أذربيجان تهدّد.. وأرمينيا تستعدّ لحرب طويلة الأمد بسبب المصالح الجيوسياسيّة التركيّة!
قال وزير الخارجية الأذربيجاني، جيخون بايرموف، إن «استخدام الجانب الأرميني كل الأسلحة الموجودة في ترسانته، بما فيها أنظمة صواريخ إسكندر والطائرات الهجومية يُعدّ أمراً خطيراً ويتعدّى موازين القوى». وأعلن وزير الخارجية الأذربيجاني، أمس، أن بلاده «سترد بشكل مناسب على أرمينيا، إذا استخدمت منظومات صواريخ إسكندر«.
وأكد بايرموف أن «هذا الأمر لن يحدث إلا إذا اقتضت الضرورة وتوافق ذلك مع منطق إدارة الأعمال القتالية». وذلك على خلفية التصعيد العسكري في قره باغ.
واعتبر وزير الخارجية الأذربيجاني أن «التدريبات العسكرية الأخيرة التي كانت بمشاركة تركيا لم تكن موجهة ومخطط لها ضد أرمينيا».
كما أكد بيراموف، أنه «لا يوجد أي تدخل تركي في الصراع مع أرمينيا».
وقال بيراموف: «لا يوجد أي تدخل تركي. إذا تحدثنا عن التعاون العسكري التقني بين تركيا وأذربيجان، فإن أذربيجان لديها تعاون عسكري تقني مع عدد من البلدان، وحتى مع روسيا بشكل خاص. إذا نظرنا إلى الأسلحة المستخدمة اليوم من قبل القوات المسلحة الأذربيجانية، فهي في الغالب روسية».
وتتبادل أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشأن استقدام مسلحين مرتزقة من سورية ودول الشرق الأوسط، وقال سفير أرمينيا لدى روسيا، فاردان تاغانيان، بأن «مسلحين نقلتهم تركيا من سورية يشاركون في الأعمال القتالية في مرتفعات قره باغ».
فيما أشار بايرموف: إن «اتهامات أرمينيا باستقطاب مسلحين أجانب ليقاتلوا إلى جانب أذربيجان لا أساس لها على الإطلاق، وفي الوقت نفسه، نعلم أن سفير أرمينيا في العراق، القنصل العام لأرمينيا في مدينة إدلب عملوا في المدة الأخيرة على جذب مسلحين لصالح أرمينيا».
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في وقت سابق من يوم أمس، أن «مسلحين مرتزقة وصلوا من سورية والشرق الأوسط يحاربون إلى جانب أرمينيا في قرة باغ».
فيما قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، في مقابلة تلفزيونية أمس، إن «الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف طلب منه في أيلول 2018، الحفاظ على الهدنة على خط التماس في قره باغ».
وأشار باشينيان إلى أنه «لم يكشف عن هذه التفاصيل سابقاً، لأسباب تتعلق باللباقة»، ولكن «بالنظر إلى السلوك غير المفهوم للرئيس الأذربيجاني، فقد حان الوقت الآن للحديث عن هذه التفاصيل».
وأضاف رئيس الوزراء: «يقولون إنني طلبت في دوشنبه، بعض الوقت والتأجيل … نعم، من الواضح أن أرمينيا مهتمة بالحفاظ على وقف إطلاق النار. ولكن دعونا نفهم ما إذا كانت أذربيجان ورئيسها بحاجة إلى ذلك؟ وهنا يمكننا الكشف عن تفاصيل مهمة للغاية، ونحدد من الذي فعلاً تقدم بالطلب في دوشنبه. في الواقع، لم أطلب طلباً من الرئيس الأذربيجاني بل هو من طلب ذلك مني».
وأشار رئيس وزراء أرمينيا إلى أن «يريفان شهدت في أيلول 2018، تنظيم مسيرات كجزء من الحملة ما قبل الانتخابات لاختيار رئيس بلدية العاصمة». وحدث أن باشينيان تطرق في خطابات عدة إلى الوضع في أذربيجان. وقال: «حاولت، إذا جاز التعبير، إجراء حوار معين مع الشعب الأذربيجاني وإبداء ملاحظات انتقادية حول الوضع في هذا البلد. وكان علييف معنياً بالاتفاق معي وطالب مني الامتناع عن ذكر هذا الموضوع».
وتجددت الاشتباكات العسكرية بين البلدين في وقت مبكر من صباح أول أمس الأحد، مع إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوماً مضاداً على طول خط التماس بأكمله في قره باغ. وأعلن الجيش الأذري عن «تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني».
فيما أعلنت أرمينيا عن «التعبئة العامة في البلاد لمن هم أقل من 55 عاماً»، لمواجهة التصعيد في منطقة «قره باغ»، وكشفت وزارة الدفاع الأرمينية أيضاً عن «مقتل 16 جندياً لديها وإصابة أكثر من مئة آخرين في إحصائية أولية».
في هذا الصدد، قال فاغارشاك هاروتيونيان، كبير مستشاري رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، إن «أرمينيا تستعد لحرب طويلة الأمد في إقليم ناغورني قره باغ».
وقال هاروتيونيان في مقابلة على قناة يوتيوب «إي غريانول غريم» أمس: «نحن نستعد لحرب طويلة الأمد. لماذا؟ لأنني أقول مرة أخرى إن اللاعب الرئيسي هنا ليس أذربيجان، بل تركيا. إنها تسعى وراء مصالحها الجيوسياسية. ستعتمد مدة الحرب على عوامل عدة: على كيفية استمرار الأعمال العدائية، وعلى رد فعل المجتمع الدولي».
كما أشار هاروتيونيان إلى أن «خسائر الطرفين قدّرت بعشرات القتلى والجرحى»، وقال: «هناك العشرات من القتلى، وأكثر من ذلك عند الجانب الأذربيجاني، فقد تمّ إسقاط أكثر من 20 طائرة مسيرة، وتدمير عشرات المعدات».
ولا تزال معارك عنيفة مستمرة في المنطقة لليوم الثاني على التوالي، مع ورود تقارير عن سقوط ضحايا من كلا الطرفين، بما في ذلك في صفوف المدنيين، وسط دعوات دولية إلى وقف إطلاق النار وتحذيرات من تداعيات تدخل جهات فاعلة خارجية في النزاع.