جنوب القوقاز على شفا حرب.. وتصعيد للأزمة بين أرمينيا وأذربيجان
شهد إقليم قره باغ صباح أمس، تصعيداً عسكرياً جديداً، حيث اتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشنيان أذربيجان بشن هجوم على قره باغ، بينما قالت باكو إن أراضيها على خط التماس في المنطقة تعرّضت لقصف أرمنيّ.
وأعلنت الحكومة الأرمينية أمس، عن «استدعاء عسكريي الاحتياط، في إطار الأحكام العرفية المفروضة مع تفاقم النزاع المسلح في إقليم قره باغ».
وجاء في نص القرار الحكومي أن «جمهورية أرمينيا تعلن التعبئة العامة وتطلق خطة استخدام القوات المسلحة وتستدعي الضباط والعرفاء والأفراد من قوات الاحتياط الذين تقل أعمارهم عن 55 سنة».
في هذا الصّدد، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، «نحن على شفا حرب واسعة النطاق في جنوب القوقاز»، معتبراً أن «النظام السلطوي في أذربيجان أعلن الحرب على الشعب الأرميني والتي ستكون لها تداعيات لا يمكن توقعها».
كما شدد رئيس الوزراء الأرمني، على «ضرورة منع تدخل تركيا في النزاع».
وحذّر باشينيان، في كلمة مسجلة ألقاها أمس، من أن «التصعيد في قره باغ قد يخرج عن حدود المنطقة ويهدد الأمن الدولي»، داعياً مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمجتمع الدولي على وجه العموم إلى «التركيز على خطورة الوضع».
وقال: «أصبحنا على وشك حرب واسعة النطاق في جنوب القوقاز، ما يهدّد بعواقب غير قابلة للتنبؤ. قد تخرج الحرب عن حدود المنطقة وتمتد إلى نظام أوسع. أدعو المجتمع الدولي إلى استخدام جميع آليات الضغط ومنع أي تدخل تركي في النزاع».
وحمّل رئيس الوزراء الأرمني أذربيجان المسؤولية عن التصعيد الجديد في قره باغ، مشدداً على أن الهجوم الأذري سيتلقّى «رداً مناسباً».
وذكر باشينيان أن «القوات الأذرية تتكبد خسائر خلال علمياتها الهجومية في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «بإمكان يريفان إجبار باكو على وقف القتال وإحلال السلام».
وحذّر من أن «أذربيجان قد تواصل هجومها إلى عمق الأراضي الأرمنية»، مؤكداً أن «حكومة يريفان قررت في هذا السياق فرض الحكم العرفي وإعلان التعبئة العامة».
وقالت وزارة الدفاع الأرمنية أمس، إن قواتها أسقطت مروحيتين أذربيجانيتين وثلاث طائرات مسيرة، ووزارة الدفاع الأذربيجانية أفادت بأن جيشها يتخذ «إجراءات جوابية» وأن الوضع العملياتي تحت السيطرة.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية، أرتسرون أوفانيسيان، في موجز صحافي إن «الجيش الأذربيجاني قصف مناطق حدودية في أرمينيا، بما فيها مدينة فاردينيس».
كما أعلن السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، أن «أرتساخ (قره باغ) تتعرض لهجمات جوية وصاروخية… والجانب الأرميني يسقط طائرتي هليكوبتر معاديتين وثلاث طائرات بدون طيار. والقتال مستمر».
وفي السياق نفسه، أعلنت «قره باخ»، «الأحكام العرفية والتعبئة العامة في مواجهة أذربيجان».
بدوره، صادق برلمان أذربيجان أمس، على «فرض الأحكام العرفية»، في عدد من مدن ومناطق البلاد على خلفية تجدّد الأعمال القتالية مع أرمينيا في منطقة قره باغ المتنازع عليها بين الطرفين.
وتبنّت الجمعية الوطنية (البرلمان) في أذربيجان هذا القرار خلال جلسة طارئة عقدتها أمس، لبحث التصعيد عند خط التماس في قره باغ.
كما أعلنت النيابة العامة في أذربيجان عن «إصابة 14 مدنياً على الأقل جراء القصف المدفعي من قبل أرمينيا في منطقة قره باغ المتنازع عليها بين الطرفين».
وذكرت النيابة الأذرية في بيان أصدرته أمس، أن «هؤلاء المدنيين من سكان عدة بلدات وقرى واقعة قرب خط التماس في قره باغ تعرّضوا لإصابات متفاوتة الخطورة ونقلوا إلى المستشفى».
وأكدت النيابة أيضاً «سقوط عدد لم يحدد من القتلى جراء القصف الأرمني المكثف، بالإضافة إلى أضرار مادية لحقت بمنازل ومرافق عامة ووسائل للنقل العام، فضلاً عن تعطيل محطة كهربائية».
من جانبها، أعلنت قوات جمهورية قره باغ (غير المعترف بها) عن «مقتل 16 من عناصرها، أمس، جراء الاشتباكات المسلحة مع الجانب الأذربيجاني. وحملت الحكومة الأرمنية أذربيجان «المسؤولية عن شن هجمات صاروخية وجوية على أراض خاضعة لسيطرتها».