..وموسكو وطهران والناتو يدعون إلى وقف إطلاق النار فوراً وأردوغان يستثمر في الأزمة!
دعت موسكو إلى وقف فوري لإطلاق النار في «قره باخ»، وأكد الكرملين أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، على خلفية تجدد الأعمال القتالية في منطقة قره باغ».
كما بحث وزير الخارجية سيرغي لافروف التصعيد الخطير في قره باغ في مكالمتين منفصلتين مع نظيريه الأرمني والتركي، حسبما جاء في بيان للخارجية الروسية.
وأشار البيان إلى أن «لافروف أعرب خلال الاتصال، عن قلق موسكو العميق إزاء عمليات القصف المتواصلة بطول خطوط التماس، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا، بما في ذلك في صفوف المدنيين».
وذكر البيان أن «الجانب الروسي شدّد على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أن «روسيا ستواصل، مع سائر الرؤساء المشتركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (المعنية بحل النزاع في قره باغ)، بذل جهود الوساطة الهادفة إلى إعادة الوضع إلى طبيعته».
كما أعلنت الخارجية الروسية، أمس، أن وزير الخارجية الروسي ونظيره التركي، تبادلا عبر الهاتف، وجهات النظر حول الوضع في ناغورنو– قرة باغ، وشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت واستقرار الوضع على خط التماس.
وجاء في بيان الخارجية الروسية: أن «الوزيرين شددا خلال المحادثة على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت واستقرار الوضع على خط التماس».
كما أعرب لافروف وتشاويش أغلو عن تعازيهما لعائلات وأقارب القتلى الذين سقطوا نتيجة للأعمال القتالية.
من جهتها، دعت الخارجية الإيرانية أمس، أذربيجان وأرمينيا لـ«ضبط النفس والوقف الفوري للاشتباكات الجارية حول إقليم قره باغ».
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتابع عن كثب وبقلق الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، وتدعو الطرفين إلى التحلي بضبط النفس والوقف الفوري للقتال وبدء الحوار بين البلدين».
كما أكد المتحدث «استعداد ايران لتوظيف جميع إمكانياتها لوقف إطلاق النار وبدء المحادثات بين الجانبين».
كذلك، دعا حلف شمال الأطلسي «الناتو» أذربيجان وأرمينيا إلى «وقف إطلاق النار فوراً في قره باغ، والانخراط في مفاوضات للتوصل إلى حل سلمي».
وقال الممثل الخاص للأمين العام للناتو لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى جيمس أباثوراي، في بيان أمس: «يعرب الناتو عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن تجدد الأعمال العدائية العسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس بمنطقة قره باغ».
وأضاف أباثوراي، «يتعين على الجانبين (أذربيجان وأرمينيا) وقف الأعمال العدائية على الفور والتي تسببت بالفعل بسقوط ضحايا من المدنيين»، مؤكداً أنه «لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع».
وتابع قائلاً: «يجب على الأطراف استئناف المفاوضات من أجل حل سلمي، كما يدعم الناتو جهود مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
من جانبه، قال المتحدث باسم منظمة معاهدة الأمن الجماعي فلاديمير زينيتدينوف، إن «أرمينيا لم تقدم طلباً إلى المنظمة بخصوص تفاقم الوضع في قره باغ»، مضيفاً أن «المنظمة تدعو من جانبها إلى تسوية سلمية للنزاع».
وتابع زينيتدينوف: «حتى هذا الوقت، لم تتلق أمانة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أي مناشدات من أرمينيا. نحن ندعو دائماً إلى تسوية سلمية للنزاع في قره باغ. مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، هي الآلية المعترف بها دولياً لحل النزاع في قره باغ».
فيما قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، إنه «يجب على كافة الأطراف في قره باغ، أن توقف الأعمال العدائية على وجه السرعة، وأن تعود إلى المفاوضات».
وأضاف ميشيل، في تغريدة أمس، على صفحته في «تويتر»: «يجب وقف كل الأعمال العسكرية بشكل عاجل، لمنع المزيد من التصعيد. وتجب العودة الفورية للمفاوضات، من دون شروط مسبقة، لأنها السبيل الوحيد للمضي قدماً».
من جهته، زعم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن «أرمينيا أظهرت من جديد أنها تمثل أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة»، معلناً أنه أكد، خلال اتصال، دعمه لنظيره الأذربيجاني، إلهام علييف.
وأشار أردوغان إلى أن «المجتمع الدولي، الذي فشل من جديد في الردّ بدرجة ضرورية وكافية على الاستفزاز من قبل أرمينيا، يبدي من جديد معاييره المزدوجة».
ودعا الرئيس التركي الشعب الأرمني إلى «انتزاع تقرير مصيره من أيد قيادته» التي اعتبر أنها «تجرّه إلى كارثة وتستخدمه كدمى»، مضيفاً: «كما نحثّ العالم برمّته على تأييد أذربيجان في كفاحها ضد الاحتلال والظلم».
وشدّد على أنه أكد لعلييف في اتصال هاتفي أجري بينهما أمس، أن تركيا ستواصل تعزيز تضامنها مع «الإخوة الأذربيجانيّين» في إطار مفهوم «شعب واحد في دولتين».
يذكر أنه وفي شهر تموز، قال المتحدّث باسم الأمم المتّحدة إن «الأمين العام أنطونيو غوتيريس، دعا إلى وقف كامل وفوري للتصعيد بين آذربيجان وأرمينيا والعودة إلى طاولة المفاوضات»، وذلك في اتصالين منفصلين مع الرئيس الآذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.