانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق المبرم بين الدول الخمس الكبرى وألمانيا مع إيران بشأن البرنامج النووي للأخيرة.
وأعادت واشنطن حينها فرض عقوبات على طهران التي تراجعت بعد نحو عام من ذلك عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق الذي وقع في فيينا عام 2015.
وارتفعت حدّة التوتر بشكل كبير بعد اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي في كانون الثاني الماضي.
وردّت طهران على هذه العملية باستهداف صاروخي لقاعدة عين الأسد غربي العراق، التي يوجد فيها جنود أميركيون.