دمشق: إقرار مشروع موازنة 2021 بزيادة أكثر من الضعف عن سابقتها
إضاءة الشعلتين الشرقيّة والغربيّة لمصفاة بانياس إيذاناً ببدء إنتاج البنزين.. والاحتلال التركيّ ومرتزقته يدمّرون التلال الأثريّة في حوض البليخ في الرقة
أقرّت الحكومة السورية الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة بـ8 تريليونات ونصف تريليون ليرة مقارنة بـ4 تريليونات العام الماضي.
وذكرت رئاسة الوزراء أن المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي أقر تلك الاعتمادات وتوجهات الإنفاق في جميع الوزارات للسنة المالية المقبلة، في الشقين الاستثماري والجاري.
وأوضحت أن المشروع يركز على إعادة ترتيب أولويات الإنفاق «بما يتوافق مع متطلبات الظروف الحالية وتوجيه الإنفاق العام وضبطه بما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة».
وبلغت اعتمادات الدعم الاجتماعي 3500 مليار ليرة، موزعة على دعم الدقيق التمويني والمشتقات النفطية والصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية وصندوق دعم الإنتاج الزراعيّ، من دون أن يشمل ذلك الدعم المقدم للقطاع الكهربائي.
ويشمل مشروع الموازنة تأمين 70 ألف فرصة عمل في القطاعين الإداري والاقتصادي «ويركز على دعم وتحفيز القطاع الخاص الزراعي والصناعي والسياحي بما يحقق تنمية هذه القطاعات إضافة إلى زيادة الاعتمادات الخاصة بالضمان الصحي».
ونقلت صفحة رئاسة الوزراء عن رئيس المجلس حسين عرنوس أن «الدولة لن تتخلى عن الدعم الاجتماعي الذي يحظى بالأولوية إلى جانب دعم الإنتاج الزراعي والصناعي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة».
على صعيد آخر، أعلنت «شركة مصفاة بانياس»، أمس، إنهاء عمليات الصيانة لوحدات إنتاج البنزين وإضاءة الشعلتين الشرقية والغربية للمصفاة، وهذا ما يعتبر بمثابة بداية لإقلاع الوحدات بنجاح.
من جهته، أوضح مصدر في شركة مصفاة بانياس، أن الوحدات المتخصّصة بإنتاج مادة البنزين أصبحت جاهزة بعد انتهاء عمليات الصيانة، ودخلت مرحلة الإقلاع التي تستمر حوالي 48 الساعة، مشيراً إلى أنه خلال اليومين المقبلين سيبدأ إنتاج مادة البنزين وتزويد محطات الوقود عبر شركة «محروقات».
وتقع «مصفاة بانياس» شمال مدينة طرطوس على السواحل السورية، وهي إحدى مصفاتي نفط في البلاد، وتغطي الجزء الأكبر من احتياجات المحافظات السورية من المشتقات النفطية بقدرة تكريرية تبلع 6 ملايين طنٍ متري من النفط الخام سنوياً.
وبيّن المصدر أن مصفاة بانياس ستعود تدريجياً إلى طاقاتها الإنتاجية التي كانت عليها سابقاً، حيث كانت تغطي حوالي 70% من حاجة البلاد لمادة البنزين، وأشار إلى أن عمرة مصفاة بانياس مستمرة حتى الـ 8 من شهر تشرين الثاني، حيث لا تزال وحدات التقطير تحت الصيانة، بسبب إجراء عمليات استبدال كامل الأنابيب.
وتوقع المصدر، أن تبدأ مصفاة بانياس بإنتاج مادة المازوت في 10 تشرين الأول بعد انتهاء أعمال العمرة.
وعادة، تخضع المصفاة لعملية إصلاح سنوية تُسمَى «العمرة السنوية»، تتوقف خلالها عن العمل بالكامل لأسابيع عدة، وتكون في شهري أيلول وتشرين.
وتشهد جميع المحافظات السورية منذ حوالي الشهر أزمة خانقة في تأمين مادة البنزين، حيث تشكلت أرتال السيارات أمام محطات الوقود ووصل طولها في بعض الأحيان إلى كيلومترات عدة، فيما عزت وزارة النفط السورية هذه الأزمة إلى أعمال عمرة مصفاة بانياس التي بدأت أوائل هذا الشهر، إضافة إلى العقوبات القسرية المفروضة على سورية والتي تمنعها من استيراد المشتقات النفطية.
