شهيدان للجيش إثر إفشال هجوم إرهابي على معسكر عرمان وقوى الأمن تقضي على مجموعة داعشية في وادي خالد
فيما قضت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في وادي خالد العكارية، على مجموعة من تنظيم «داعش» الإرهابي على صلة بجريمة بلدة كفتون– الكورة، أفشل الجيش اللبناني أمس هجوماً إرهابياً استهدف أحد مراكزه في منطقة عرمان الشمالية، وتمكّن من قتل أحد الإرهابيين من المجموعة المهاجمة، فيما لاذ البقية بالفرار، وأدى الاعتداء إلى إستشهاد العريف محمد خالد النشار والمجند أحمد خالد صقر وهما من حرس المركز.
وأوضحت قيادة الجيش– مديرية التوجيه، في بيان أنه «بتاريخه حوالى الساعة 1.00، أقدم إرهابيون يستقلون سيارة على إطلاق النار بإتجاه عناصر الحرس في أحد مراكز الجيش في محلة عرمان– المنية وقد ردّ العناصر على مصدر النيران بالمثل. نتج عن ذلك استشهاد عسكريين إثنين بالإضافة إلى مقتل أحد الإرهابيين، وقد فرّ الإرهابيون الآخرون إلى جهة مجهولة. تجري متابعة الموضوع لتوقيف الإرهابيين الفارّين وكشف ملابسات الاعتداء».
وصباح أمس، سُمع دوي انفجار في منطقة المنية ناتج عن تفجير الجيش للحزام الناسف الذي كان بحوزة الإرهابي الذي قُتل عند مدخل ثكنة عرمان العسكرية، حيث كان يحاول الاعتداء والوصول إلى داخل قيادة الكتيبة في منطقة دير عمار مع مجموعة إرهابية فجراً.
وذكرت قيادة الجيش في بيان آخر، أنه «إلحاقاً ببيانها السابق المتعلق بإقدام عناصر إرهابية على إطلاق النار في إتجاه أحد مراكز الجيش في محلة عرمان– المنية، والذي أدى إلى استشهاد عسكريين إثنين، تبين أن الإرهابي القتيل عمر بريص كان يستقل دراجة نارية ويحاول الدخول إلى مركز الجيش، حيث تصدى له عناصر الحرس ما أدى إلى مقتله على الفور. وبعد الكشف على جثته، تم العثور على رمانات يدوية وحزام ناسف كان ينوي تفجيره داخل المركز. وعمل الخبير العسكري على تفكيك الحزام الناسف وتفجيره».
اشتباكات وادي خالد
وسبق هذا الاعتداء، اشتباكات بين القوى الأمنية ومجموعة إرهابية من جهة ثانية، في منطقة وادي خالد الشمالية أسفرت عن القضاء على المجموعة.
وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي– شعبة العلاقات العامة، بلاغاً أوضحت فيه أنه بتاريخ 21/8/2020 وعلى إثر حصول جريمة كفتون ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين من أبناء البلدة، باشرت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها لكشف ملابسات ودوافع الجريمة. بنتيجة المتابعة الفورية الميدانية والاستعلامية، تمكنت الشعبة من تحديد هوية منفذي الجريمة وهم السوريان (م. ح) و(ي. خ) واللبنانيان (ا. ش) و (ع. ب)، حيث تبين أن المذكورين يشكلون جزءاً من خلية كبيرة تعمل لصالح تنظيم داعش في لبنان.
بنتيحة عمليات الرصد والمتابعة وبناء على إشارة القضاء المختص، حدّدت الشعبة هوية أفراد المجموعة وعددهم /18/ شخصاً من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، ويوجد بحق /13/ منهم أسبقيات بجرائم انتماء إلى تنظيمات إرهابية وقد سبق أن أوقفوا بهذه التهمة.
باشرت شعبة المعلومات إجراءاتها الفورية بغية توقيف أعضاء الخلية، فتمكنت من توقيف /3/ من أعضائها وهم:
– الفلسطيني (ا. ش) أوقف في مخيم البداوي بتاريخ 23/8/2020.
– اللبناني (ا. ا) أوقف في منطقة حلبا بتاريخ 26/8/2020.
– اللبناني (ع. ب) أوقف في البقاع بتاريخ 27/8/2020.
