باريس تعلن عن جهود دوليّة لوقف القتال في قره باغ.. وتركيا تعلن دعمها العسكريّ لأذربيجان..
دعت دول عدة، من بينها روسيا الاتحادية وفرنسا، طرفي الصراع في جنوب القوقاز إلى ضبط النفس. وأجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، محادثة هاتفية، يوم الأحد الماضي، أشارا خلالها إلى أنه من المهم بذل كل جهد ممكن لمنع التصعيد في قره باغ. فيما أعلنت تركيا أنها ستقدم لأذربيجان كل الدعم الذي تحتاجه في ظل تفاقم الوضع مرة أخرى في ناغورني قره باغ.
بدوره، قال الوزير الفرنسي لشؤون أوروبا فرانك ريستر، إن «موسكو وباريس وواشنطن تبذل جهودها لتحقيق وقف إطلاق النار في قره باغ واستئناف المفاوضات».
وأضاف: «ينبغي أن تفضي هذه المباحثات إلى إيجاد مخرج من الأزمة في إطار القانون الدولي». وتابع: «الوضع في منطقة النزاع صعب، عشرات الضحايا ومئات الجرحى».
وأكد أن «فرنسا تبذل كل ما في وسعها لإيجاد مخرج من هذه الأزمة الخطيرة بالنسبة لأرمينيا وأذربيجان، وللاستقرار في المنطقة».
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات أدلى بها، أمس، وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات.
وقال وزير الخارجية التركي: «نقف إلى جانب أذربيجان سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات، نريد حل هذه المسألة من جذورها».
واعتبر جاويش أوغلو أن «الحل الوحيد للأزمة بين البلدين حول ناغورنو كاراباخ هو بانسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية»، مشدداً على «عدم إمكانية التسوية من دون ذلك».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد في تصريحات أدلى بها، أول أمس الاثنين، أن «أذربيجان باتت مضطرة لحل مشاكلها بنفسها».
وشدد الرئيس التركي على «ضرورة وضع حد للأزمة التي بدأت في المنطقة بسبب احتلال أرمينيا لإقليم ناغورنو كاراباخ الأذربيجاني».
في المقابل، دعا الكرملين تركيا لـ«المساعدة في تسوية سلمية للأزمة بين أرمينيا وأذربيجان»، مشدداً على أن «تصريحات الدعم العسكري لأطراف الصراع حول ناغورنو كاراباخ من شأنها أن تصب الزيت على النار».
كما أصدر الدوما الروسي (مجلس النواب)، أمس، بياناً حث فيه الأطراف المتصارعة على «العودة إلى المفاوضات».
وجاء في البيان: «الدوما يعلن ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، ومنع تصعيد المواجهة في المنطقة، وأنه لا بديل عن التسوية السلمية للوضع. ويدعو نواب الدوما الأطراف إلى العودة إلى المفاوضات في أقرب وقت ممكن، ومستعدون لتقديم المساعدة في الوساطة من أجل استقرار الوضع».
وأضاف البيان: «كما يعرب النواب عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الوضع في منطقة النزاع في ناغورنو كاراباخ، حيث أدى إلى وقوع العديد من الضحايا».
في حين يعقد مجلس الأمن الدوليّ اجتماعاً طارئاً، لبحث الأزمة في إقليم ناغورنو كاراباخ، في وقت دعت فيه روسيا والولايات المتحدة وإيران والاتحاد الأوروبي، إلى وقف فوري لإطلاق النار.
فيما أكد المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة سعيد خطيب زادة، أن «إیران تراقب وتسیطر بشكل دقیق علی عملیات الترانزیت وعبور البضائع إلی الدول الاخری، وأنها لن تسمح بأي حال من الأحوال باستخدام أراضیها لنقل الأسلحة والذخیرة».
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على «مزاعم إرسال مقاتلين من سورية إلى أذربيجان للقتال في إقليم ناغورنو كاراباخ».
وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية قالت إن «من بين قتلى القوات الأرمنية مرتزقة من أصول أرمنية استقدموا من سورية ودول شرق أوسطية أخرى».
كلام زادة جاء رداً على أخبار روجّت لها بعض وسائل الإعلام زعمت عبور أسلحة وتجهيزات عسكرية إلى أرمينيا عبر الأراضي الإيرانية. وأشار إلى أن «ما يجري هو تبادل السلع المتعارفة بين إيران ودول المنطقة، وهذا الأمر متواصل وليس جديداً».
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن «إيران تعتقد أن أرمينيا وأذربيجان يمكنها التوصل إلى حل سياسي في كاراباخ وتحقيق التفاهم سلمياً».
وفي مؤتمر صحافي عقده، أمس، أضاف ربيعي أن «إيران ستقدم كل ما بوسعها لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة»، مؤكّداً أن «موقف إيران ثابت حيال ضرورة احترام سيادة جميع الدول وفقاً للقوانين والمقررات الدولية».
بدورها، نفت السلطات المحلية في محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية مزاعم نقل تجهيزات عسكرية روسية إلى أرمينيا عبر محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية، وقال مساعد الشؤون السياسية والأمنية في المحافظة علیار راستكو، إن «لا صحة لهذا الأمر على الإطلاق»، مؤكداً أن الشاحنات التي تدخل أرمينيا عبر المحافظة تحمل سلعاً عادية غير عسكرية.