ميدانياً، قتل 6 من مسلحي ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي جراء هجمات متفرقة على محاور تحركاتهم في أرياف الرقة والحسكة ودير الزور.
وكشفت مصادر محلية أن مسلحين اثنين من ميليشيا «قسد» قتلا بعد ظهر أمس جراء انفجار لغم أرضي في محيط بلدة عين عيسى وانفجار عبوة ناسفة بسيارة ذخيرة على التوالي قرب بلدة تل السمن في ريف الرقة الشمالي.
وذكرت مصادر محلية في وقت سابق أن هجوماً بعبوة ناسفة نفذه مجهولون استهدف سيارة عسكرية لميليشيا «قسد» في بلدة العزبة شمال شرق دير الزور ما أدّى إلى مقتل اثنين من مسلحي الميليشيا.
وفي ريف الحسكة لفتت المصادر إلى أن مسلحين اثنين آخرين من ميليشيا «قسد» لقيا مصرعهما جراء هجوم شنّه مجهولون على سيارة عسكرية على الطريق الخرافي جنوب الحسكة.
وقتل الأحد اثنان من مسلحي ميليشيا «قسد» بانفجار عبوة ناسفة كان زرعها مجهولون في وقت سابق بسيارة عسكرية تتبع للميليشيا وذلك خلال مرورها في محيط مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وفي سياق متصل، أقدمت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية على جرف عدد من التلال الأثرية في حوض البليخ في محافظة الرقة ضمن مخططها الساعي لتخريب وسرقة المواقع والأوابد الأثرية السورية في محاولة منها لطمس الهوية السورية للمنطقة وإرثها الحضاري.
وذكر مدير الآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود في تصريح أن جرائم قوات الاحتلال التركي ضد التراث السوري شملت في شهر واحد تجريف عدد من المواقع منها حمام التركمان وتل صهيلان وتل أسود وتل جطل.
وقال حمود إن «قوات الاحتلال التركي تقوم بتخريب ممنهج لهذه المواقع الأثرية المهمة وتدميرها ونهب الآثار الموجودة فيها لطمس هويتها الحضارية السورية».
ودعا مدير عام الآثار والمتاحف الجهات الدولية المتخصصة للمساعدة في إيقاف هذه الأعمال الإجرامية من قبل الاحتلال التركي الذي يرتكب أعمالاً همجية بحق الآثار وضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية هذه المواقع الأثرية المهمة التي تعود إلى الألفين السابع والثامن قبل الميلاد.
وتتعرّض الآثار السورية لانتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين الذين يعملون تحت أمرته وشملت أعمال تجريف وقصف وسرقة وتنقيب غير شرعي آخرها كانت أعمال تنقيب في مدينة عفرين المحتلة شمال حلب تحت إشراف استخباريّ تركيّ.
استراتيجيّة الإعلام البريطانيّ: ما الذي جاء
في وثائق Anonymous عن سورية
قامت السلطات البريطانية، بعد اندلاع النزاع في سورية، بتشكيل بنية تحتية إعلاميّة واسعة النطاق لتشويه سمعة الحكومة السورية.
وجاء في وثائق، نشرتها مجموعة «أنونيموس»، أن شركات العلاقات العامة البريطانية، انخرطت في تقديم الدعم الإعلامي للمعارضة السورية والجماعات الإرهابية، لتشكيل صورتها الإيجابية في الإعلام الغربي والعربي.
ويشير محللون، إلى أن جميع الشركات والأفراد المشاركين في هذه الحملة الدعائية واسعة النطاق، كانوا يدركون جيداً أنهم كانوا يعملون مع المتطرفين. ويرى الخبراء، أن البيانات التي نشرها الهاكر، تؤكد فقط أن وسائل الإعلام السائدة، لا تسعى إلى تقييم الصراعات التي تشارك فيها حكوماتهم، بشكل معقول وكافٍ.
