قصة الشهيد حسن طهراني مقدّم مؤسس المنظومة الصاروخيّة الإيرانيّة في «الشمس منتصف الليل» للمنتج والمخرج شهريار بحراني
نجاة حجازي
في حديث خاص لجريدة «البناء» مع المخرج شهريار بحراني يقول: فيلم «الشمس منتصف الليل» يحكي قصة الشهيد حسن طهراني مقدم، مؤسس المنظومة الصاورخية الإيرانية، هو فرد من افراد الحرس الثوري، انتقل من قيادة القوات المدفعية إلى قيادة القوة الصاروخية، بين عامي 1984 و1986، لم تكن ايران تملك الصواريخ، واستطاعت بالالتفاف على الحظر أن تشتري عدداً من الصواريخ من ليبيا. إطلاق الصواريخ كان بالوقت المناسب انذاك، بمساعدة المتخصصين الليبيين، لأنه حينها كان صدام قد بدأ باستهداف المناطق السكنيّة والمستشفيات والمدارس في المدن الإيرانيّة من دون رحمة، وكان يريد أن تتوقف إيران عن الحرب، كنا بحاجة حينها الى ردع صدام عن هذا الأمر وإخافته، وأن يعود إلى جبهات القتال، بعد أن مني بهزائم وانسحب من جبهات القتال. حسن طهران مقدم يتسلم قيادة القوة الصاروخية، ويقوم بجمع مجموعة من الشباب ويذهبون الى سورية في زمن الرئيس حافظ الأسد، استقبلهم وقام بتقديم التدريبات اللازمة لهم، ضمن دورة مكثفة لمدة قصيرة، ثم يعودون الى إيران ويبدؤوا باطلاق الصواريخ بالتعاون مع المتخصصين الليبيين، الأمر الذي دفع صدام الى التراجع عن استهداف المدن الإيرانية وطلب الهدنة بعد استهداف قصره ببغداد، تهدأ الأوضاع لبرهة من الزمن، وترفع الضغوط. أميركا وصدام فهما أن الصواريخ جاءت من ليبيا، يضغطون على ليبيا، وبدورها تضغط على متخصصيها المتواجدين في إيران للقيام بتعطيل عمل الصواريخ والعزوف عن عملهم. بعدها وصلت الرسالة الى صدام بأن إيران لم تعد تملك صواريخ، فيقوم بهجمات جديدة متتالية ووحشية على المدن الإيرانية، الشهيد طهراني مقدم ورفاقه كانت لديهم فرصة قليلة من الزمن كي يعيدوا تصليح الصواريخ، 25 قطعة حساسة جداً في الصواريخ تم تخريبها او أخذها، وخلال 17 يوماً من العمل المتواصل الصعب تمت إعادة تصنيع هذه القطع وإصلاحها، وتجهيز المنصة ورفع الصاروخ للاطلاق، وتنتهي القصة مع اطلاق الصاروخ، ويظهر في النهاية أن الشهيد طهراني مقدم استطاع وضع إيران على طريق إنتاج الصواريخ بشكل مستقل.
وتابع: هو الفيلم الأول من نوعه عن القدرات الصاروخية الايرانية وعن الشهيد طهراني مقدم ورفاقه. الموضوع بالنسبة إلينا كان حساساً للغاية، لأننا كنا نريد أن ننقل الصورة كما كانت في السابق بكل الأحاسيس والمشاعر، وإظهار الجهود التي بذلها هؤلاء الاشخاص، والعون الإلهي حيث مد الله يده اليهم. أعتقد ان قصة الفيلم تقول لنا إن الانسان عندما يدخل جبهات القتال ويتوكل على الله، فإن الله يمد يده اليه وينصره، بكل الأحوال طريق الله مليء بالسعادة والمشقة والصعوبات والعقبات، والمهم أن لا يستسلم الانسان ويستمر في طريقه إلى أن يصل المدد الإلهي.
إيران اليوم تنتج حوالي 400 نوع من الصواريخ، وهذا يعتبر رقماً قياسياً، حيث إن أي دولة في العالم لا تملك هذا القدر من الإنجازات في القدرات الدفاعية لها، نحن نستخدم هذه الصواريخ لردع الأعداء حتى لا يتجرأ أحد منهم على الاعتداء علينا، وقائد الثورة أكد أننا لم ولن نستخدم هذه القدرات باتجاه المدنيين.
وأضاف: أصل وأساس الرسالة التي يحملها الفيلم هي أن البشر قادرون على القيام بأعمال عظيمة ويمكنهم مقاومة الأعداء. أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى المشاهدين في الخارج وهي الرسالة الإنسانية الى كل المسلمين ودول العالم.
يذكر انه كان قد جرى عرض لكوادر الفيلم الاسبوع الماضي وبانتظار الظروف المناسبة لتحديد وقت العرض، لكن المؤكد بأن الفيلم سيشارك في مهرجان فجر السينمائي الدولي المقبل وهو أهمّ مهرجان سينمائي في إيران ويعقد سنوياً في العاصمة الإيرانية طهران متزامناً مع الذكری السنوية لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، حيث يحتفل فيه بالذكرى السنوية للثورة الإيرانية. وتعرّض فيه أفلام مستقلة من جميع أنحاء العالم.