بالتحقيق مع المذكورين اعترفوا بأنهم ينتمون إلى خلية تابعة لتنظيم داعش في لبنان وقاموا بمبايعة التنظيم بناء على طلب من أميرهم (م. ح)، و قاموا بتحضير عبوات وأحزمة ناسفة إضافة إلى شراء أسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر وقنابل يدوية بهدف التحضير لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف بعض المناطق اللبنانية، إضافة إلى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية، والمخبرين العاملين لصالحهم. كما اعترف الموقوف (ا. ش) بأن أميرهم قام بتنفيذ عمليات سلب لتغطية مصاريف الخلية وبأنه عَلِمَ أن توجههم إلى كفتون كان لهذه الغاية، علماً أنه ساعدهم في حينه في إزالة لوحات السيارة قبل التوجه إلى البلدة المذكورة ( تم التثبت من اقواله ) .
تبين أن الموقوف (أ. أ) وهو طبيب، قام بنقل أعضاء المجموعة إلى منطقة وادي خالد بعد جريمة كفتون بناء لطلب من أميره (م. ح). اعترف الموقوف (ع. ب) وهو مهندس ميكانيك بأنه بايع تنظيم داعش وساعد في عملية تصنيع الأحزمة الناسفة».
وأشارت المديرية إلى أن الشعبة توصلت إلى تحديد موقع الشقة التي كانت المجموعة تتخذها كمكان آمن لها في بلدة البيرة– عكار حيث تمت مداهمتها بتاريخ 24/8/2020 وعثر بداخلها على مواد وصواعق تستعمل في تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة.
بتاريخ 28/8/2020، قامت شعبة المعلومات بتنفيذ مداهمات في محلة حنيدر– وادي خالد، شملت ثلاثة منازل ومنشرة عائدة لأربعة من أعضاء الخلية من دون العثور عليهم في حين تمت مصادرة كمية من الأسلحة الحربية والذخائر وألغام أرضية ومواد تستعمل في صناعة المتفجرات. بوشر بإجراء التحريات المكثفة من النواحي الاستعلامية والميدانية، وتبين بنتيجتها أن القسم الأكبر من أعضاء المجموعة ومن بينهم أربعة من محلة وادي خالد تتواجد برفقة أميرها في أمكنة مجهولة في المحلة المذكورة في حين أن قسماً منها يتواجد في أمكنة سرية تقع في المناطق التي يقيمون فيها.
ولفتت المديرية إلى أنه بنتيجة المتابعة وصباح أول من أمس، جرى توقيف شخصين من منطقة وادي خالد كانا تحت المراقبة لوجود معلومات بأنهما يقومان بتأمين الدعم اللوجستي لأعضاء المجموعة في المنزل الذي يتحصنون بداخله. بالتحقيق معهما تم التأكد من وجود أسلحة خفيفة ومتوسطة بحوزة أفراد المجموعة إضافة إلى كمية كبيرة من القنابل اليدوية وصواريخ لاو وأحزمة وعبوات ناسفة.
وتابعت «الساعة 16,30 من تاريخ 26/9/2020 ، نفذت القوة الضاربة في شعبة المعلومات عملية نوعية أدت إلى تطويق المنزل من جميع جهاته، ولدى إنذار مَن بداخل المنزل بالاستسلام بادروا إلى اطلاق النار والقذائف والقنابل بغزارة شديدة، فردت عليهم القوة الضاربة بالصورة المناسبة، فحصل اشتباك مسلح استمر لغاية الساعة الواحدة فجراً تقريباً(أمس)، تم بنتيجته التمكن من تصفية أفراد المجموعة كافة المتواجدة في المنزل وعددهم تسعة اشخاص (يجري العمل على تأكيد هوياتهم) دون وقوع أي أصابات في صفوف القوة المداهمة. جرى ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والقنابل اليدوية والأحزمة الناسفة. ما زالت التحقيقات والاجراءات جارية باشراف النيابة العامة التمييزية».
تشييع شهيدي الجيش
إلى ذلك شيّعت قيادة الجيش وبلدة قشلق، العريف الشهيد صقر، بمأتم مهيب حضره العقيد المهندس عمر بركات ممثلاً نائبة رئيس مجلس وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وحشد من الفاعليات وأهالي عكار.
كما شيّعت قيادة الجيش وأهالي بلدة عيّات- عكار، الشهيد النشار، بحضور حشد من المواطنين والعسكريين.وألقى العقيد سليم حسن، ممثلاً وزيرة الدفاع وقائد الجيش، أكد فيها أن الجيش «آلى على نفسه ملاحقة الإرهابيين أينما وُجدوا، وإحباط مخطّطاتهم الخبيثة وتفكيك خلاياهم، وذلك في موازاة تصدّيه للعدو الإسرائيلي، وتولّيه مسؤولية الأمن والاستقرار في الداخل وعلى الحدود. وسوف تستمر المؤسسة العسكرية في تحمّل مسؤولياتها مهما عَظُمت، إيماناً منها بأنّ خلاص لبنان لا يكون إلّا بقوّة جيشه، ووحدة شعبه في وَجه التحدّيات».