وتدل المواد المنشورة، على أن بريطانيا، قامت مع اندلاع النزاع المسلح في سورية عام 2011، بتكوين بنية تحتية واسعة النطاق لشن حرب إعلامية ضد سلطات دمشق الرسمية. وهدفت هذه الجهود إلى خلق صورة إيجابية في نظر الجماهير الغربية والعربية عن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، بما في ذلك «المعارضة المسلحة المعتدلة» والجماعات الإرهابية.
وفي إطار حملتها الواسعة لدعم ما يُسمّى بالمعارضة السورية، أبرمت السلطات البريطانية، بما في ذلك وزارة خارجيتها، عقوداً عدة مع شركات مثل Innovative Communication & Strategies (InCoStrat) و Albanyو The Global Strategy Network (TGSN) وكذلك Analysis Research Knowledge.
وكما لاحظت السلطات الروسية سابقاً، فإن الأخيرة – ARK، هي في الواقع «شركة عسكرية خاصة»، مقرّها في دبي.
في مارس من العام الماضي، قال أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن ARK قامت في 2013-2016 بتمويل منظمة الخوذات البيضاء، التي تحظى بدعم نشط من قبل وكالات التنمية الدولية في بريطانيا.
في وقت سابق، أشارت الصحافية البريطانية فانيسا بيلي، إلى أن المسلحين في سورية تلقوا منذ عام 2011، ما يقارب 200 مليون جنيه إسترليني من لندن، وذهبت بعض هذه الأموال إلى «جبهة النصرة» الإرهابية.
ونشرت أنونيموس، وثائق داخلية لـ ARK، تدل على أنها نفذت «برامج» في سورية منذ عام 2012، بقيمة إجمالية بلغت 66.6 مليون دولار.
في سورية، شاركت ARK في دعم المعارضة من خلال تقديم مجموعة متنوّعة من الخدمات الإعلامية وخدمات العلاقات العامة. سعت الشركة التي استأجرتها لندن في الغالب إلى تصوير الجماعات المسلحة السورية غير الشرعية على أنها «مؤسسات عسكرية منضبطة ومحترفة».
كانت ARK واحدة من الشركات التي دربت أنصار المعارضة، على التعامل مع وسائل الإعلام، وساعدت في ترتيب مقابلات باللغتين العربية والإنكليزية مع ممثلي وسائل الإعلام الرئيسية، بما في ذلك «بي بي سي» والقناة «الرابعة» البريطانية.
وورد في المواد المنشورة، أنه كان لدى ARK «اتصالات جيدة» مع رويترز وThe Financial Times و The New York Times و The Times و The Guardian و CNN و Sky News ، وقناة «العربية»، وكذلك «الجزيرة».
بالإضافة إلى ذلك، أدارت ARK حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بـ»الخوذات البيضاء» للترويج لأنشطة هذه المنظمة.
تشير الوثائق إلى أنه منذ عام 2012، تعاونت ARK مع 14 محطة إذاعية FM و 11 مجلة في سورية، وقامت بتوفير المعدّات والتمويل لها، بالإضافة إلى تدريب الموظفين.
وعملت ARK في سورية، بالاشتراك مع TGSN، بقيادة ريتشارد باريت، الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب بجهاز المخابرات البريطانية MI6. وتحت رعاية الشركتين، عمل 97 مصور فيديو و 23 مصوراً و 32 باحثاً و 19 مدرباً وثمانية مراكز تدريب وثلاثة مكاتب إعلامية في سورية.
قامت TGSN بالإشراف على مكتب الدعاية التابع للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية (RFS).
جاء في تقرير صدر عام 2016 عن الموقع الإخباري المستقل The Grayzone أن RFS عرضت دفع مبلغ 17000 دولار شهرياً لموظف إعلامي (لم يتم الكشف عن اسمه وجنسيته) مقابل مواد لدعم المسلحين السوريين.
تؤكد الوثائق المنشورة، أن شركة InCoStrat، عملت في سورية ولعبت دوراً مهماً في تشكيل صورة إيجابية للجماعات المسلحة غير الشرعية وتبييض أنشطتها. وتلقت الشركة المال من بريطانيا ومن سلطات الولايات المتحدة والإمارات وبعض رجال الأعمال السوريين غير الموالين للأسد.