المعلّم: مصممون على إنهاء الاحتلالين التركيّ والأميركيّ لأراضينا.. و«قانون قيصر» يهدف لخنق شعبنا السوريّ
العشائر تطرد مسلّحي «قسد» من بلدات وقرى في ريف الرقة.. وتظاهرات في الشدادي ضد الاحتلال الأميركيّ
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن استمرار وجود القوات الأميركية والتركية غير الشرعي على الأراضي السورية هو «احتلال»، مشيراً إلى أن دمشق لن تدخر جهداً لإنهاء هذا الاحتلال بالوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
وقال المعلم في كلمته للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ75: «إن استمرار وجود القوات الأميركية والتركية غير الشرعي على الأراضي السورية هو احتلال بكل ما يتضمنه ذلك من أبعاد قانونية وإن سورية لن تدخر جهداً لإنهاء هذا الاحتلال بالوسائل التي يكفلها القانون الدولي».
ورأى بأن الإجراءات التي تقوم بها هذه القوات سواء بشكل مباشر أو عبر أدواتها من الإرهابيين أو الميليشيات الانفصالية أو عبر أي كيانات مصطنعة غير شرعية جميعها باطلة ولاغية وليس لها أي أثر قانوني وتشكل انتهاكاً سافراً لسيادة واستقلال سورية وسلامة أراضيها.
كما اتهم وزير الخارجية «النظام التركي بفرض نفسه بقوة كأحد رعاة الإرهاب الأساسيين في سورية»، وأنه يستخدم العقاب الجماعي ضد المدنيين وهذه جريمة حرب.
اتهم المعلم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمحاولة خنق السوريين بالعقوبات. وأشار المعلم إلى فلويد الأميركي ذي الجذور الأفريقيّة الذي توفي في مايو/ أيار بعد أن جثا رجل شرطة أبيض بركبته على عنقه، قائلاً: «مشهد غير إنساني يذكرنا بالوحشية ذاتها التي خنق بها جورج فلويد وآخرون في الولايات المتحدة».
وقال المعلم «الهدف من هذا القانون (قانون قيصر) هو في جوهره الضغط على الشعب السوري في لقمة عيشه وحياته اليوميّة ومحاولة خنقه في مشهد غير إنسانيّ يذكرنا بالوحشية ذاتها التي خنق بها جورج فلويد وآخرون في الولايات المتحدة».
يُشار إلى أن مجلس الشيوخ الأميركيّ أقر في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2019، قانوناً يقضي بفرض عقوبات اقتصاديّة خانقة على الحكومة السوريّة، وملاحقة الأفراد والمجموعات والدول التي تتعامل معها، يحمل اسم «قانون قيصر».
ودخل قانون قيصر حيز التنفيذ اعتباراً من يوم 17 يونيو/ حزيران الماضي، بعد انتهاء المهلة التي أعطاها الكونغرس للرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي تقدر بنحو 6 أشهر قبل تطبيقه.
على صعيد المواجهة بين شعبنا السوري والمحتل الاميركي وأدواته المحلية، طرد أبناء العشائر السورية بريف محافظة الحسكة، عناصر تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي من البدلة وقرى عدّة في ريف محافظة الرقة وسيطروا على جميع مقارهم ونقاطهم، وذلك إثر اشتباكات مسلحة معهم.
وأفاد مصدر أهلي في محافظة الحسكة بأن «بلدة «التروازية» والقرى المحيطة فيها بريف محافظة الرقة السورية، تشهد حالة من الغليان ضد مسلحي تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي، أثر مقتل شابين من أبناء القرية برصاص مباشر أطلقه عليهم مسلحو التنظيم أمس».
وتابعت المصادر بأن «التنظيم استقدم تعزيزات كبيرة إلى بلدة «الكنطري» القريبة من «التروازية» بعد قيام الأهالي بطرد مسلحيه منها».
وتقع بلدة «التروازية» عند الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي الحسكة والرقة شمال شرق سورية، وتضم سوقاً شعبياً كبيراً يسمى «البازار»، حيث يجتمع فيها السكان البدو الرحل من طرف وسكان القرى والبلدات من جهة أخرى ليتبادلوا البيع والشراء، وهي متاخمة للطريق الدولي (الحسكة – الرقة – حلب – اللاذقية) المعروف باسم (M4).
وبينت المصادر أن «شجاراً جرى بين أحد أبناء القرية وبين مسلح في دورية تابعة لتنظيم «قسد»، ما استدعى تدخل الأهالي لمنع الدورية من اختطافه، ليقوم مسلحو الدورية باستلال أسلحتهم الرشاشة وإطلاق الرصاص الحي على أهل القرية الغاضبين، ما أسفر عن استشهاد مدنيين وإصابة آخرين بجروح.
وأضافت المصادر أن سكان بلدة «التروازية» ومعهم الباعة المشترون المتواجدون في سوقها، اعتقلوا عدداً من مسلحي «قسد»، بعد مهاجمة السكان لمواقع التنظيم، ليقوم الأخير بسحب حواجزه ومقاره من البدلة والقرى المحيطة.
وفي سياق متصل، تظاهر المئات من أبناء العشائر منذ صباح أول أمس، في مدينة الشدادي جنوب محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة الجيش الأميركي، ضد ممارسات عناصر «قوات سورية الديموقراطية».
وأفادت وكالات، بخروج تظاهرات عشائرية ضخمة في الشدادي السبت ضد ممارسات مسلحي «قسد»، وتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في سجون قوات سوريا الديموقراطية والجيش الأميركي خصوصاً النساء.
وقطع المتظاهرون الطريق العام وسط المدينة بإطارات السيارات المشتعلة، ومنعوا حركة سير السيارات خصوصاً العسكرية التابعة لـ»قسد»، كما أغلقوا المحال التجارية.
وتعدّ مدينة الشدادي جنوب الحسكة، من المدن ذات الكثافة السكانية العالية وهي تضم أهم حقول وآبار النفط والغاز في سورية، كما فيها أكبر قاعدة للجيش الأميركي في سورية.
ومنذ ما يقارب الشهرين، تسود مناطق سيطرة الجيش الأميركي ومسلحي تنظيم «قسد» الخاضع له في ريفي دير الزور والحسكة، تظاهرات شعبية وعمليات واشتباكات مسلحة مطالبة بطرد «جيش الاحتلال الأميركي» والمسلحين الموالين له، بعدما أمعنوا تنكيلاً بالأهالي وحصاراً لعدد من القرى والبلدات واختطاف عشرات الشبان واستهداف وجهاء وشيوخ العشائر، وسرقة مقدرات وثروات منطقة الجزيرة من نفط وغاز وقمح.